أول صلاة جمعة من المنازل في مصر

تنسيق مصري ـ تونسي لمكافحة انتشار «كورونا»

مؤذن «مسجد أبو الهنا» بالعاصمة المصرية يرفع أذان صلاة الجمعة (إ.ب.أ)
مؤذن «مسجد أبو الهنا» بالعاصمة المصرية يرفع أذان صلاة الجمعة (إ.ب.أ)
TT

أول صلاة جمعة من المنازل في مصر

مؤذن «مسجد أبو الهنا» بالعاصمة المصرية يرفع أذان صلاة الجمعة (إ.ب.أ)
مؤذن «مسجد أبو الهنا» بالعاصمة المصرية يرفع أذان صلاة الجمعة (إ.ب.أ)

أدى المصريون أمس أول صلاة جمعة من المنازل، تفاديا لمنع انتشار فيروس «كورونا المستجد» («كوفيد - 19»)، واكتفت المساجد بالأذان خلال ظهر الجمعة.
وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أنه «من باب المصلحة الشرعية، تم تعليق صلاة الجمعة بالمساجد». وتوعد الدكتور جمعة بـ«توقيع جزاءات على المخالفين». ومنعت وزارة الأوقاف، المسؤولة عن المساجد، السبت الماضي، «إقامة صلاة الجُمع والجماعات، وغلق جميع المساجد وملحقاتها، وجميع الزوايا والمصليات، لمدة أسبوعين، والاكتفاء برفع الأذان في المساجد مع تغيير صيغته».
واعتادت الأربعينية، أمينة عبد الحميد، أن «تطل من شرفة منزلها الكائن في ضاحية عين شمس شرق العاصمة المصرية القاهرة، لتودع زوجها وابنها في طريق ذهابهما للمسجد لصلاة ظهر الجمعة»؛ لكن يوم أمس، لم تر أمينة هذا المشهد، لأن زوجها وابنها وقفا إلى جوارها في الشرفة، للاستماع إلى أذان الظهر، والمؤذن يقول (ألا صلوا في بيوتكم ظهراً). وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «أغلب الأسر التزمت أمس، وصلت الظهر في المنازل، خوفاً من التجمعات، ورغم الإحساس الصعب، بأن تمر الجمعة، دون أن نسمع الخطبة من المساجد؛ إلا أن ذلك في مصلحة الجميع».
وقال الدكتور علي محمد الأزهري، عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة والفلسفة جامعة الأزهر لـ«الشرق الأوسط»، «لا شك أن تعطيل إقامة الجمعة، كان له أثر مؤلم في نفوس الناس، بخاصة كونها أول جمعة في مصر تمر هكذا؛ لكن حرصاً على سلامة الجميع كان هذا القرار... ومن العلوم أنه لو كانت الأوبئة تمثل خطراً داهماً، فالأصل أن يصلي الناس في رحالهم - بيوتهم - كما أمر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم».
وبدا التأثر على الدكتور علي جمعة، مفتي مصر السابق، أمس، أثناء حديث له على إحدى الفضائيات عقب أذان الجمعة، بسبب خلو المساجد من المصلين يوم الجمعة. فيما قال وزير الأوقاف، «إذا كان إجماع خبراء الصحة على أن التجمعات أخطر سبل نقل عدوى الفيروس مع ما نتابعه من تزايد أعداد المتوفين بسببه، فإن دفع الهلاك المتوقع نتيجة أي تجمع يصبح مطلباً شرعياً»، مضيفاً أن «مخالفة العمل بتعليق الجُمع والجماعات في الظرف الراهن الذي تقدره الجهات المختصة، إثم ومعصية».
وأكد الدكتور الأزهري، «يجب على الإنسان أن يأخذ بالأسباب، وأن يتخذ التدابير الاحترازية للوقاية من الإصابة بهذا الفيروس». وحول من دعا أمس لمخالفة قرار «الأوقاف» والنزول لصلاة الجمعة، قال الأزهري: «من دعا للنزول إلى الصلاة في تجمعات، فقد خالف قول تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ)، ولما كانت الحاجة ماسة لضرورة عدم التجمعات التي من خلالها ينتقل الفيروس، كان لا بد على الناس من ضرورة السمع والطاعة، وحتى لا يلقوا بأيديهم إلى التهلكة».
بينما أشار وزير الأوقاف أمس، إلى أن «من يدعو إلى فتح المساجد، إما من الجهلة - على حد وصفه - أو من الجماعات المتطرفة الذين يتاجرون بالدين ويستهدفون حياة البشر». في هذا الصدد، أكدت غرفة عمليات وزارة الأوقاف لمتابعة تنفيذ قرار تعليق الجُمع والجماعات في بيان لها، أمس، أن «حالات المخالفة قليلة ولا ترقى إلى نسبة واحد في الألف، وجارٍ حصرها واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المخالفين، فور التحقق من البلاغات الواردة للوزارة».
على صعيد متصل، توافقت مصر وتونس على «التنسيق لمكافحة فيروس (كورونا المستجد)». وتلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس، اتصالاً هاتفياً من الرئيس التونسي قيس سعيد. وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن «الاتصال تناول بحث جهود مكافحة انتشار الفيروس، حيث تم التوافق حول التنسيق بين مصر وتونس بخصوص إجراءات المكافحة، من خلال تبادل الخبرات، والتواصل بين الأجهزة المعنية بالبلدين... كما تم التباحث بشأن تعزيز التعاون المشترك على المستوى الاقتصادي والتبادل التجاري، وزيادة الاستثمارات البينية، خاصة في إطار عمل اللجنة العليا المشتركة المصرية التونسية».
في غضون ذلك، نفت الحكومة المصرية «تحويل مدارس في المحافظات إلى مستشفيات أو حجر صحي». وقال «مجلس الوزراء المصري» أمس، إن «الصور المتداولة على مواقع التواصل في هذا الشأن تعود لاستراحات مصححين وملاحظين امتحانات الدبلومات الفنية»، فيما أعلنت وزارة الصحة والسكان «ارتفاع عدد الحالات التي تحولت نتائج تحاليلها معملياً من إيجابية إلى سلبية للفيروس إلى 130 حالة». وكشف الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشؤون الإعلام، عن «خروج 7 حالات من المصابين بالفيروس من مستشفى العزل، من ضمنهم أجنبي واحد، و6 مصريين، وذلك بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم، وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 102 حالة حتى مساء أول من أمس الخميس»، موضحاً أنه «تم تسجيل 39 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معملياً للفيروس، من بينهم حالة لمواطن ليبي، و38 مصرياً، وهم من المخالطين للحالات الإيجابية التي تم اكتشافها والإعلان عنها مسبقاً»، لافتا إلى «وفاة 3 حالات لمصريين من محافظة القاهرة». وقال مجاهد إن «إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بالفيروس حتى مساء أول من أمس، هو 495 حالة، من ضمنهم 102 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و24 حالة وفاة».
وفي إطار متابعة وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج لدعم العالقين المصريين، وصلت أمس 4 حافلات تقل 150 مصرياً عالقين على الحدود السودانية، عقب تلقي الوزارة استغاثات من طلاب ومصريين عالقين بالسودان، وإشارتهم إلى وصولهم للحدود السودانية ورغبتهم في العودة إلى مصر.
إلى ذلك، استقبل مطار القاهرة الدولي أمس، رحلتين استثنائيتين من لندن، لعودة المصريين الراغبين في العودة لمصر، بعد تعليق الرحلات المنتظمة إلى المطارات المصرية ضمن الخطة الاحترازية للدولة لمواجهة الفيروس... وتم إنهاء إجراءات ركاب الرحلتين، البالغ عددهم 210. وتم الكشف عليهم جميعاً من قبل الحجر الصحي، وتبين سلبية الكشوفات، وتم التنبيه عليه بالحجر المنزلي مع الاحتفاظ ببياناتهم لمتابعتهم.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.