الإعلان عن الفائزين بـ«جائزة محمود كحيل» والاحتفال العام المقبل

نالتها عن الكاريكاتير السياسي البحرينية سارة قائد

فازت عن فئة الكاريكاتير السياسي البحرينية سارة قائد  -   نال جائزة الرسوم التصويرية والتعبيرية الأردني حسان مناصرة
فازت عن فئة الكاريكاتير السياسي البحرينية سارة قائد - نال جائزة الرسوم التصويرية والتعبيرية الأردني حسان مناصرة
TT

الإعلان عن الفائزين بـ«جائزة محمود كحيل» والاحتفال العام المقبل

فازت عن فئة الكاريكاتير السياسي البحرينية سارة قائد  -   نال جائزة الرسوم التصويرية والتعبيرية الأردني حسان مناصرة
فازت عن فئة الكاريكاتير السياسي البحرينية سارة قائد - نال جائزة الرسوم التصويرية والتعبيرية الأردني حسان مناصرة

أعلنت «مبادرة معتزّ ورادا الصواف للشرائط المصوّرة العربية»، وهي هيئة أكاديمية في الجامعة الأميركية في بيروت، أمس الجمعة، 27 آذار (مارس) 2020، عن تأجيل الاحتفال بالفائزين بالدورة الخامسة لجائزة محمود كحيل للشرائط المصورة والكاريكاتير والرسوم التعبيرية إلى السنة المقبلة 2021، وذلك التزاماً بالحجر الصحي العالمي، بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.
لكن القيّمين على المبادرة والجائزة أصروا على إعلان أسماء الفائزين، الذين كان من المفترض أن يزوروا لبنان هذا الأسبوع، لاستلام جوائزهم خلال احتفال ضخم ينظم سنوياً، والمشاركة في معرض لأعمالهم، وذلك لبثّ الأمل في وقت عصيب يمرّ به العالم أجمع.
وفازت عن فئة الكاريكاتير السياسي، وهي الفئة الأبرز بين الجوائز، وقدرها عشرة آلاف دولار، البحرينية سارة قائد التي تعيش حالياً في المملكة المتحدة. وحازت جائزة الروايات التصويرية الفنانة اللبنانية لينا مرهج عن كتاب «سلام لمرسيليا». بينما ذهبت جائزة الشرائط المصوّرة إلى العراقي حسين عادل داود. ونال جائزة الرسوم التصويرية والتعبيرية الأردني حسان مناصرة. ومُنحت جائزة رسوم كتب الأطفال للرسام المصري محمد طه. مع العلم أن قيمة الجوائز النقدية مجتمعة بلغت 36 ألف دولار أميركي.
أما جائزة إنجازات العمر الفخرية، فأعطيت للبناني جورج خوري (جاد)، وهو فنّان شرائط مصوَّرة وناقد فنّي وأستاذ جامعي. فيما ذهبت جائزة راعي الشريط المصوّر الفخرية، إلى «مخبر 619»، وهي مجموعة تونسية تُعنى بفنّ الشرائط المصوّرة التجريبية، تأسّست في 2013.
تألفت لجنة التحكيم من 6 فنانين رواد حائزين على جوائز عالمية، وهم رئيس قسم الماجستير في الشرائط المصورة في كلية كاليفورنيا للفنون مات سيلادي، ومدير مهرجان الشرائط المصورة العالمية «كراك روما» في إيطاليا فاليريو بيندي، ومدير «الصالون العالمي للشرائط المصوّرة» في تازركة الفنان التونسي سيف الدين ناشي، ورسامة الكاريكاتير السياسي المصرية دعاء العدل، ورسام الكاريكاتير وكتب الأطفال وليد طاهر من مصر، إضافة إلى اللبناني جورج خوري (جاد).
وقالت مديرة المبادرة في الجامعة الأميركية في بيروت لينة غيبة: «مع لجنة تحكيم دولية وفائزين من مختلف البلدان العربية، تتخطى جائزة محمود كحيل الحواجز الجغرافية والمادية، إضافة إلى الوباء العالمي، وهي تحتفل بالمواهب الفنية الرائعة في العالم العربي، بغض النظر عن أي حدود، من خلال لمس قلوبنا وعقولنا عبر الفن والثقافة، وتوحيدنا للاحتفال بالحياة في هذه الأوقات العصيبة».
وحول الدورة الخامسة والدول المشاركة، أفادت غيبة: «لاحظنا هذا العام مشاركات للمرة الأولى من البحرين واليمن، إضافة إلى مشاركات سنوية من الجزائر ومصر والعراق والأردن والكويت ولبنان والمغرب وفلسطين والمملكة العربية السعودية وسوريا وتونس».
ولفتت غيبة إلى أن «أكبر عدد من الطلبات المتقدمة للجائزة كان من مصر ككل عام، يليها لبنان، ثم الأردن وسوريا والمغرب. وكانت ليبيا والكويت واليمن دولاً جديدة انضمت إلى فئة الكاريكاتير السياسي».
ونوّهت بالمشاركة النسائية الملفتة في الجائزة، إذ تساوت الفنانات مع الفنانين المشاركين في رسوم كتب الأطفال، وشكلت النساء ثلث المتبارين على الجائزة في فئة الروايات التصويرية، ولكن الأقل حضوراً في الرسوم التعبيرية».


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

تانيا صالح تُغنّي للأطفال وترسم لُبنانَهم الأحلى

باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)
باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)
TT

تانيا صالح تُغنّي للأطفال وترسم لُبنانَهم الأحلى

باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)
باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)

أمَّنت الإقامة في باريس للفنانة اللبنانية تانيا صالح «راحة بال» تُحرِّض على العطاء. تُصرُّ على المزدوجَين «...» لدى وصف الحالة، فـ«اللبناني» و«راحة البال» بمعناها الكلّي، نقيضان. تحطّ على أراضي بلادها لتُطلق ألبومها الجديد الموجَّه إلى الأطفال. موعد التوقيع الأول؛ الجمعة 6 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. والأحد (8 منه) تخصّصه لاستضافة أولاد للغناء والرسم. تريد من الفنّ أن يُهدّئ أنين أطفال الصدمة ويرأف بالبراءة المشلَّعة.

تريد من الفنّ أن يُهدّئ أنين أطفال الصدمة ويرأف بالبراءة المشلَّعة (صور تانيا صالح)

وطَّد كونها أُماً علاقتها بأوجاع الطفولة تحت النار؛ من فلسطين إلى لبنان. تُخبر «الشرق الأوسط» أنها اعتادت اختراع الأغنيات من أجل أن ينام أطفالها وهم يستدعون إلى مخيّلاتهم حلاوة الحلم. لطالما تمنّت الغناء للصغار، تشبُّعاً بأمومتها وإحساسها بالرغبة في مَنْح صوتها لمَن تُركوا في البرد واشتهوا دفء الأحضان. تقول: «أصبح الأمر مُلحّاً منذ تعرُّض أطفال غزة لاستباحة العصر. لمحتُ في عيون أهاليهم عدم القدرة على فعل شيء. منذ توحُّش الحرب هناك، وتمدُّد وحشيتها إلى لبنان، شعرتُ بأنّ المسألة طارئة. عليَّ أداء دوري. لن تنفع ذرائع من نوع (غداً سأبدأ)».

غلاف الألبوم المؤلَّف من 11 أغنية (صور تانيا صالح)

وفَّر الحبُّ القديم لأغنية الطفل، عليها، الكتابةَ من الصفر. ما في الألبوم، المؤلَّف من 11 أغنية، كُتب من قبل، أو على الأقل حَضَرت فكرته. تُكمل: «لملمتُ المجموع، فشكَّل ألبوماً. وكنتُ قد أنقذتُ بعض أموالي خشية أنْ تتطاير في المهبّ، كما هي الأقدار اللبنانية، فأمّنتُ الإنتاج. عملتُ على رسومه ودخلتُ الاستوديو مع الموسيقيين. بدل الـ(CD)؛ وقد لا يصل إلى أطفال في خيامهم وآخرين في الشوارع، فضَّلتُ دفتر التلوين وفي خلفيته رمز استجابة سريعة يخوّلهم مسحه الاستماع المجاني إلى الأغنيات ومشاهدتها مرسومة، فتنتشل خيالاتهم من الأيام الصعبة».

تُخطّط تانيا صالح لجولة في بعلبك وجنوب لبنان؛ «إنْ لم تحدُث مفاجآت تُبدِّل الخطط». وتشمل الجولة مناطق حيث الأغنية قد لا يطولها الأولاد، والرسوم ليست أولوية أمام جوع المعدة. تقول: «أتطلّع إلى الأطفال فأرى تلك السنّ التي تستحقّ الأفضل. لا تهمّ الجنسية ولا الانتماءات الأخرى. أريد لموسيقاي ورسومي الوصول إلى اللبناني وغيره. على هذا المستوى من العطف، لا فارق بين أصناف الألم. ليس للأطفال ذنب. ضآلة مدّهم بالعِلم والموسيقى والرسوم، تُوجِّه مساراتهم نحو احتمالات مُظلمة. الطفل اللبناني، كما السوري والفلسطيني، جدير بالحياة».

تعود إلى لبنان لتُطلق ألبومها الجديد الموجَّه للأطفال (صور تانيا صالح)

باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال، تشعر أنها تستريح: «الآن أدّيتُ دوري». الفعل الفنّي هنا، تُحرّكه مشهديات الذاكرة. تتساءل: «كم حرباً أمضينا وكم منزلاً استعرنا لننجو؟». ترى أولاداً يعيشون ما عاشت، فيتضاعف إحساس الأسى. تذكُر أنها كانت في نحو سنتها العشرين حين توقّفت معارك الحرب الأهلية، بعد أُلفة مريرة مع أصوات الرصاص والقذائف منذ سنّ السادسة. أصابها هدوء «اليوم التالي» بوجع: «آلمني أنني لستُ أتخبَّط بالأصوات الرهيبة! لقد اعتدْتُها. أصبحتُ كمَن يُدمن مخدِّراً. تطلَّب الأمر وقتاً لاستعادة إيقاعي الطبيعي. اليوم أتساءل: ماذا عن هؤلاء الأطفال؛ في غزة وفي لبنان، القابعين تحت النار... مَن يرمِّم ما تهشَّم؟».

تريد الموسيقى والرسوم الوصول إلى الجميع (صور تانيا صالح)

سهَّلت إقامُتها الباريسية ولادةَ الألبوم المُحتفَى به في «دار المنى» بمنطقة البترون الساحلية، الجمعة والأحد، بالتعاون مع شباب «مسرح تحفة»، وهم خلف نشاطات تُبهج المكان وزواره. تقول إنّ المسافة الفاصلة عن الوطن تُعمِّق حبَّه والشعور بالمسؤولية حياله. فمَن يحترق قد يغضب ويعتب. لذا؛ تحلَّت بشيء من «راحة البال» المحرِّضة على الإبداع، فصقلت ما كتبت، ورسمت، وسجَّلت الموسيقى؛ وإنْ أمضت الليالي تُشاهد الأخبار العاجلة وهي تفِد من أرضها النازفة.

في الألبوم المُسمَّى «لعب ولاد زغار»، تغنّي لزوال «الوحش الكبير»، مُختَزِل الحروب ومآسيها. إنها حكاية طفل يشاء التخلُّص من الحرب ليكون له وطن أحلى. تقول: «أريد للأطفال أن يعلموا ماذا تعني الحروب، عوض التعتيم عليها. في طفولتي، لم يُجب أحد عن أسئلتي. لم يُخبروني شيئاً. قالوا لي أنْ أُبقي ما أراه سراً، فلا أخبره للمسلِّح إنْ طرق بابنا. هنا أفعل العكس. أُخبر الأولاد بأنّ الحروب تتطلّب شجاعة لإنهائها من دون خضوع. وأُخبرهم أنّ الأرض تستحق التمسُّك بها».

وتُعلِّم الصغار الأبجدية العربية على ألحان مألوفة، فيسهُل تقبُّل لغتهم والتغنّي بها. وفي الألبوم، حكاية عن الزراعة وأخرى عن النوم، وثالثة عن اختراع طفل فكرة الإضاءة من عمق خيمته المُظلمة. تقول إنّ الأخيرة «حقيقية؛ وقد شاهدتُ عبر (تيك توك) طفلاً من غزة يُفكّر في كيفية دحض العتمة لاستدعاء النور، فألهمني الكتابة. هذه بطولة».

من القصص، تبرُز «الشختورة» (المركب)، فتروي تانيا صالح تاريخ لبنان بسلاسة الكلمة والصورة. تشاء من هذه الحديقة أن يدوم العطر: «الألبوم ليس لتحقيق ثروة، وربما ليس لاكتساح أرقام المشاهدة. إنه شعوري بتأدية الدور. أغنياته حُرّة من زمانها. لم أعدّها لليوم فقط. أريدها على نسق (هالصيصان شو حلوين)؛ لكلّ الأيام».