طوكيو تستقبل الشعلة الأولمبية بترحيب خجول بسبب «كورونا»

مسؤولان يابانيان يرتديان كماماتين بجوار الشعلة الأولمبية (رويترز)
مسؤولان يابانيان يرتديان كماماتين بجوار الشعلة الأولمبية (رويترز)
TT

طوكيو تستقبل الشعلة الأولمبية بترحيب خجول بسبب «كورونا»

مسؤولان يابانيان يرتديان كماماتين بجوار الشعلة الأولمبية (رويترز)
مسؤولان يابانيان يرتديان كماماتين بجوار الشعلة الأولمبية (رويترز)

وصلت الشعلة الأولمبية، اليوم (الجمعة)، إلى اليابان لتلقى استقبالاً محدوداً في ظل تفشي فيروس «كورونا» المستجد والشكوك بإقامة دورة الألعاب في موعدها، رغم تأكيد رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني، توماس باخ، بأن اتخاذ القرار بتأجيلها سابق لأوانه حالياً.
وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، تتزايد الدعوات في الآونة الأخيرة من أجل إرجاء الألعاب المقررة بين 24 يوليو (تموز) و9 أغسطس (آب)، في ظل تفشي «كوفيد - 19» الذي حصد نحو عشرة آلاف وفاة حول العالم حتى اليوم، وفرض جموداً شبه كامل في مختلف الأحداث الرياضية، وتأجيل مواعيد كبيرة مقررة في صيف العام الحالي، أبرزها «كأس أوروبا» و«بطولة كوبا أميركا لكرة القدم».
وفي حين انتقد رياضيون موقف المسؤولين اليابانيين واللجنة الدولية بشأن قرار الإبقاء على الألعاب في موعدها، بدأت الدعوات لإرجائها تصدر من داخل اليابان، ومنها، الجمعة، لمسؤول في اللجنة الأولمبية المحلية، لكن حتى الآن، تمضي الخطوات التقليدية الممهدة للألعاب كما المقرر.
وفي وقت مبكر، صباح الجمعة، وصلت الشعلة على متن رحلة خاصة إلى قاعدة ماتسوشيما الجوية في مقاطعة مياغي اليابانية، آتية من اليونان حيث تم تسليمها، أمس (الخميس)، إلى ممثلة للجنة المنظمة، لكن كما تأثرت مسيرة الشعلة في اليونان بتفشي الفيروس، ومنع الجمهور من حضور المراسم قبل أن يتم وقفها بعد احتشاد العديد منهم على مسارها، كان استقبالها في اليابان على عكس الاحتفالية المعتادة.
ونقل الرياضيان اليابانيان ساوري يوشيدا وتاداهيرو نامارو الشعلة من الطائرة، وسارا بها إلى مسرح وُضِع على مدرج المطار حيث تمت إضاءة شعلة أكبر، في حضور عدد محدود من المدعوين.
لكن المنظمين ألغوا مشاركة 200 طفل في حفل الاستقبال، وأوضح رئيس اللجنة اليابانية المنظمة، يوشيرو موري: «كان من المقرر أن يحضر الأطفال للترحيب بالشعلة الأولمبية، لكننا قررنا تقليص الاحتفال ومنح سلامتهم الأولوية».
ومن المقرر أن تنطلق مسيرة الشعلة على امتداد اليابان في 26 مارس (آذار)، بدءاً من مجمع رياضي في فوكوشيما استخدم كقاعدة لعمال الإنقاذ في عام 2011، إبان الزلزال المدمر والتسونامي والكارثة النووية التي ضربت المنطقة، لكن المنظمين منعوا حضور الجمهور للاحتفالات المرافقة، وطلبوا من الناس «تفادي تشكيل حشود» على مسار الشعلة.
ووضعت اليابان ألعاب طوكيو في مصاف إشارة إلى العالم بتخطيها لكارثة عام 2011، لكن فيروس «كورونا» بدأ يطرح علامات استفهام كبيرة حول إمكان إقامتها في موعدها.
وفي تصريحات لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، كرر باخ موقف اللجنة الأولمبية الدولية من أن الوقت لا يزال متاحاً لاتخاذ قرار بشأن مصير الألعاب، مؤكداً في الوقت عينه دراسة احتمالات مختلفة.
وكرر المسؤول موقفه من أن اللجنة ستتبع توصيات «منظمة الصحة العالمية» بشأن الألعاب، لكنه أبقى تفاؤلاً بإمكان انطلاقها في موعدها، وأوضح: «بالطبع نحن ندرس سيناريوهات مختلفة، لكن على عكس العديد من الهيئات الرياضية أو البطولات المحترفة، نحن لا نزال على بعد أربعة أشهر ونصف شهر من موعد الألعاب».
وتابع: «بالنسبة إلينا التأجيل لن يكون خطوة مسؤولة الآن، وسيكون من السابق لأوانه البدء بالتكهنات أو اتخاذ قرار، في وقت ليست لدينا بعد أي توصية من لجنة العمل الخاصة التي تم تشكيلها لبحث هذا الأمر».
وأبدى رياضيون قلقهم من مخاطرة السلطات اليابانية واللجنة الأولمبية الدولية بالإصرار على المضي قدماً في خطط إقامة دورة طوكيو 2020 في موعدها رغم «كوفيد - 19»، لا سيما أن القيود الواسعة المفروضة حالياً على حركة التنقل والسفر تؤثر سلباً على تحضيراتهم والتصفيات المؤهلة.
ورأى باخ أن «ما يجعل هذه الأزمة فريدة ويصعّب القدرة على تخطيها، هو عدم اليقين، لا أحد يمكنه اليوم أن يقول ما ستكون عليه التطورات غداً أو بعد شهر، وحكما ما ستكون عليه بعد أربعة أشهر»، وأضاف: «لذا، سيكون من غير المسؤول تحديد موعد أو اتخاذ قرار الآن، لأنه سيكون قائماً على تكهنات بشأن التطورات المستقبلية»، لكن باخ شدد على أن الاعتبارات الصحية هي الأولوية، وأي قرار للجنة «لن تحدده مصلحة مالية بالنسبة إلينا، وعلى رغم أننا لا نعرف ما سيكون عليه طول هذا النفق، نريد أن تضيء لنا الشعلة الأولمبية نهايته».
وبدأت الشكوك تتزايد بشأن انطلاق الألعاب في موعدها، حتى من قبل اليابانيين أنفسهم، وأظهر استطلاع للرأي نشرته وكالة «كيودو» هذا الأسبوع أن 69.9 في المائة من أصل ألف مشارك في الاستطلاع، يرون أن طوكيو لن تكون قادرة على إقامة الألعاب في موعدها.
وفي موقف نادر لمسؤول محلي، اعتبر عضو المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية اليابانية، كاوري ياماغوشي، أن «الألعاب يجب أن تُؤجّل في ظل الوضع الحالي لأن الرياضيين ليسوا مستعدين بشكل جيد»، وأضاف في تصريحات لصحيفة «نيكاي»: «من خلال الطلب منهم التدرب في ظل هذه الظروف، اللجنة الأولمبية الدولية تضع نفسها في مواجهة الانتقادات من أنها لا تبدّي مصلحة الرياضيين على ما عداها».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».