القضاء اللبناني يبرّئ عامر الفاخوري من جرائم القتل والتعامل مع إسرائيل

مصادر عزت تقريب محاكمته والإفراج عنه إلى ضغوط أميركية

القضاء اللبناني يبرّئ عامر الفاخوري من جرائم القتل والتعامل مع إسرائيل
TT

القضاء اللبناني يبرّئ عامر الفاخوري من جرائم القتل والتعامل مع إسرائيل

القضاء اللبناني يبرّئ عامر الفاخوري من جرائم القتل والتعامل مع إسرائيل

في قرارٍ مفاجئ، برأت المحكمة العسكرية في لبنان اللبناني - الأميركي عامر الفاخوري من جرم اعتقال مواطنين لبنانيين وحجز حريتهم، وتعذيبهم داخل معتقل الخيام الذي أقامته إسرائيل خلال احتلالها جنوب لبنان، مما أدى إلى وفاة اثنين منهم، وهو ما يجعل الفاخوري حراً طليقاً بعد توقيفه 6 أشهر لدى وصوله من الولايات المتحدة الأميركية إلى بيروت.
وعدت المحكمة، في حكمها الذي صدر بعد ظهر أمس، أن «الجرائم المسندة إلى المتهم عامر الفاخوري، لجهة تعذيب سجناء في عام 1998 داخل سجن الخيام الذي كانت تديره إسرائيل قبل تحرير جنوب لبنان في عام 2000، سقطت بمرور الزمن العشري (أي مرور أكثر من 10 سنوات على وقوع الجرم المدعى به)»، وقررت إطلاق سراحه فوراً، ما لم يكن موقوفاً بقضية أخرى، علماً بأن قاضي التحقيق العسكري، نجاة أبو شقرا، منعت في قرارها الاتهامي الذي أصدرته قبل شهرين المحاكمة عن الفاخوري بجرم التعامل مع إسرائيل، لسقوط هذا الجرم بمرور الزمن، ولكونه غادر إلى الولايات المتحدة الأميركية في عام 2000، ولم يعد له أي تواصل مع الإسرائيليين منذ ذلك التاريخ.
وشكّل قرار تبرئة الفاخوري مفاجأة في الأوساط اللبنانية، خصوصاً أنه استبق جلسة المحاكمة العلنية التي حددتها المحكمة العسكرية لمحاكمته في 16 أبريل (نيسان) المقبل، وطرح علامات استفهام حول إصدار الحكم قبل المحاكمة العلنية. وعزت مصادر مطلعة هذا التطوّر إلى «الضغوط الهائلة التي تمارسها الولايات المتحدة الأميركية على السلطات اللبنانية للإفراج عن الفاخوري الذي يحمل جواز سفر أميركياً، والمراجعات التي أجرتها السفيرة الأميركية في بيروت مع المسؤولين اللبنانيين في هذا الخصوص».
وربطت المصادر بين «تسريع الحكم ومحاولة ترحيل الفاخوري خلال ساعات إلى الولايات المتحدة، قبل إقفال مطار رفيق الحريري الدولي يوم غد (الأربعاء)، بسبب الإجراءات الاحترازية المتخذة للحد من مخاطر وباء كورونا».
ويلاحق الفاخوري بملف آخر أمام قاضي التحقيق في بيروت، بلال حلاوي، في الدعوى المقامة ضده من عدد من المعتقلين السابقين في سجن الخيام، بجرم اعتقالهم وحجز حريتهم وتعذيبهم، لكن هذا الملف لا يشكل عائقاً أمام سفر الفاخوري، وفق تعبير مصدر قضائي لبناني أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن قاضي التحقيق بلال حلاوي «لم يستجوب الفاخوري بعد، ولم يصدر مذكرة توقيف بحقه، بسبب وضعه الصحي، لعدم التمكن من نقله إلى مكتب قاضي التحقيق»، مشدداً على أن «الفاخوري بات حراً طليقاً، ولا شيء يمنع سفره إلى الخارج، ما دام أنه لم يصدر قرار قضائي بمنعه من مغادرة لبنان وحجز جواز سفره».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».