«كورونا»: إجراءات مشددة في فرنسا وإسبانيا... و156 ألف مصاب عالمياً

عزل ذاتي لمدة 14 يوماً على جميع الوافدين إلى أستراليا

رجل وامرأة يرتديان قناعين واقيين في سيدني (إ.ب.أ)
رجل وامرأة يرتديان قناعين واقيين في سيدني (إ.ب.أ)
TT

«كورونا»: إجراءات مشددة في فرنسا وإسبانيا... و156 ألف مصاب عالمياً

رجل وامرأة يرتديان قناعين واقيين في سيدني (إ.ب.أ)
رجل وامرأة يرتديان قناعين واقيين في سيدني (إ.ب.أ)

فرضت إسبانيا وفرنسا إجراءات مشددة لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد على أراضيهما، الذي طال أكثر من 150 ألف شخص في العالم.
وقررت إسبانيا أمس (السبت)، فرض إغلاق شبه تام في كل أنحاء البلاد مع منع الناس من الخروج من بيوتهم إلا للعمل أو تلقي العناية الطبية أو شراء الطعام.
وتوفي 196 شخصاً حتى الآن في إسبانيا التي باتت البلد الثاني الأكثر تضرراً من الفيروس في أوروبا بعد إيطاليا. ومن بين المصابين زوجة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، حسبما نقل تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
أمرت فرنسا في الأثناء بإغلاق المطاعم والحانات وصالات السينما والنوادي الليلية، لكن أبقت على متاجر الطعام والصيدليات والمصارف ومحلات بيع التبغ مفتوحة، فيما بدأت الانتخابات البلدية الأحد في موعدها المقرر.

وإلى تركيا، فقد أعلنت وزارة الصحة التركية اليوم (الأحد)، تسجيل سادس حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد.
إلى ذلك، فقد ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن إتش كيه) أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في اليابان بلغ 1484 اليوم (الأحد)، مشيرة إلى أن العدد زاد بوتيرة أسرع من اليوم السابق.
وأوضحت بيانات الهيئة أن العدد الإجمالي لحالات العدوى يشمل 697 شخصاً من ركاب السفينة السياحية دايموند برنسيس و14 شخصاً عادوا من الصين.
وتوفي شخص واحد بالفيروس اليوم (الأحد)، ليصل إجمالي عدد الوفيات في اليابان إلى 29 شخصاً. ويشمل الرقم 7 حالات وفاة من ركاب السفينة السياحية.

وفي مؤشر على خطورة الفيروس المتزايدة، وسعت الولايات المتحدة حظر السفر المفروض على الدول الأوروبية ليشمل المملكة المتحدة وآيرلندا، بدءاً من منتصف ليل الاثنين.
وتسببت القيود بفوضى في مطارات الولايات المتحدة، حيث أجبر الوافدون على الانتظار ساعات من أجل المعاينة الطبية.
وارتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد عالمياً إلى ما فوق 156 ألف حالة مع أكثر من 5800 وفاة، وفق حصيلة لجامعة جونز هوبكنز الأميركية.
وانتهى هذا الأسبوع الذي شهد إغلاقاً للمدارس والشركات لأجل غير مسمى وإغلاق الحدود أمام ملايين المسافرين وإصابة مشاهير وسياسيين وإغلاق إيطاليا كاملة، بسلسلة إجراءات حكومية جديدة في عدد من دول العالم.
وأعلنت أستراليا اليوم (الأحد)، فرض عزل ذاتي لمدة 14 يوماً على كل الوافدين إلى البلاد. وقال رئيس الوزراء سكوت موريسون: «علينا الاعتياد على بعض التغييرات في الطريقة التي نعيش فيها»، مضيفاً أن الإجراءات ستدخل حيز التنفيذ بدءاً من منتصف الليل (13:00 بتوقيت غرينيتش الأحد).

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب حالة الطوارئ وخصص مساعدات بقيمة 50 مليار دولار، وهو إجراء اتخذته أيضاً حكومتا كندا وأستراليا الأحد.
وعززت الدول الأوروبية من جهتها القيود على حدودها، فيما عزلت تشيلي أكثر من 1300 شخص على متن سفينتين سياحيتين، بعدما تبينت إصابة بريطاني مسن على متن إحداهما بالفيروس المستجد.
وخلت الساحات والشوارع من ميلانو إلى مدريد منذ أمس (السبت)، من المارة في ظلّ دعوات الحكومات للناس إلى البقاء في بيوتهم. ولجأ بعض الإيطاليين إلى الغناء من نوافذهم تحدياً للعزل.
وشهدت إيطاليا أعلى ارتفاع في الوفيات خلال 24 ساعة، مع 175 حالة، تليها إيران مع 97 وفاة وإسبانيا مع 63.

وصنفت منظمة الصحة العالمية أوروبا بالبؤرة الجديدة للوباء، بعد الانخفاض الكبير في الإصابات الجديدة في الصين التي بدأ منها تفشي الفيروس في ديسمبر (كانون الأول).
وأفادت الصين اليوم (الأحد)، عن 16 حالة مستوردة جديدة من كورونا، الأعلى منذ أسبوع.
وتزداد الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الإجراءات المتخذة لمكافحة انتشار الفيروس. وشهدت الأسواق المالية في العالم تقلبات حادة خلال هذا الأسبوع. وسجلت خسائر هائلة على خلفية المخاوف من انكماش عالمي، ثم مكاسب قوية بعد إعلان الحكومات نيتها تقديم دعم مالي لمواجهة الأزمة.
وأغلقت شركة «آبل» كل متاجرها خارج الصين حتى 27 مارس (آذار)، فيما قد تعلن شركة «بريتيش إيرويز» البريطانية للطيران إجراءات جذرية مع إبلاغ المدير التنفيذي أليكس كروز الموظفين بترقب خسارة وظائف.
وألغت شركات الطيران آلاف الرحلات حول العالم وأغلقت بعض المطارات مدارجها.

في غضون ذلك، أعلنت شركة «فيراري» الإيطالية للسيارات الفاخرة، أنها ستعلق إنتاجها لأسبوعين بسبب الإغلاق.
ومع ضغط التدهور الاقتصادي، تواجه الحكومات معضلة متعلقة بالصحة العامة، ترتبط بمعرفة ما إذا كان عليها اتخاذ إجراءات مشددة لمكافحة المرض، أو محاولة إدارة انتشاره.
وحاول مسؤولون بريطانيون الترويج لفكرة إدارة تفشي الفيروس لدفع الأزمة لبلوغ ذروتها بحلول الصيف حين تكون المستشفيات قادرة على العمل بشكل أفضل.
وقالوا إن ذلك سيساعد في خلق «مناعة جماعية»، لكن الخبراء منقسمون حول ما إذا كان هناك دليل يدعم هذه النظرية، أم لا.

ورأت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس: «لا نعرف الكثير عن طبيعة الفيروس العلمية، فهو غير موجود وسط السكان منذ مدة طويلة».
وما زالت بريطانيا تقاوم فرض قيود مشددة، لكن وسائل إعلام أفادت أمس (السبت)، عن نية الحكومة فرض حظر على التجمعات الحاشدة بدءاً من الأسبوع المقبل.
وسينص القانون على إلغاء كل المناسبات الحاشدة، مثل بطولة ويمبلدون لكرة المضرب، ومهرجان غلاستنبوري الموسيقي، المقررين أواخر يونيو (حزيران).
وسبق أن أعلنت معظم الحكومات في المناطق التي طالها الفيروس إجراءات مشددة.
وفي الفلبين، أغلقت العاصمة مانيلا اليوم (الأحد)، فيما حظرت السعودية الرحلات الدولية، وفرضت نيوزيلندا على الوافدين إليها وضع أنفسهم بالحجر الصحي لدى وصولهم.
وما زال تمدد الفيروس ضئيلاً في أفريقيا، بينما أبلغت رواندا عن أول إصابة على أراضيها أمس (السبت).
وقالت مدغشقر إنها ستعلق الرحلات إلى أوروبا لمدة شهر بدءاً من 20 مارس.
فضلاً عن إلغاء وإرجاء مباريات مهمة في كرة القدم، فقد ألغيت مباريات لرياضة الكريكيت وأرجئت سباقات في الفورمولا1.
لكن نفت طوكيو إلغاء أولمبياد 2020، بعدما قال ترمب إنه «قد يرجأ لمدة عام».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.