الشمس تصافح وجه رمسيس الثاني لأكثر من 25 دقيقة

بحضور 5 آلاف شخص في معبد أبو سمبل

مشاركون بمهرجان «أسوان الدولي للفنون» يحتفلون بتعامد الشمس (وزارة الثقافة المصرية)
مشاركون بمهرجان «أسوان الدولي للفنون» يحتفلون بتعامد الشمس (وزارة الثقافة المصرية)
TT

الشمس تصافح وجه رمسيس الثاني لأكثر من 25 دقيقة

مشاركون بمهرجان «أسوان الدولي للفنون» يحتفلون بتعامد الشمس (وزارة الثقافة المصرية)
مشاركون بمهرجان «أسوان الدولي للفنون» يحتفلون بتعامد الشمس (وزارة الثقافة المصرية)

اتجهت أنظار العالم مع شروق شمس، أمس السبت، إلى أقصى جنوب مصر، حيث معبد أبو سمبل بمحافظة أسوان، لمتابعة ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بالمعبد الكبير للملك الفرعوني رمسيس الثاني، وهي الظاهرة الفلكية النادرة التي سجلها المصريون القدماء بأبو سمبل، وتتكرر مرتين كل عام 22 فبراير (شباط) و22 أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام.
وشهد الظاهرة حضور أكثر من 5 آلاف زائر بينهم 2800 سائح أجنبي من مختلف الجنسيات، إلى جانب الزائرين المصريين، وعدد من كبار المسؤولين والتنفيذيين.
وقال عبد المنعم سعيد، مدير آثار أسوان والنوبة، لـ«الشرق الأوسط»، إن ظاهرة تعامد الشمس، بدأت الساعة السادسة وعشرون دقيقة صباحاً، واستمرت لأكثر من 25 دقيقة، وهي أمر نادر الحدوث حيث لا يتجاوز التعامد في الغالب مدة العشرين دقيقة، وخلال هذه المدة سجلت الشمس سطوعاً لافتاً، إلى جانب صفاء حالة الجو، على غير المعتاد في شهر فبراير، حيث اخترقت أشعة الشمس صالات معبد رمسيس الثاني التي تمتد بطول 60 متراً داخل قدس الأقداس، لتضيء تمثال الملك رمسيس الثاني وتماثيل (أمون ورع حور وبيتاح) التي قدسها المصري القديم.
وأشار إلى أنه كانت هناك حالة من السعادة عمت جموع السائحين والمصريين جنباً إلى جنب، خلال فترة التعامد، في مشهد يدل على التحضر والتسامح بين الجميع، حيث التزم كل بدوره، موضحاً أن الحجوزات لهذا اليوم كانت منذ عدة أشهر، وهو ما تطلب مجهوداً وتنسيقاً كبيراً، وهو ما تكلل بهذا العدد الذي شهد الاحتفالية.
وأضاف «سعيد» أن تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني تعد ظاهرة فريدة من نوعها حيث يبلغ عمرها 33 قرناً من الزمان التي تجسد التقدم العلمي الذي توصل له القدماء المصريون، خاصة في علم الفلك والنحت والتخطيط والهندسة والتصوير، والدليل على ذلك الآثار والمباني العريقة التي شيدوها في كل مكان، مشيراً إلى أن هذه الآثار كانت شاهدة على الحضارة العريقة التي خلدها المصري القديم في هذه البقعة الخالدة من العالم.
كانت فرق الفنون الشعبية المشاركة في مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون، والتي تتضمن 23 فرقة مصرية وعربية وأجنبية، أحيت مساء أول من أمس ليلة الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس، حيث قدمت «أوبريت» تضمن تابلوهات راقصة وغنائية، تبرز التراث الثقافي والفني للدول المشاركة والمحافظات المصرية، وذلك بساحة صحن معبدي أبو سمبل، ثم انتقلت الفعاليات إلى منطقة السوق وسط مدينة أبو سمبل لمشاهدة الحفل الفني المقام أيضاً بهذه المناسبة وسط حضور جماهيري كبير من أهالي أبو سمبل وأسوان والسائحين، يتقدمهم وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم.
كما قدمت وزارة الآثار عرضاً للصوت والضوء داخل معبدي «رمسيس الثاني ونفرتاري»، والذي يحكي في سرد تاريخي لتوضيح فترة حكم الملك رمسيس الثاني لمصر، وضم العرض إضاءة مبهرة لواجهة المعبد وعرضاً موسيقياً، بجانب إسقاطات ضوئية على واجهات المعبد الكبيرة والصغيرة توضح تاريخها، وذلك بتسع لغات.


مقالات ذات صلة

محمد عبد العزيز: التكريم من السعودية مكانته عزيزة في قلبي

يوميات الشرق تكريم المخرج المصري محمد عبد العزيز (إدارة الجوائز)

محمد عبد العزيز: التكريم من السعودية مكانته عزيزة في قلبي

أعرب المخرج المصري محمد عبد العزيز عن سعادته بحصوله على جائزة «صناع الترفيه الفخرية» ضمن فعاليات النسخة الخامسة من «جوي أووردز».

أحمد عدلي (الرياض)
يوميات الشرق المهرجان يقود الزوّار في رحلة حسية شاملة لاكتشاف العُلا بمختلف تفاصيلها (الهيئة الملكية)

«فنون العُلا 2025» ينطلق بتجارب ملهمة

انطلقت فعاليات مهرجان «فنون العُلا 2025» في نسخته الرابعة، لتقديم تجربة فنية وثقافية مميزة وسط الطبيعة الخلابة لواحة العُلا، شمال غربي السعودية.

«الشرق الأوسط» (العلا)
يوميات الشرق مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية (إدارة المهرجان)

مصر وتونس تستحوذان على جوائز «الأقصر السينمائي»

استحوذت مصر وتونس على جوائز الدورة الـ14 من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، الذي اختتمت فعالياته، الثلاثاء، في محافظة الأقصر (جنوب مصر)

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية شهد حضور فنانين مصريين ومن دول أفريقية (صفحة المهرجان على «فيسبوك»)

«الأقصر للسينما الأفريقية» في مرمى الأزمات المالية

شهد معبد الأقصر، مساء الخميس، انطلاق فعاليات الدورة 14 من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، وسط تحديات عدة أبرزها الأزمة المالية نتيجة تقليص ميزانية المهرجانات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق من أفلام شاشات الواقع «النهار هو الليل» لغسان سلهب (المكتب الإعلامي للمهرجان)

مهرجان «شاشات الواقع» في دورته الـ19 بانوراما سينما منوعة

نحو 35 فيلماً وثائقياً طويلاً وشرائط سينمائية قصيرة، يتألف منها برنامج عروض المهرجان الذي يتميز هذه السنة بحضور كثيف لصنّاع السينما اللبنانيين.

فيفيان حداد (بيروت)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.