«الآثار المصرية» تبقي على مومياء الفرعون الذهبي «توت عنخ آمون» في الأقصر

قبل يوم من بدء الاحتفال بالذكرى الـ92 لاكتشاف مقبرته

مقبرة توت عنخ آمون (غيتي)
مقبرة توت عنخ آمون (غيتي)
TT

«الآثار المصرية» تبقي على مومياء الفرعون الذهبي «توت عنخ آمون» في الأقصر

مقبرة توت عنخ آمون (غيتي)
مقبرة توت عنخ آمون (غيتي)

قبل يوم واحد من احتفالات مصر بالذكري الـ92 لاكتشاف كنوز ومقبرة الفرعون الذهبي «توت عنخ آمون» في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، والتي اكتشفت على يد البريطاني هوارد كارتر عام 1922، قررت وزارة الآثار الإبقاء على مومياء الملك في الأقصر جنوب البلاد. وقالت مصادر مسؤولة في الأقصر إن «اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار قررت التراجع عن قرارها السابق بشأن نقل المومياء من الأقصر إلى العاصمة القاهرة، حفاظا على سلامتها وخوفا من احتمالية تعرضها للخطر، نظرا لسوء حالتها والقيام بأعمال ترميم لها داخل مقبرتها بمنطقة وادي الملوك الأثرية في غرب الأقصر».
وقالت المصادر إن فعاليات الاحتفالات بالذكري الـ92 لاكتشاف كنوز ومقبرة الفرعون الذهبي ستشهد تنوعا، حيث من المقرر إقامة معارض وندوات ومحاضرات وعروض فنية في مكتبة الأقصر العامة وقاعة المؤتمرات الدولية في المدينة وكلية الفنون الجميلة ومتحف التحنيط ومتحف الأقصر، كما تشهد الساحات المواجهة لمعابد الأقصر الفرعونية وميادين المدينة عروضا فنية وفلكلورية لفرق الفنون الشعبية، كما ينظم قطاع المتاحف بالأقصر موسما ثقافيا خاصا ضمن الفعاليات الفكرية والثقافية الخاصة بهذه المناسبة، وسوف يحاضر خلالها عدد من علماء المصريات وأساتذة الفنون والآثار.
من جهته، قال محافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين: «نسعى لاستغلال هذه المناسبة في الترويج السياحي للمحافظة وتنشيط السياحة من خلال إقامة فعاليات فكرية وثقافية وإلقاء الضوء على حياة مكتشف المقبرة كارتر والاكتشافات الأثرية الأخرى بالمحافظة».
وأضافت المصادر المسؤولة في الأقصر أن «الإبقاء على الفرعون الذهبي الذي في مكانه بالأقصر جاء بعد قرار سابق لوزير الآثار والتراث الدكتور ممدوح الدمياطي بتجميد قرار نقل المومياء لحين اتخاذ قرار نهائي»، لافتة إلى أن «اللجنة اتخذت هذا القرار أمس، وأوقفت بشكل نهائي نقل المومياء».
وسبق أن تعالت الأصوات الأثرية المطالبة بإقامة مشروع وطني مصري لفحص مومياوات ملوك وملكات ونبلاء الفراعنة، وهذه المطالب كان قد فجرها قرار نقل مومياء الملك توت عنخ آمون من الأقصر إلى القاهرة. وذهبت هذه الأصوات إلى أن طالب عالم المومياوات المصري الدكتور أحمد صالح بالكشف عن نتائج الفحوص التي تعرضت لها المومياء في أعوام 1925 و1968 و1972، وهي الفحوص التي يحيط الغموض بنتائجها حتى اليوم. واعترض صالح وقتها على استمرار وضع جسد توت عنخ آمون في صندوق زجاجي داخل مقبرته، مجددا مطالبته بإعادة جسد توت إلى تابوته الذهبي الذي يعد البيئة القديمة التي احتوت جسد الفرعون الذهبي أكثر من 3 آلاف سنة، مشيرا إلى أن استمرار عرض المومياء داخل فاترينة زجاجية تتوقف عنها الكهرباء طوال الليل، يعرضها لخطر التلف وقد تنتهي المومياء خلال 30 عاما.
ويرى الأثري صالح أن صيانة المومياء لا بد أن تكون في مكانها الأصلي، وأن يذهب إليها المتخصصون بصيانة المومياوات، وأن تجري صيانة المومياء داخل المقبرة وتمنع زيارتها فترة الصيانة، وأن تنقل من الصندوق الزجاجي لتعود إلى تابوتها مرة أخرى.
ويشار إلى أن مقبرة «توت عنخ آمون» تم اكتشافها يوم الرابع من نوفمبر عام 1922 ميلادية، وكانت بداية لكشف من أعظم الكشوفات الأثرية في القرن الـ20، ففي الساعة العاشرة صباحا من ذلك اليوم وبينما كان المستكشف الإنجليزي كارتر يقوم بمسح شامل لمنطقة وادي الملوك الأثرية غرب مدينة الأقصر، عثر على أول عتبة حجرية توصل عبرها إلى مقبرة الملك الصغير توت عنخ آمون وكنوزها الباهرة.
وعثر كارتر على كنز توت عنخ آمون بكامل محتوياته من دون أن تصل إليه يد اللصوص على مدار أكثر من 3000 عام، إذ احتوى الكنز المخبأ على مقاصير التوابيت وتماثيل الملك الصغير والجواهر الذهبية والأثاثات السحرية والعادية والمحاريب الذهبية والأواني المصنوعة من الخزف، وقد أعطت محتويات المقبرة لعلماء الآثار فرصة فريدة للتعمق في معرفة طبيعة الحياة في عصر الأسرة الـ18 التي تعد فترة ذات أهمية خاصة في تاريخ مصر القديمة.
في ذات السياق، قرر مجلس إدارة المتحف المصري الكبير برئاسة وزير الآثار الدكتور الدمياطي أمس أن يستضيف المتحف المؤتمر الدولي الأول عن الملك «توت عنخ آمون» في مايو (أيار) المقبل، حيث يتم استغلال الحدث للترويج لهذا المشروع الضخم.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.