إقفال 785 مطعماً ومقهى في لبنان وصرف أكثر من 25 ألف موظف

أصحابها عاجزون عن توفير الحد الأدنى من الالتزامات تجاه عمالهم

TT

إقفال 785 مطعماً ومقهى في لبنان وصرف أكثر من 25 ألف موظف

وصل عدد المطاعم والمقاهي التي أقفلت خلال الأشهر الخمسة الأخيرة في لبنان إلى 785 مؤسسة، وكانت النسبة الأعلى في منطقة جبل لبنان، بينما فاق عدد الموظفين المصروفين 25 ألفاً، فيما كانت دعوة من النقابة إلى المتظاهرين والسياسيين لإبعاد المشكلات عن هذه المؤسسات، وذلك بعدما سجلت في الفترة الأخيرة مواجهات بين الطرفين في المطاعم، ضمن حملة يقوم بها الناشطون لملاحقة المسؤولين لطردهم، ومنعهم من الوجود في الأماكن العامة.
وفي بيان له، أعلن رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي في لبنان، طوني الرامي، أن إقفالات المؤسسات التي تتعاطى الطعام والشراب ناهز الـ785 مؤسسة خلال الفترة الممتدة من الأول من سبتمبر (أيلول) 2019 حتى الأول من فبراير (شباط) 2020.
وذكر أن «شهر يناير (كانون الثاني) 2020 وحده شهد إقفال 240 مؤسسة»، وأوضح أن «محافظة جبل لبنان شهدت نسبة إقفال 54.6 في المائة، وهي الأعلى لسنة 2019، تليها بيروت، حيث بلغت نسبة الإقفالات 29.4 في المائة، ثم محافظة الشمال بنسبة 6.7 في المائة، وبعدها محافظة الجنوب بنسبة 6.6 في المائة، وأخيراً البقاع بنسبة 2.5 في المائة. أما عدد الموظفين المصروفين من عملهم، فقد فاق 25 ألفاً. واليوم، قسم كبير من باقي العمال يعملون بدوام جزئي وبنصف راتب، بسبب تدني المبيعات بنسبة 75 في المائة».
ولفت الرامي إلى أن «شراء المواد الأولية من الموردين يتم على سعر صرف الدولار في السوق السوداء بسعر 2500 ليرة، بينما لا يزال أصحاب المؤسسات يعتمدون سعر صرف الدولار الرسمي 1515 في تعاملهم مع زبائنهم، من دون زيادة في الأسعار، بعدما خسر قطاع المطاعم العوامل الأساسية الثلاثة: السيولة والقدرة الشرائية والعامل النفسي».
وتابع: «هذا الأمر يجعل المستثمرين بالكاد قادرين على الوفاء بالحد الأدنى من التزاماتهم إزاء موظفيهم من جهة، والموردين من جهة أخرى، ويساومون على 50 في المائة من عقود الإيجارات، من دون سداد أي نوع من المستحقات الأخرى المترتبة على مؤسساتهم، بهدف شراء الوقت والحفاظ على القليل من الاستمرار».
وأشار إلى أن «بعض أصحاب المؤسسات اتخذ قراراً بالمقاومة الاقتصادية، إلا أن الأزمة الحالية دفعت بعضهم إلى بيع علاماتهم التجارية في الخارج بلا شروط ولا قيود، بعدما كانوا يطلبون المستحيل لقاءها، حرصاً منهم على ضمان استمرار المؤسسات في الوطن، وحفاظاً على عمالهم».
وتوجه إلى «الثوار الشرفاء بالقول إن المطاعم وضعت مطابخها في تصرف الساحات طوال فترة الثورة، وفي تصرف المطالب المحقة»، وحض السياسيين على «الابتعاد عن الاستفزازات التي يمكن أن تعرض المؤسسات القليلة المتبقية للأذى، بسبب الأفعال وردود الأفعال من أي جهة صدرت، ومنعاً لإحراج صاحب المؤسسة والعاملين والرواد، خصوصاً في هذه الظروف الاستثنائية».
وفي هذا الإطار، قال الرامي لـ«الشرق الأوسط»: «نطلب ألا تكون مؤسساتنا مكسر عصا، وإبعادنا عن المشكلات التي تحرج أصحابها والعاملين فيها، مع تأييدنا مطالب المتظاهرين المحقة».
وأعلن أن النقابة «تترقب عمل الحكومة لتقديم مشروع وخطة عمل تتناسب والوضع الحالي من أجل مواكبة الخطط والهندسات المالية المقبلة، والإيعاز إلى المصارف بإعادة جدولة المستحقات، مع تقديم إعفاءات وتسويات ضريبية، وخفض الفوائد وتقسيط القروض».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.