الغارات الإسرائيلية في سوريا «تكمل» اغتيال سليماني

صورة للغارة الإسرائيلية (أ.ف.ب)
صورة للغارة الإسرائيلية (أ.ف.ب)
TT
20

الغارات الإسرائيلية في سوريا «تكمل» اغتيال سليماني

صورة للغارة الإسرائيلية (أ.ف.ب)
صورة للغارة الإسرائيلية (أ.ف.ب)

الغارات الإسرائيلية، ليل الخميس - الجمعة، على «مواقع إيرانية» في دمشق وأطرافها، ليست جديدة، لكنها تحمل أبعاداً ما يجعل منها «ضربة موجعة» لنفوذ طهران في سوريا تقترب من حدود معاني اغتيال واشنطن قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري»، قاسم سليماني، بداية الشهر الماضي. وقال مسؤول غربي لـ«الشرق الأوسط» إن تل أبيب «باتت أكثر قناعة بأن روسيا لم تعد قادرة على ضبط نفوذ إيران في سوريا، لذلك قررت تكثيف القصف، رغم تحفظات موسكو».
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد بأن الغارات قتلت «سبعة مقاتلين، ثلاثة من الجيش السوري وأربعة من الحرس الثوري الإيراني»، فيما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأنّ الدفاعات الجويّة تصدّت لـ«صواريخ فوق سماء العاصمة دمشق مصدرها الجولان المحتلّ». لكن ما الجديد في الغارات الأخيرة؟
1 - الأهداف: قتل أربعة من «الحرس الإيراني»، بينهم اثنان رفيعا المستوى، إذ أفاد موقع «جنوبية» اللبناني، بمقتل الجنرال رضائي محمدي مدير شؤون نقل قوات «الحرس الثوري» في قدسيا، والجنرال حاج حسين «مسؤول تذخير القوات الإيرانية في سوريا» بقصف منزله في محيط مطار دمشق الدولي.
2 - الدائرة: طاول القصف مطار دمشق الدولي والكسوة جنوب العاصمة وطريق دمشق - بغداد، إضافة إلى مناطق على طريق دمشق - بيروت وصولاً إلى مواقع بين العاصمة وحدود الأردن.
3 - التكرار: في 14 يناير (كانون الثاني) أسفرت ضربات إسرائيلية على مطار «تيفور»، وسط البلاد عن مقتل ثلاثة مقاتلين موالين لإيران، وفق «المرصد». وفي 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، أعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن سلسلة غارات جوية «واسعة النطاق» استهدفت مراكز سورية وإيرانية. وفي 6 من الشهر الحالي، استهدفت الغارات عشرة مواقع في دمشق ومحيطها.
4 - العمق: استهدفت غارات سابقة مواقع في العمق الجغرافي في وسط سوريا والبوكمال، في شمالها الشرقي، في حين تركز الموجة الأخيرة على عمق التأثير، ذلك أن القصف الأخير يأتي بعد أسبوع من استهداف مواقع سوريا وإيران في دمشق ومراكزها الحيوية.
5 - الموقف الروسي: جاء بعد قول السفير الروسي في دمشق ألكسندر يفيمو: «من دون شك، تحمل الهجمات الإسرائيلية طابعاً استفزازياً وخطراً للغاية بالنسبة للوضع حول سوريا. فالصواريخ لا تسقط في المناطق المتاخمة لإسرائيل فحسب، بل تصل أيضاً إلى مناطق العمق السوري، وشرق البلاد، وحتى في المناطق السكنية في دمشق». كما أعلنت موسكو أن القصف في 6 فبراير (شباط) كاد يُسقِط طائرة مدنية فيها 172 شخصاً مقبلة من إيران.
5 - فيتنام إيران: كان وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت قال: «لا بد أن نتحول من العمل الوقائي إلى العمل الهجومي على اعتباره الإجراء الوحيد الذي يضمن لنا طرد إيران خارج سوريا. وإننا نقول لهم - الإيرانيين - ستتحول سوريا إلى فيتنام الإيرانية، وستواصلون النزف حتى مغادرة آخر جندي إيراني الأراضي السورية».
6 - دعم أميركي: أعلنت واشنطن أنها ستواصل الضغط على إيران في سوريا، وقال المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري في أنقرة أول من أمس، إن بلاده ستحافظ على وجودها العسكري في قاعدة التنف جنوب شرقي سوريا، وشرق الفرات قرب حدود الرعاق، علما بأن التنف تقدم دعماً استخباراتياً لإسرائيل، وترمي لقطع طريق طهران - بغداد - دمشق - بيروت، حسب دبلوماسيين.
7 - موقف إسرائيل: كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعلن بعد غارات الأسبوع الماضي أن «(فيلق القدس) المكلف العمليات الخارجية لدى إيران، كان ضمن الأهداف»، لافتاً إلى «إجراءات ضرورية لمنع نقل أسلحة قاتلة من إيران نحو سوريا سواء جواً أو براً». وفُسّر كلام نتنياهو على أنه يريد توظيف ذلك في الانتخابات بداية الشهر المقبل.
8 - توتر بين اللاعبين: جاء بعد يومين من غارة أميركية على موقع سوري في القامشلي شرق الفرات، وبعد أيام من إسقاط مروحية سورية في إدلب، وقبل ساعات من إسقاط مروحية سورية، في شمال غربي البلاد، ذلك وسط توتر روسي - تركي على خلفية معارك إدلب وحلب.
9 - تهديد إيراني: قال عباس موسوي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أول من أمس إن طهران «ستوجه ردّاً ساحقاً سيجعل هذا النظام يندم على القيام بأي عدوان أو عمل أحمق ضد مصالح بلادنا في سوريا وفي المنطقة».
10: انتقام واستباق: جاءت الغارات وسط توقعات بإصرار طهران على الانتقام لمقتل قاسم سليماني في مناطق مختلفة، بينها سوريا، إذ تأكدت مشاركة تنظيمات تدعمها طهران في الهجوم على إدلب من جبهة جنوب غربي حلب. ولا يزال العميد المتقاعد محمد رضا فلاح زاده الملقب في دمشق بـ«أبو باقر»، وفي طهران بـ«سردار رضا» يقود عمليات التنسيق والتنظيم. يعزز ذلك تكامل استهداف النفوذ الإيراني في سوريا بين اغتيال واشنطن لـ«المهندس» واستهداف إسرائيل لتركته السورية.



أبو الغيط يؤكد مساندة «الجامعة العربية» لبنان للخروج من أزمته

أبو الغيط خلال لقائه نواف سلام في بيروت (الجامعة العربية)
أبو الغيط خلال لقائه نواف سلام في بيروت (الجامعة العربية)
TT
20

أبو الغيط يؤكد مساندة «الجامعة العربية» لبنان للخروج من أزمته

أبو الغيط خلال لقائه نواف سلام في بيروت (الجامعة العربية)
أبو الغيط خلال لقائه نواف سلام في بيروت (الجامعة العربية)

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط مساندة الجامعة للبنان للخروج من أزمته. وشدد، خلال لقائه ورئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في العاصمة بيروت، الاثنين، على «ضرورة تنفيذ الإصلاحات التي تمكن لبنان من تلبية المطالب الاقتصادية للشعب».

وبحث أبو الغيط وسلام «تطورات الوضع في لبنان والمنطقة»، مؤكداً «أهمية تثبيت سيادة لبنان على كامل أراضيه، وبسط الدولة لسلطتها على كل التراب اللبناني، وتأمين الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية جمال رشدي.

وقال رشدي إن «اللقاء تطرق أيضاً إلى تطورات الوضع في فلسطين، وخصوصاً في قطاع غزة»، وأشار أبو الغيط إلى «الإجماع العربي والإسلامي على ضرورة وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية بشكل فوري، ومواصلة المساعي العربية مع القوى الفاعلة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بمختلف مراحله».

ويزور أبو الغيط لبنان لافتتاح منتدى التنمية المستدامة 2025 المنعقد بالشراكة مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا). وقال أبو الغيط، في كلمته خلال افتتاح المنتدى، إن «المنطقة العربية تمر بمرحلة خطيرة في تاريخها الحديث»، مشيراً في هذا الصدد إلى «العدوان الإسرائيلي على غزة الذي تجاوز مرحلة الوحشية والتجرد من الإنسانية إلى الجنون المشبع بأوهام توراتية وخطاب عنصري كريه».

وأضاف أن «الهدف واضح، وهو محو القضية الفلسطينية من الوجود، وإخراج الفلسطينيين من الجغرافيا توطئة لضم الأرض من دون سكانها»، منتقداً «صمت العالم»، وعدّ هذا الصمت «عاراً»، لا سيما مع «مشاركة البعض بتمهيد الطريق لسيناريو التهجير المرفوض قانونياً والساقط أخلاقياً وإنسانياً».

وأشار إلى أن المنطقة العربية «مليئة ببؤر الصراع وانعدام الاستقرار، وتواجه تحديات متفاقمة ومعقدة تتراوح بين تغير المناخ وندرة المياه، وصولاً إلى النزاعات المسلحة وأزمات اللاجئين بما لها من تبعات إنسانية واقتصادية».

وقال: «هذه التحديات لها تأثير سلبي واضح على قدرة الحكومات على تحقيق التوازن المنشود بين النمو الاقتصادي، والحفاظ على الموارد الطبيعية، وضمان العدالة الاجتماعية»، مشيراً إلى «وجود إرادة عربية صلبة لتحويل التحديات إلى فرص، ولتكريس مفهوم (ألا يُترك أحد خلف الركب)». وأكد أبو الغيط أنه في ظل «سباق مع الزمن»، فإن «التنمية المستدامة ليست خياراً، بل هي ضرورةٌ وجودية».

وكان أبو الغيط زار لبنان في يناير (كانون الثاني) الماضي، بهدف تهنئة الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون بتوليه مهام منصبه، وأكد آنذاك «دعم الجامعة للبنان، وتطلعها للعمل والتعاون مع قيادته في كل ما من شأنه أن يسهم في ترسيخ سيادة الدولة اللبنانية، وتحقيق الأمن والاستقرار والتعافي للبنان وشعبه».