مصر تبدأ إجلاء رعاياها من «جحيم كورونا» في الصين

صورة وزعتها وزارة الطيران المصرية للرحلة المتجهة إلى ووهان الصينية
صورة وزعتها وزارة الطيران المصرية للرحلة المتجهة إلى ووهان الصينية
TT

مصر تبدأ إجلاء رعاياها من «جحيم كورونا» في الصين

صورة وزعتها وزارة الطيران المصرية للرحلة المتجهة إلى ووهان الصينية
صورة وزعتها وزارة الطيران المصرية للرحلة المتجهة إلى ووهان الصينية

توجّهت طائرة مصرية إلى مدينة ووهان الصينية، أمس، لإجلاء الرعايا المصريين المقيمين فيها، خوفاً من انتقال عدوى فيروس «كورونا الجديد»، المنتشر في المدينة الصينية. بينما أنهت القاهرة استعدادات استقبالهم في «حجر صحي» لمدة 14 يوماً، للتأكد من عدم إصابتهم بالمرض.
ووفقاً لمصادر حكومية، يوجد نحو 300 مصري في ووهان، معظمهم من طلبة الدراسات العليا. وقال بيان لمجلس الوزراء، إن مصطفى مدبولي رئيس الوزراء أجرى اتصالاً مع محمد البدري، سفير مصر لدى بكين، أمس، لتقييم الإجراءات التي تقوم بها السفارة لضمان وصول المصريين إلى مطار ووهان وعودة الراغبين منهم.
وتجري عملية نقل المصريين إلى المطار، عبر إجراءات مُركبة، بحسب السفير، كون المصريين يقيمون في مناطق متفرقة داخل المدينة، وقد وفرت السفارة حافلات خاصة بذلك، وهناك متابعة مستمرة مع جميع الجهات المعنية لتيسير إجراءات نقل المصريين إلى المطار.
وتتسع الطائرة المصرية وهي من طراز «إيرباص A330-200» لعدد 297 راكباً، بحسب وزارة الطيران المدني، وقد أقلعت صباح أمس من مطار القاهرة متوجهة مباشرة إلى مطار ووهان. وتتضمن الطائرة تجهيزات بكل المستلزمات والمعدات الطبية الوقائية، كما تم تدريب أطقم الضيافة الجوية على كيفية التعامل مع الركاب، واتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة منذ صعود الراكب على الطائرة وحتى وصوله إلى مصر.
كما تحمل الطائرة المصرية ما وصف بـ«هدية الشعب المصري للشعب الصيني»، إذ تتضمن 10 أطنان من المستلزمات الطبية الوقائية لدعم الشعب الصيني، وذلك في إطار عمق وترابط العلاقات، وتعزيز سبل التعاون بين البلدين لمواجهة الفيروس.
ومنذ الإعلان عن انتشار الفيروس، رفعت الحكومة المصرية «حالة الاستعداد القصوى» داخل البلاد، وتنفي القاهرة اكتشاف أي إصابة بالفيروس حتى الآن، مؤكدة التزامها بتنفيذ خطة احترازية للتصدي للفيروس ومنعه من دخول البلاد، حيث تتضمن مناظرة جميع المسافرين القادمين من مناطق ظهور المرض، فضلاً عن توفير أجهزة ومستلزمات طبية للطوارئ، وسيارات إسعاف مجهزة لمكافحة العدوى.
من جهته، قال رئيس «وحدة التأهب لمخاطر العدوى» بمكتب منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، عبد الناصر أبو بكر، أمس، إن 4 دول فقط في الشرق الأوسط لديها إمكانيات «مختبرية» للكشف عن فيروس «كورونا». وأضاف أبو بكر، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط (الرسمية)، أنه سيتم تزويد عشر دول أخرى بتلك الإمكانيات قريباً، من بينها مصر وإيران والأردن ولبنان وسوريا والسودان والمغرب وتونس.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».