الشرعية تطلب نشر المراقبين في الحديدة خلال أسبوع

TT

الشرعية تطلب نشر المراقبين في الحديدة خلال أسبوع

أفادت مصادر يمنية لـ«الشرق الأوسط» بأن الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار في محافظة الحديدة، طلب من الجنرال الأممي أبهجيت غوها، الإسراع في نشر المراقبين الدوليين التابعين للبعثة الأممية، في نقاط المراقبة الخمس، خلال أسبوع، وسط رفض حوثي وإصرار من الجماعة على الاستمرار في التصعيد العسكري.
وكشف المتحدث باسم عمليات تحرير الساحل الغربي، العقيد وضاح الدبيش، عن أن الفريق الحكومي التقى بالجنرال الهندي غوها، رئيس البعثة الأممية وكبير المراقبين في الحديدة، وأبلغه رسالة من قيادة الجبهة المشتركة في الساحل الغربي، عن ضرورة نشر المراقبين.
وقال العقيد الدبيش لـ«الشرق الأوسط»، إن الرسالة شددت على ضرورة التحاق المراقبين الدوليين بنقاط المراقبة، أو نزول دوريات منتظمة للمراقبين على أقل تقدير خلال هذا الأسبوع، أو يتم إعلان أن الحوثيين لم يحققوا شروط وإجراءات السلامة في نقاط المراقبة، ورفض نزول الدوريات للمراقبين الدوليين.
وأكد الفريق الحكومي أن بقاء الحال على ما هي عليه في ظل الخروق الحوثية المستمرة أمر غير مقبول - بحسب الدبيش - خصوصاً مع رفض الجماعة الحوثية نشر أي دوريات أممية، وإصرارها على بقاء المراقبين الأمميين - وعددهم نحو 70 شخصاً - على متن السفينة الأممية الراسية قبالة ميناء الحديدة.
وفي حين طالب الفريق الحكومي الجنرال الهندي ببدء نشر المراقبين في نقاط المراقبة الخمس التي أنشئت حول مدينة الحديدة عند مناطق التماس، شدد على الجنرال الهندي من أجل الإعلان الصريح عن تقويض ميليشيات الحوثي، ومنع البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة من ممارسة أعمالها والقيام بواجبها.
وأوضح العقيد الدبيش أن ضباط الارتباط في الفريق الحكومي التقوا رئيس مركز العمليات المشتركة، العقيد محمد سيف، وهو من دولة بنغلاديش، وطلبوا منه عقد اجتماع بخصوص الأعمال الاستفزازية التي يقوم بها الحوثيون، والتي أدت إلى ارتفاع وتيرة العنف في مدينة الحديدة.
وقال: «إن على الأمم المتحدة الالتزام بواجباتها في الحديدة؛ حيث إن هناك 70 من عناصر البعثة بين مراقبين وإداريين وعسكريين وسكرتارية، لم تطأ أقدامهم نقاط المراقبة الخمس منذ عام؛ لأنهم لا يستطيعون التحرك بسبب تعنت الميليشيات الحوثية».
وأضاف المتحدث العسكري الدبيش بقوله: «الجنرال الهندي وعد بنشر المراقبين أو إعلان الطرف المعرقل، ونحن في الجانب الحكومي لن ننتظر ستة أشهر أخرى من أجل نشر المراقبين».
واتهم العقيد الدبيش الجماعة الحوثية بالاستمرار في تهريب الأسلحة عبر ميناء الحديدة، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية أدخلت يوم الأحد كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر والمعدات وقطع الغيار - بحسب تأكيده - عبر زوارق للصيادين تزيد عن 12 زورقاً.
وأوضح أن هذه الزوارق «أخذت حمولتها من على متن بواخر خاصة بالتهريب، كانت راسية في المياه الدولية في البحر الأحمر، واتجهت إلى ميناء الحديدة أمام مسمع ومرأى البعثة الأممية» على حد تعبيره.
وندد الدبيش باستمرار الجماعة الحوثية في تقييد حركة المسؤولين الأمميين، وأشار إلى ما قامت به الجماعة في الأشهر الماضية من إلغاء تأشيرات أعضاء في البعثة الأممية، ومنع مسؤولين أمميين من الوصول إلى صنعاء.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، قد أشار في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي، إلى القيود التي تفرضها الجماعة على أعضاء البعثة الأممية والموظفين الأمميين في مناطق سيطرتها.
وفي أحدث زيارة للمبعوث الأممي إلى صنعاء قبل أيام، ناقش مع الجماعة هذه العراقيل، في حين زعمت المصادر الرسمية للجماعة أن المشاط نفى قيام جماعته بأي عرقلة لأداء المنظمات الإنسانية والبعثة الأممية في الحديدة، وقال إن جماعته حريصة «على تقديم التسهيلات اللازمة للمنظمات الإنسانية، بما يمكنها من القيام بعملها بالشكل المطلوب، وإن أي إشكالات بالإمكان حلها بما لا يخالف القانون اليمني والمواثيق الدولية والأعراف الاجتماعية، باعتبارها مرجعيات لا يمكن تجاوزها» وفق زعمه.
وعلى الرغم من مزاعم الميليشيات الحوثية أنها أنهت أكثر من 90 في المائة من التزاماتها المتعلقة باتفاق الحديدة، فيما يخص إعادة الانتشار في المرحلة الأولى، فإن الحكومة الشرعية تؤكد أن انسحاب الجماعة من موانئ الحديدة الثلاثة المعلن عنه كان صورياً فقط، نظراً لأن الجماعة قامت بتسليم الموانئ لعناصرها أنفسهم، بعد أن ألبستهم زي قوات خفر السواحل.
وتمثل ملفات السلطة المحلية، وقوات الأمن المحلية، وموارد الموانئ، أهم وأبرز ثلاث نقاط حالت حتى الآن دون تحقيق أي تقدم ملموس لتنفيذ اتفاق الحديدة المتعثر منذ ديسمبر (كانون الأول) 2018.
وفي الوقت الذي تتهم الحكومة الشرعية فيه الجماعة الحوثية بالاستمرار في التصعيد الميداني في كافة جبهات الحديدة، يسوق الحوثيون اتهامات مماثلة مع مزاعمهم بأنهم انسحبوا من موانئ الحديدة.
وكانت اللجنة الثلاثية المشتركة بين الأمم المتحدة والحكومة والجماعة الحوثية، قد أعلنت الاتفاق على إنشاء مركز للعمليات المشتركة، لمراقبة التهدئة ووقف إطلاق النار، في مقر البعثة الأممية في الحديدة، ويضم ضباط ارتباط وتنسيق من الطرفين، بالإضافة إلى ضباط تنسيق وارتباط من الأمم المتحدة. وعن المهام التي أوكلت للمركز، أفادت اللجنة بأن المركز «سيعمل على الحد من التصعيد، ومعالجة الحوادث في الميدان، من خلال الاتصال المباشر مع ضباط الارتباط الميدانيين المنتشرين على جبهات محافظة الحديدة».
وأنشأت اللجنة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي خمس نقاط مشتركة للمراقبة في محيط مدينة الحديدة؛ حيث مناطق التماس بين الميليشيات والقوات الحكومية، غير أنها لم تتمكن حتى الآن من وضع حد نهائي لإطلاق النار من جانب الميليشيات على المواقع الحكومية، فضلاً عن الاستمرار في بناء التحصينات وحفر الخنادق.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».