مقتل 15 حوثياً في معارك نهم وسقوط عشرات الجرحى والأسرى

مقتل 15 حوثياً في معارك نهم  وسقوط عشرات الجرحى والأسرى
TT

مقتل 15 حوثياً في معارك نهم وسقوط عشرات الجرحى والأسرى

مقتل 15 حوثياً في معارك نهم  وسقوط عشرات الجرحى والأسرى

تواصلت أمس (الخميس) المعارك الضارية التي تخوضها قوات الجيش اليمني بدعم من تحالف دعم الشرعية في جبهات عدة أبرزها مديرية نهم حيث البوابة الشمالية الشرقية للعاصمة صنعاء، في وقت ندد فيه البرلمان اليمني ومنظمات حقوقية باستمرار الجماعة الموالية لإيران في استهداف المدنيين بالصواريخ في مدينة مأرب.
وأفاد مصادر الإعلام العسكري للجيش اليمني أمس بأن المعارك المشتعلة في نهم أسفرت أمس عن مقتل 15 حوثيا على الأقل وجرح وأسر العشرات في ميسرة الجبهة حيث مناطق «حريب - نهم».
وجاءت الخسائر الحوثية في معارك (الخميس) عقب أيام من المواجهات التي تكبدت فيها الجماعة مئات القتلى والجرحى والأسرى وفق مصادر الجيش اليمني، إضافة إلى خسارة عدد من القيادات الحوثية ووسط أنباء عن إصابة عبد الخالق الحوثي شقيق زعيم الجماعة.
واعترفت الميليشيات الحوثية رسميا أمس (الخميس) بمقتل عدد من عناصرها حيث قامت بتشييعهم في صنعاء وعلى رأسهم شرف الدين عبد السلام الحوثي وأحمد يحيى الكبسي وعلي حسين الكبسي وعلي أحمد مسعود، في حين ذكرت مصادر محلية في محافظة ذمار (جنوب صنعاء) أن الجماعة شيعت أكثر من 30 قتيلا من عناصرها الذين سقطوا في جبهات نهم والضالع. وتقول مصادر الجيش اليمني إن عشرات الجثث الحوثية لا تزال مرمية في شعاب وأودية جبال نهم، حيث تتقدم القوات عبر ثلاثة محاور في مديرية نهم بإسناد من ضربات المدفعية وطيران تحالف دعم الشرعية.
وتزامنت معارك نهم مع مواجهات عنيفة في جبهات محافظة الجوف المجاورة، يومي الأربعاء والخميس، في مديرية المصلوب والعقبة بمديرية خب والشعف واشتدت المعارك في جبهات حام والجرعوب بالمتون بالمحافظة نفسها.
ونقلت المصادر الرسمية اليمنية أن الميليشيات الحوثية شنت عدة هجمات على جبهات المصلوب والعقبة وحام والجرعوب ومجمع المتون فيما تمكنت قوات الجيش من إفشال الهجمات.
وذكرت وكالة «سبأ» أن جبهة حام والجرعوب بمديرية المتون جنوب غربي محافظة الجوف شهدت معارك عنيفة بين قوات الجيش والميليشيات، كما أكدت أن الجيش استعاد بعض المواقع التي كانت سيطرت عليها الميليشيات في جبهة الجرعوب في حين تكبدت الجماعة قتلى وجرحى ولاذ بقية عناصرها بالفرار بالتزامن مع قصف مدفعي وجوي استهدف مواقع وتعزيزات الجماعة في جبهات حام والجرعوب.
واستهدفت مقاتلات التحالف - بحسب الوكالة - تعزيزات للميليشيات في جبهة حام وآليات عسكرية ما نجم عنه مصرع جميع من كانوا على متن الآليات، كما قصف طيران التحالف عناصر حوثيين وعربة نقل أسلحة وإمدادات في جبال حام ضمن عمليات إسناد الجيش الوطني.
في غضون ذلك أفادت مصادر أمنية يمنية بأن القصف الصاروخي الحوثي يوم (الأربعاء) على المناطق السكنية في مدينة مأرب استهدف منزل عضو مجلس النواب مسعد حسين السوادي وتسبب في مقتل زوجة نجله وابنتها وإصابة أربعة آخرين بينهم عضو البرلمان.
في غضون ذلك حملت منظمات حقوقية يمنية بمحافظة مأرب، الأمم المتحدة والمجتمع الدولية المسؤولية الإنسانية والأخلاقية، في حماية السكان المحليين والنازحين في مدينة مأرب من استهدافهم المتكرر بالقصف العشوائي.
وطالبت المنظمات الحقوقية خلال وقفة نظمتها (الخميس) في مأرب المجتمع الدولي، بتقديم المسؤولين عن الهجمات المتكررة التي تستهدف المدنيين من قبل ميليشيات الحوثي إلى المحاكمة العادلة وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
إلى ذلك ندد البرلمان اليمني بالهجوم الصاروخي المتكرر على المناطق السكنية في مدينة مأرب، ودعا الحكومة وقوات الجيش إلى توفير الإسناد والدعم اللازم من أجل حسم المعركة في نهم وتحرير صنعاء. وحملت رئاسة البرلمان اليمني في بيان رسمي المجتمع الدولي ممثلا في المبعوث الأممي إلى اليمن والمنظمات الدولية المعنية، مسؤولية توضيح الحقائق للرأي العام في العالم والمنظمات المعنية والمهتمة واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمنع الأعمال الإجرامية الحوثية وعدم السكوت على استهداف دور العبادة ومنازل المدنيين والخرق المتواصل لكل الاتفاقيات والتفاهمات.
وذكر البيان أن الصمت والتجاهل لهذه الجرائم يشجع الميليشيات الإرهابية على مزيد من الصلف والإجرام، مطالباً الاتحاد البرلماني العربي والاتحاد البرلماني الدولي والبرلمان العربي والآسيوي والإسلامي بإدانة هذه الأعمال الوحشية.
ودعا البيان البرلماني الرئيس عبد ربه منصور، وقياده الجيش الوطني، وكذلك قيادة التحالف العربي لاتخاذ كافة الإجراءات العاجلة، ورفد الجيش الوطني بما يحتاجه من مؤن وعتاد للحسم والتحرير.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».