عزام الأحمد: السلطة الفلسطينية في مهب الريح ... وندرس خياراتنا

القيادة بين تعليق الاعتراف بإسرائيل أو دعوة الأمم المتحدة لقرارات تحت «الفصل السابع»

عائلة تشتبك مع قوات الأمن الإسرائيلية في مواجهة هدم منزلها في الديرات قرب ٍ الخليل امس (إ.ف.ب)
عائلة تشتبك مع قوات الأمن الإسرائيلية في مواجهة هدم منزلها في الديرات قرب ٍ الخليل امس (إ.ف.ب)
TT

عزام الأحمد: السلطة الفلسطينية في مهب الريح ... وندرس خياراتنا

عائلة تشتبك مع قوات الأمن الإسرائيلية في مواجهة هدم منزلها في الديرات قرب ٍ الخليل امس (إ.ف.ب)
عائلة تشتبك مع قوات الأمن الإسرائيلية في مواجهة هدم منزلها في الديرات قرب ٍ الخليل امس (إ.ف.ب)

قال عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح الفلسطينية، عزام الأحمد، إن وجود السلطة الفلسطينية أصبح في «مهب الريح» في ظل الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة. وأكد الأحمد أنه لا يمكن استمرار الوضع الحالي، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية تدرس دعوة المجلس المركزي للانعقاد.
وقال في تصريحات بثتها الإذاعة الرسمية، «القيادة تدرس جدياً عقد جلسة للمجلس المركزي لاتخاذ الإجراءات المناسبة للرد على ممارسات إسرائيل الاستيطانية». وذكر الأحمد أنه «على ضوء الإجراءات الإسرائيلية، فإن الرئيس محمود عباس قال للقيادة إنه لا يمكن لهذا الوضع الحالي أن يستمر على حاله». وأضاف أن «الاتجاه الآن هو البحث في كيفية تنفيذ قرارات المجلسين المركزي والوطني الفلسطينيين لإنهاء العلاقة مع إسرائيل وإعادة النظر فيها، بعد أن تنصلت من كل الاتفاقيات الموقعة معها». وتابع: «نحن بحاجة لقرارات نهائية وواضحة لأن الإسرائيليين يبنون كل أسبوع وكل شهر وكل سنة مستوطنات جديدة، ويضمون أراضي جديدة».
وشدد الأحمد على «ضرورة توحيد الجهود الفلسطينية للتصدي للإجراءات الإسرائيلية». كما كشف عن مقترح آخر تتم دراسته، وهو دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة لاتخاذ قرارات تحت البند السابع و(متحدون من أجل السلام) «حتى يشعر العالم بأن فلسطين جادة في خطواتها لوقف الإجراءات الإسرائيلية».
وتأتي تصريحات الأحمد بعد يوم من إعلان وزير الجيش الإسرائيلي نفتالي بينيت، إنشاء 7 محميات طبيعية في الضفة الغربية دفعة واحدة، إلى جانب توسيع 12 محمية قائمة. ويصب قرار بينيت في خدمة خطته التي أطلقها لضم مناطق «ج» في الضفة الغربية. وتشكل هذه المناطق أكثر من 60 في المائة من مساحة الضفة ما يعني انتهاء حلم إقامة الدولة الفلسطينية.
وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي، أمس، إن إعلان سلطات الاحتلال عن إقامة 7 محميات طبيعية، وتوسعة 12 أخريات في المناطق المصنفة «ج» بالضفة الغربية «يشكل تصعيدا خطيرا، وتكريسا للمفاهيم والممارسات الاستيطانية التي تقوم عليها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة». وأضافت عشراوي في بيان أن هذا المشروع الاستيطاني المنوي إقامته تحت ذريعة وغطاء «محميات طبيعية» يهدف إلى ضم الضفة الغربية وعزل القدس عن محيطها، ومنع إقامة دولة فلسطينية مترابطة جغرافيا وقابلة للحياة. وأكدت أن هذا السلوك الاستعماري للمستوطن نفتالي بينيت وحكومة نتنياهو المتطرفة، يأتي في سياق الدعاية الرخيصة للانتخابات الإسرائيلية المقبلة، التي تجري دائما بين القوى المتطرفة والمعادية للسلام على حساب حقوق وحياة ومقدرات شعبنا. وتابعت عشراوي «التصاعد الاستيطاني في الضفة الغربية يؤكد نهج دولة الاحتلال القائم على تحدي القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وتعزيز وجود المستوطنين المتطرفين، وفرض «إسرائيل الكبرى» على فلسطين التاريخية».
وفي هذا الوقت، طالبت حركة «فتح»، الفلسطينيين، بالتصدي لكل المشاريع التي تنهب الأراضي وتمزق أواصر المدن والقرى الفلسطينية. وحذر عضو المجلس الثوري للحركة، المتحدث باسمها، إياد نصر، من مخططات الاستيطان الجديدة والخطيرة التي يتبناها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه نفتالي بينيت، والتي تقوم على ضم منطقة الأغوار والسيطرة على المناطق المصنفة «ج»، من أجل إرضاء المستوطنين واليمين المتطرف، لكسب دعمهم في انتخابات إسرائيل المقبلة.
وحمل الناطق باسم الحركة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن كل ما يترتب على الاستيطان، مشددا على ضرورة مضاعفة الاحتجاجات الشعبية المنددة بالاستيطان. وقال إن هذه المخططات التي بدأت سلطات الاحتلال بتنفيذها على الأرض بوتيرة متصاعدة، والتي تمثلت في توسيع عمليات هدم المنازل الفلسطينية واقتلاع الأشجار المعمرة، وتخريب المزروعات، والاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي، وتحويل أخرى إلى «محميات طبيعية»، تخالف القرارات الدولية ذات الصلة، التي تعتبر الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة «غير شرعي»، وتدمر كذلك «حل الدولتين».
وأشار إلى أن تسريع إسرائيل الحالي لوتيرة الاستيطان يأتي في سياق الدعم الأميركي العلني، بعد زعم وزير الخارجية مايك بومبيو بأن المستوطنات الإسرائيلية في القدس والضفة الغربية المحتلة «لا تخالف القانون الدولي».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.