ماراثون شراء الذهب لأعلى مستوياته منذ 2010

TT

ماراثون شراء الذهب لأعلى مستوياته منذ 2010

احتل الذهب مرتبة متقدمة في قائمة المستثمرين خلال عام 2019. وكان أداؤه ملحوظاً في ألمانيا، نظراً لأنه يعد الاستثمار الأفضل منذ عام 2010، مع ارتفاع في سعر أونصته التي وصلت إلى 1510 دولارات نهاية 2019، ورست على نحو 1570 دولاراً.
ويعزو خبراء المعادن الثمينة في برلين هذا الارتفاع إلى ماراثون شراء الهدايا الذي يبدأ كل عام في فترة أعياد الميلاد. كما أن كثيراً من التجار الألمان يعيد تنظيم أعماله وخططه في نهاية كل عام، عبر شراء كميات مدروسة من الذهب، مُقدّرة على الصعيد الألماني بما إجماليه 25 طناً.
وفي هذا الصدد، تنوّه الخبيرة الألمانية في الأحجار الكريمة كلاوديا غابلر بأن ارتفاع سعر الذهب، وهو الملجأ الآمن تاريخياً للجميع، الذي شعر المشغلون به منذ شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2019، جرى تزامناً مع وصول مؤشرات الأسهم إلى مستويات قياسية بصحبة الأصول المُرجحة بالمخاطر، وهي الحدّ الأدنى لرأس المال الذي يجب أن تحتفظ به المصارف والمؤسسات المالية للتقليل من مخاطر الإفلاس، التي تحتضن مجموعة من السلع الأولية، كما النفط والنحاس الذي يرسو سعره حالياً عند 6266 دولاراً للطن.
وتضيف أن مرحلة الوهن التي يمرّ بها الدولار الأميركي غير قادرة على تفسير الارتفاع غير الاعتيادي في سعر الذهب، مما يجعل آراء الخبراء المصرفيين والماليين منقسمة بين من يرى تراجعاً في سعر الذهب في الشهور المقبلة، ومن يؤمن بأن السعر سيواصل ارتفاعه. وعلى سبيل المثال، يعتقد الخبراء في مصرف «جي بي مورغان» الأميركي أن سعر أونصة الذهب سيتراجع في عام 2020 لأن أوضاع الاقتصاد العالمي دخلت درب التحسّن بفضل الهدنة الجمركية الضريبية بين الولايات المتحدة والصين.
وتردف: «على الجانب الآخر، ثمة من يؤمن بأن سعر الذهب سيواصل ارتفاعه جراء الشكوك المستقبلية حول مصير العلاقات الأميركية - الصينية، وعوامل صدمة خروج بريطانيا من دول الاتحاد الأوروبي، وتداعيات التوترات الجيوسياسية الدولية على منطقة الشرق الأوسط والدول المجاورة».
وتختم: «فيما يتعلّق بعام 2020، يُجمع الخبراء في مصرفي (غولدمان ساكس) الأميركي و(دويتشه بنك) الألماني على أن سعر أونصة الذهب سيتجاوز بسهولة سقف 1600 دولار. ومن جانبها، تستمر المصارف المركزية في شراء الذهب بوتيرة لم يرها عالم المال والأعمال منذ 50 عاماً. وقريباً، سيبدأ الصندوق السيادي الروسي، بدوره، شراء كميات كبيرة من الذهب، ضمن مخطط حكومي روسي يقضي بالتخلّص من الدولار الأميركي، واستبداله بأصول أخرى، على رأسها الذهب، ثم مجموعة من العملات، كما اليورو والرينمنبي الصيني، علماً بأن ثروة الصندوق السيادي الروسي ترسو عند ما يعادل 125 مليار دولار، منها 45 مليار دولار نقداً. كما يمتلك هذا الصندوق أكثر من 2200 طن ذهباً، أي ما يعادل أكثر من خُمس الاحتياطي الروسي».
ويفيد الخبير الألماني مارك بورير، من مؤسسة «أكتيف ترايد» العاملة في تجارة الذهب، بأن الإقبال على شراء الذهب من جانب المصارف المركزية والمستثمرين الدوليين كان عاملاً جوهرياً في زيادة سعره. علاوة على ذلك، ساهمت التوتّرات الدولية الناجمة عن مقتل قائد «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني، قاسم سليماني، في تأجيج سعر الذهب إلى حدّ إضافي.
ويختم: «تعيد التوترات الشرق أوسطية الذاكرة إلى ما حصل مباشرة بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001، وحرب الخليج الثانية. حينذاك، قفزت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية. وفي الوقت الحاضر، تتعاظم شهية المستثمرين الدوليين لشراء الذهب. وتكمن تحرّكات هؤلاء المستثمرين، اليوم، في سحب السيولة المالية من أنشطة باتت خطرة عليهم، كما شراء الأسهم، لتوطينها داخل ملجأ الذهب الآمن».


مقالات ذات صلة

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

الاقتصاد مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

مع اقتراب اليورو من أسوأ شهر له منذ أوائل 2022، يحذر المحللون من أن التقلبات الحادة في العملة قد تصبح المصدر القادم لعدم الاستقرار بالأسواق العالمية.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد مبنى «البنك المركزي الأوروبي» في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)

الرسوم الجمركية تهدد النمو الاقتصادي... و«المركزي الأوروبي» يحذّر من تداعيات الحرب التجارية

أشار صناع السياسة في «البنك المركزي الأوروبي»، يوم الثلاثاء، إلى أن أسعار الفائدة بمنطقة اليورو ستستمر في الانخفاض، مع القضاء على التضخم إلى حد كبير.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت (ألمانيا) - لشبونة)
الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)

انخفاض تكلفة إنتاج المياه بالسعودية 50 % وخطط لمشاريع بـ15.4 مليار دولار

نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور المشيطي يتحدث إلى الحضور في ملتقى «ميزانية 2025» (الشرق الأوسط)
نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور المشيطي يتحدث إلى الحضور في ملتقى «ميزانية 2025» (الشرق الأوسط)
TT

انخفاض تكلفة إنتاج المياه بالسعودية 50 % وخطط لمشاريع بـ15.4 مليار دولار

نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور المشيطي يتحدث إلى الحضور في ملتقى «ميزانية 2025» (الشرق الأوسط)
نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور المشيطي يتحدث إلى الحضور في ملتقى «ميزانية 2025» (الشرق الأوسط)

أكد نائب وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي المهندس منصور المشيطي أن ما حققته المملكة بمحطات إنتاج المياه المحلاة خلال 8 أعوام، يعادل ما تم تحقيقه في 4 عقود ماضية، إذ بلغ حجم الإنتاج نحو 6 ملايين متر مكعب يومياً، ليرتفع الإنتاج الكلي اليوم إلى 11.3 مليون م³، وتحسنت الكفاءة بنسبة 80 في المائة، وانخفضت التكلفة 50 في المائة.

وأوضح المشيطي خلال مشاركته في ملتقى «ميزانية 2025» الأربعاء، في الرياض، أن مصادر إنتاج المياه تقع على سواحل المملكة، حيث يتطلب نقل المياه آلاف الكيلومترات طولاً، ورفعها آلاف الأمتار لقمم الجبال لتصل إلى جميع المناطق، وقد نجحت المنظومة في بناء شبكة لخطوط نقل المياه بلغت طولها أكثر من 14 ألف كيلومتر، بما يعادل ضعف طول نهر النيل الذي يمر بـ11 دولة.

وارتفع حجم الخزن الاستراتيجي من 13 مليون متر مكعب في 2016 إلى أكثر من 25 مليون متر مكعب اليوم، مؤكداً أن هذه المشاريع نُفذت بدعم حكومي سخي، وبمشاركة منظومة الحكومة، والقطاع الخاص، حيث تم تنفيذ 29 مشروعاً في قطاع المياه بقيمة 28 مليار ريال (7.4 مليار دولار)؛ 30 في المائة منها استثمار أجنبي بقيمة 8 مليارات ريال (2.1 مليار دولار)، ونخطط لمشاريع من القطاع الخاص ضمن محفظة قيمتها تقارب 58 مليار ريال (15.4 مليار دولار).

وأفاد نائب وزير البيئة، بأن توظيف التقنية والابتكار والتنظيم المستدام أسهم في توفير أكثر من 9 مليارات متر مكعب سنوياً من المياه الجوفية، وهذا يعادل استهلاك سكان المملكة لمدة ثلاثة أعوام، مشيراً إلى أن قطاع التوزيع تمكن من تركيب مليوني عداد إلكتروني خلال جائحة «كورونا» لحساب الفوترة، وترسيخ مبدأ «الاستهلاك المسؤول» من خلال رسائل ذاتية للمستفيد في حال تجاوز الاستهلاك المعتاد.

وأبان المشيط، أن منظومة الوزارة نجحت كذلك من خلال تطبيق حلول ترشيد المياه في الجهات الحكومية في توفير أكثر من 31 مليون متر مكعب من المياه هذا العام.

وأضاف أن استراتيجية الوزارة بجانب نجاحها في المحافظة على الموارد المائية وتحقيق وفورات، نجحت في زيادة الإنتاجية الزراعية، حيث شهد القطاع الزراعي نمواً ملحوظاً بتحقيق أكبر مساهمة في الناتج المحلي من 64 مليار ريال (17 مليار دولار) في 2016 إلى 109 مليارات ريال (29 مليار دولار) في العام الماضي، وتحقيق نسب اكتفاء ذاتي لكثير من المنتجات الزراعية تجاوزت 100 في المائة، كما نجح أبناء وبنات الوطن في إدارة برنامج التنمية الريفية الزراعية بكفاءة عالية، وتمكنوا من رفع إنتاج محصول البن من 300 طن إلى أكثر من 1300 طن، كأحد نماذج نجاح هذا البرنامج، وفق المشيط.

وفي قطاع البيئة، ذكر نائب وزير البيئة، أن المملكة تقود حقبة خضراء محلياً وإقليمياً وعالمياً، حيث تمكنت من تشجير أكثر من 95 مليون شجرة باستخدام المياه المجددة والري التكميلي خلال أول ثلاثة أعوام من مبادرة «السعودية الخضراء»، وسيتجاوز هذا الرقم 100 مليون شجرة بنهاية هذا العام. وقال إن منظومة «البيئة تدرك أن الماء عصب الحياة والتنمية، ويمثل تحدياً عالمياً يرتبط بتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، حيث لا تقف مستهدفات الاستدامة المائية على حدود المملكة فقط، وفي هذا أعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، إنشاء منظمة عالمية للمياه مقرها في الرياض لتعزيز الريادة السعودية في تحقيق استدامة المياه».