مصر لتجاوز معوقات مشروع «رحلة العائلة المقدسة»

المسار السياحي يشمل سيناء والدلتا والقاهرة والصعيد

TT

مصر لتجاوز معوقات مشروع «رحلة العائلة المقدسة»

تسعى السلطات المصرية لتجاوز معوقات تنفيذ مشروع «مسار رحلة العائلة المقدسة»، التي تسببت في تأخر الانتهاء من المشروع، وفق المخطط الذي أعلنته الحكومة المصرية قبل عدة سنوات.
وأعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، أمس، في بيان لها، عن اتفاق وزيري السياحة والآثار، والتنمية المحلية، على تذليل المعوقات كافة التي تواجه المشروع، خلال جولتهما التفقدية لأعمال التطوير الجارية بالمنطقة المحيطة بمجمع الأديان بحي مصر القديمة بالقاهرة، بجانب الاتفاق على مواصلة زيارات باقي محافظات مسار العائلة المقدسة، للعمل على تذليل معوقات المشروع كافة.
ويواجه مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة الذي يستهدف اجتذاب آلاف الزوار من المسيحيين من جميع أنحاء العالم عدة معوقات، من بينها عدم الالتزام بالموعد الزمني للانتهاء من المشروع، أو عدم رفع كفاءة الطرق المؤدية إلى محطات المسار الرئيسية.
ويقول نادر جرجس، منسق زيارات مسار العائلة المقدسة، لـ«الشرق الأوسط»: «المشروع تعرض لانتكاسة كبرى خلال العامين الماضيين، إذ لم يتم الانتهاء من المخطط العام الذي تم الاتفاق عليه في عام 2017. ورغم أن وزارة الآثار التزمت بكل البنود المطلوبة منها لترميم وتطوير الأديرة والكنائس والمحطات التاريخية بمسار العائلة المقدسة في مصر، على غرار وداي النطرون وكنيسة أبو سرجة وشجرة مريم، فإن وزيرة السياحة السابقة، التي تمت إقالتها من منصبها قبيل دمج وزارتي السياحة والآثار في وزارة واحدة بالتعديل الوزاري الأخير في مصر، قامت بتجميد المشروع تماماً، وألغت برنامج الزيارة من خريطة السياحة لعام 2019».
ويضيف: «كان مقرراً أن يتم رفع كفاءة الطرق والخدمات السياحية بالمواقع الأثرية بالمسار، لكن تم رصف أجزاء من الطرق، والتوقف عن استكمال البقية»، مشيراً إلى أن «مؤسسات سياحية بالفاتيكان طلبت من وزارة السياحة المصرية قبل عامين إنشاء مراكز صحية بتلك النقاط لعلاج كبار السن في حالات الطوارئ، وتوفير خدمات الإسعاف الطائر بالمناطق النائية، بالإضافة إلى إنشاء دورات مياه وكافيهات سياحية بتلك المناطق، مع وضع علامات إرشادية على الطرق بالقرب من محطات توقف العائلة المقدسة توضح مسار رحلتهم في مصر، لكن لم يتم الاستجابة لأي طلب من هذه الطلبات».
ويضم مسار رحلة العائلة المقدسة 25 نقطة، من سيناء (شمال شرقي مصر) حتى أسيوط بالوجه القبلي، حيث يحوي كل موقع حلت به العائلة مجموعة من الآثار، في صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه، ومجموعة من الأيقونات القبطية الدالة على مرور العائلة المقدسة بتلك المواقع، وفقاً لما أقرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.
ويأمل جرجس بالانتهاء من مخطط تطوير المشروع خلال الفترة القصيرة المقبلة، بعد تولي الدكتور خالد العناني وزارة السياحة مع الآثار، ويقول: «متفائل بتولي العناني مسؤولية السياحة في مصر، لأنه يتمتع بمستوى جيد في إنجاز المهام الموكلة إليه، ولديه رؤية مميزة في ملف الآثار والسياحة».
وأكد العناني، أمس، حرصه على إنهاء المشروع، عبر زياراته المتوالية لبعض محطات مسار العائلة المقدسة بالقاهرة، حيث زار أخيراً شجرة مريم، والكنيسة المعلقة وكنيسة أبو سرجة بحي مصر القديمة، وكنيسة السيدة العذراء بالمعادي بالقاهرة، ضمن مسار العائلة.
ويجري حالياً إعادة تجهيز أرصفة المشاة بالمسارات الداخلية لمنطقة مجمع الأديان، في إطار خطة شاملة لتطوير المنطقة.
وبدأت رحلة دخول العائلة المقدسة من رفح، بالشمال الشرقي للبلاد، مروراً بالفرما شرق بورسعيد، وإقليم الدلتا عند سخا بكفر الشيخ، وتل بسطا بالشرقية، وسمنود بالغربية، ثم انتقلت إلى وادي النطرون في الصحراء الغربية، حيث أديرة الأنبا بيشوي والسيدة العذراء «السريان» والبراموس والقديس أبو مقار، ثم اتجهت بعد ذلك إلى منطقة مسطرد والمطرية، حيث توجد شجرة مريم، ثم كنيسة زويلة بالقاهرة الفاطمية، ومناطق مصر القديمة عند كنيسة أبو سرجة في وسط مجمع الأديان، ومنها إلى كنيسة المعادي، وهي نقطة عبور العائلة المقدسة لنهر النيل، حيث ظهرت صفحة الكتاب المقدس على سطح المياه، وصولاً إلى المنيا، حيث جبل الطير، ثم أسيوط حيث يوجد دير المحرق، وبه أول كنيسة دشنها السيد المسيح بيده، ثم انتقلت إلى مغارة درنكة، ثم العودة مجدداً إلى أرض الموطن عند بيت لحم، وفق ما ذكرته المراجع التاريخية.
وزار محطات المسار في مرحلته التجريبية الأولى عام 2018 آلاف السياح الأجانب، من دول إيطاليا وإندونيسيا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأميركية وأستراليا وروسيا، وعدد من دول أفريقية مثل الكاميرون وإثيوبيا وكينيا ونيجيريا، ويتوقع استقبال المشروع عشرات الآلاف من السياح، حال الانتهاء منه، ووضعه على البرامج السياحية العالمية، لما يضمه من مقومات دينية وسياحية وأثرية نادرة في مناطق متفرقة في مصر.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.