التهديدات والهجمات لم تمنع جلسات النقاش في الخيم في وسط بيروت

TT
20

التهديدات والهجمات لم تمنع جلسات النقاش في الخيم في وسط بيروت

لم تحل التهديدات التي تعرض لها المحتجون في وسط بيروت، دون تنظيم جلسات النقاش والحوار التي تراجعت بسبب الطقس العاصف. فقد تحول موقف العازارية في وسط البلد، منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى مساحة مفتوحة يتلاقى فيها الناس من مختلف الأطياف والأجناس، كباراً وصغاراً يختلفون من حيث التوجه والانتماء لكنهم يلتقون في نفس المكان ويتنقلون بين خيمة وأخرى للمشاركة في موضوعات النقاش المختلفة هناك.
يقول علي، وهو أحد الموجودين باستمرار في الساحات، لـ«الشرق الأوسط» إنّ «عامل الطقس أثر قليلاً على الندوات التي كان يتمّ عقدها في الساحات؛ حيث خفت قليلاً، لكن الساحات ما تزال نقطة تجمع الشبان الّذين يتناقشون في مواضيع مختلفة تتعلق بالشأن العام»، لافتاً إلى أن «التجمعات باتت أكثر أمام نقاط مركزية مثل البنك المركزي وجمعية المصارف وغيرها من المرافق العامة».
والأسبوع الماضي، عقدت جلسة حوارية، تخللتها أسئلة وأجوبة، حول حملة «مش دافعين» التي تدعو لتوقف جميع المقترضين عن دفع ديونهم المستحقة للمصارف أسوة بغير القادرين من المقترضين، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية.
وعلى مدى الأيام الماضية، نظمت جمعيات المجتمع المدني تلك الندوات، فنصبت خيماً في الساحة، من بينها «بيروت مدينتي» و«مواطنون ومواطنات في دولة»، وتختلف موضوعات النقاش بين خيمة وأخرى، إلّا أنّ معظمها يتمحور حول الواقع الاقتصادي والقانوني والسياسي في البلاد. ويتخذ القيمون على الجلسات عناوين مختلفة لنقاشاتهم ولكن في الغالب تكون مفتوحة لطرح وجهات النظر والتساؤلات لكنها مرتبطة بالمرحلة الراهنة.
واللافت، أنّ السجال السياسي حول مضمون ندوة حوارية أقيمت في خيمة «ملتقى التأثير المدني» في وقت سابق، وما تبع ذلك من تكسير للخيمة اعتراضا على وجودها، لم يؤثر على الندوات ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والقانوني على عكس ما جرى حين أخذ النقاش أبعاداً سياسية.
ويقول الناشط المدني، المشارك في إدارة حوارات «خيمة الملتقى» زياد عبد الصمد لـ«الشرق الأوسط»: «إن أهمية هذه الحوارات تكمن في تنوع المشاركين، عمرياً وفكرياً وفئوياً، ففي الخيم يوجد أفراد من القطاع الخاص وعمال ومستثمرون ومفكرون وأساتذة جامعيون وطلاب وغيرهم ممن يطرحون وجهات نظرهم في المواضيع المطروحة».
ومن بين العناوين التي طرحتها النقاشات، أسباب الانتفاضة، والبديل عن النظام الحالي، وملف النقابات، والمسار السياسي والشعبي القائم، ومطلب الحكومة الانتقالية والبحث في مهامها وآلية تشكيلها ومعايير ومواصفات الوزراء فيها وآلية مراقبة أدائها ومحاسبتها، وغيرها الكثير من العناوين.
ويجد حسين مهدي وهو أحد المشاركين في الحوارات، في حديث مع «الشرق الأوسط» إنّ «ما يميز هذه النقاشات أنّها مفتوحة للعامة وليست محصورة بالنخب والأشخاص المعنيين والمتابعين، وبأن المواضيع الطاغية على نقاشات الخيم هي اقتصادية واجتماعية كون التحركات الشعبية أتت نتيجة تردي الواقع المعيشي في لبنان، ما شكل فرصة لجميع الأفراد لاكتساب المعرفة في هذه المواضيع».
ويعتبر مهدي أنّ هذه النقاشات ستؤثر على وعي الناس لحقيقة ما يجري، إذ إنّ «الفكرة من هذه النقاشات تمكين المواطن، غير المنخرط مع أي مجموعة سياسية، كي يكون لديه الوعي الكافي لمناقشة أقرانه حتى يصل إلى مواجهة السلطة، وبالتالي تبدأ من الدائرة الضيقة له وتتوسع إلى الدائرة الكبيرة».
وكان لافتاً، النقاشات التي أقيمت بمبادرات فردية من قبل شبان نصبوا خيمهم في وسط بيروت، كجزء من الحوارات اليومية، إذ يقول يوسف زيتون وهو طبيب متمرن لـ«الشرق الأوسط»: «هدفت من خلال نصب هذه الخيمة كسر صورة الشغب التي يحاول البعض إسقاطها على الحراك، والتوعية على المطالب الأساسية لتحركات الشبان والشابات».
وتعج الساحات بالوجوه الشابة، إذ تشارك مروحة من الناس من مختلف الأعمار في حوارات وتساؤلات وطرح إشكاليات مختلفة، في محاولة لتوحيد وجهات النظر في مساحات حوارية مختلفة، ولكن أهم ما في هذه المروحة، عنصر الشباب الّذين لديهم قدرة للضغط والتأثير.
ولا يختلف مشهد جلسات النقاش هذه، عن النقاشات التي أقيمت في مبنى «the Egg» وحديقة الإسكوا وساحة سمير قصير، والنقاشات الجانبية التي تقيمها مجموعات صغيرة في وسط بيروت.



مسؤول يمني: الحوثيون يحاولون إلصاق جرائمهم بالقوات الأميركية

مشاهد لصاروخ سقط في جبل المحويت كشفت عن أرقام مكتوبة بخط بدائي باللغة العربية (الإرياني)
مشاهد لصاروخ سقط في جبل المحويت كشفت عن أرقام مكتوبة بخط بدائي باللغة العربية (الإرياني)
TT
20

مسؤول يمني: الحوثيون يحاولون إلصاق جرائمهم بالقوات الأميركية

مشاهد لصاروخ سقط في جبل المحويت كشفت عن أرقام مكتوبة بخط بدائي باللغة العربية (الإرياني)
مشاهد لصاروخ سقط في جبل المحويت كشفت عن أرقام مكتوبة بخط بدائي باللغة العربية (الإرياني)

أدان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الاثنين، استهداف الحوثيين مناطق مدنية مأهولة في صنعاء ومحيطها ومدن واقعة تحت سيطرتهم القسرية، مؤكداً محاولة الجماعة إلصاق تلك الجرائم بالقوات الأميركية «ضمن مخطط إجرامي يهدف إلى إيقاع ضحايا بين المدنيين؛ لإثارة الرأي العام، وخلق حالة من السخط تجاه العملية العسكرية الجارية». ونشر الإرياني عبر حسابه على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، فيديوهات قال إنها لمواطنين وثَّقت خلال اليومين الماضيين، بالصوت والصورة، لحظة إطلاق صاروخ من داخل صنعاء قبل أن يسقط بأحد أحيائها، وأوضح أن «مشاهد من موقع سقوط صاروخ في جبل المحويت كشفت عن أرقام مكتوبة بخط بدائي باللغة العربية، وتشير الصور إلى أن حجم الأضرار وقُطر الحفرة الناتجة عن سقوط صاروخ في مقبرة ماجل الدمة، لا يتوافقان مع خصائص الذخائر الأميركية المتطورة، ويؤكد استخدام رؤوس تفجيرية صغيرة».

وأضاف الوزير أن «هذا السلوك الإجرامي، الذي يُضاف إلى السجل الأسود لميليشيا الحوثي الحافل بالانتهاكات والجرائم، يعكس مدى استهتار الميليشيا بأرواح المدنيين، وسعيها المحموم لتوظيفهم في حملات دعائية مضللة، في محاولة للتغطية على أزمتها المتفاقمة في ظل تصاعد الضغط العسكري، واتساع دائرة العزلة الداخلية والخارجية المفروضة عليها». وحمَّل الإرياني الحوثيين كامل المسؤولية عن هذه الجرائم المتعمَّدة بحق المدنيين، عادّاً هذه الأفعال «تصعيداً خطيراً يكشف حجم التخبط والانهيار اللذين تعيشهما الميليشيا، نتيجة الضربات الموجِعة التي تتلقاها، وازدياد الرفض الشعبي لمشروعها الطائفي التخريبي الذي يُدار من إيران». وشدّد الوزير على أن «هذه الجرائم لن تمر دون مساءلة»، مؤكداً أن «العدالة ستطول جميع المتورطين فيها من قيادات وعناصر الميليشيا»، وأهاب بوسائل الإعلام لتحرّي الدقة، و«تجنُّب الانسياق خلف الرواية الحوثية المضللة التي تهدف إلى خلط الأوراق، وتزييف الحقائق».