فريق طبي بريطاني ـ بولندي يضم مصريا يعيد الحركة إلى جسد مشلول

البروفسور وجيه المصري لـ «الشرق الأوسط»: العملية أدت إلى تحسن إكلينيكي وعصبي مؤكد للمريض

البروفسور وجيه المصري يراقب حركة المريض المشلول أثناء مشيه  -  المريض خلال التجارب
البروفسور وجيه المصري يراقب حركة المريض المشلول أثناء مشيه - المريض خلال التجارب
TT
20

فريق طبي بريطاني ـ بولندي يضم مصريا يعيد الحركة إلى جسد مشلول

البروفسور وجيه المصري يراقب حركة المريض المشلول أثناء مشيه  -  المريض خلال التجارب
البروفسور وجيه المصري يراقب حركة المريض المشلول أثناء مشيه - المريض خلال التجارب

في عملية رائدة نجح فريق من الأطباء البولنديين والبريطانيين، بينهم بروفسور بريطاني من أصل مصري، في علاج رجل بلغاري مصاب بالشلل من منطقة أواسط صدره وحتى أخمص قدميه، وتمكينه من الشعور بأعضاء الجزء الأسفل من جسمه، بل وإعادة أحاسيسه الجنسية، بعد استخلاص خلايا دائمة التجدد من جوف أنفه، وتنميتها في المختبر، ثم زرعها في داخل المنطقة المتضررة من العمود الفقري. وتشكل هذه العملية إنجازا باهرا في مستقبل الأبحاث لعلاج المشلولين الناجمة عن إصابات العمود الفقري الذين يصل عددهم إلى 2.5 مليون شخص حول العالم. ونشرت تفاصيل العلاج الجديد في دورية «سيل ترانسبلانتيشن» المتخصصة بأبحاث زراعة الخلايا.
ووظف العلماء في العلاج الجديد خلايا أنسجة الشم، التي يعرف عنها أنها تصلح الإضرار في أعصاب الشم في الأنف، بهدف إصلاح وتجديد الأعصاب في العمود الفقري وهي خلايا متخصصة تشكل جزءا من حاسة الشم عند الإنسان. وتسمى «خلايا شم مغلفه ذاتية»olfactory ensheathing cells ، وكان المريض، وهو أحد رجال مكافحة الحرائق ويدعى ديريك فيدياكا، قد أصيب بالشلل من منطقة الصدر حتى القدمين بعد أن طعن بسكين في ظهره عام 2010. وقد تمكن من المشي بعد إجراء العملية، باستخدام إطار معدني يحفظ توازنه أثناء المشي. وقال في برنامج أعدته القناة التلفزيونية الأولى لهيئة الإذاعة البريطانية، إن معاودة المشي، باستخدام إطار معدني مساعد، هو شعور لا يوصف. وأضاف: «عندما لا تستطيع أن تشعر تقريبا بنصف جسدك، فأنت عاجز، لكنه عندما تبدأ العودة، تشعر وكأنك ولدت من جديد».
وشارك في العملية البروفسور جيف ريزمان، رئيس قسم تجديد الأعصاب في معهد الأعصاب في «يونيفرسيتي كوليدج لندن»، الذي طور طريقة العلاج، والدكتور بافيل تاباكوف، استشاري الجراحة في مستشفى جامعة فرتسلاف البولندية، الذي قاد فريق البحث البولندي الذي صرح بأن «من المذهل أن نرى كيفية تجديد العمود الفقري، وهو أمر كان يعتقد لسنوات طويلة أنه مستحيل».
أما البروفسور وجيه شفيق المصري الاستشاري في جراحة العمود الفقري والنخاع الشوكي في جامعة كيل البريطانية فقد أشرف على تقييم نتائج العلاج. وفي حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط» قال إنه قيم النتائج ميدانيا بوصفه متخصصا مستقلا في جراحة العمود الفقري. وأضاف أنه توصل إلى أن العملية الجراحية الرائدة قد أدت إلى «تحسن إكلينيكي مؤكد وإلى بعض التحسن العصبي وكذلك إلى حدوث تغيرات كهرو - فسيولوجية تفترض عودة الاتصالات عبر منطقة العمود الفقري التي تعرضت إلى الضرر».
ولدى سؤاله عن مدى النجاح الجديد وآفاقه، قال البروفسور وجيه المصري: «كل هذه النتائج كانت مقنعة من الناحية العلمية في مجملها، الأمر الذي يشير إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث على هذه العملية». ويعمل البروفسور وجيه المصري، وهو من مواليد القاهرة، بصفة استشاري مستقل بعد أن أنهى هذا العام خدمة 30 سنة في معهد ومستشفى روبرت جونز واغنيس هانت لجراحة العظام في مدينة أوستويستري البريطانية، وقد شغل منصب رئيس الجمعية البريطانية لاختصاصيي جراحة النخاع الشوكي البريطانية بين عامي 1997 و2007.
وقال البروفسور جيف ريزمان إنه يعتقد أن «هذه هي أول مرة يتمكن فيها شخص مشلول من تجديد أنسجة عصبية مقطوعة تماما في منطقة العمود الفقري، ثم يتمكن من استعادة إحساسه وحركته». ونقلت عنه صحيفة «إندبندنت» البريطانية: «أعتقد أننا فتحنا الأبواب مشرعة أمام رفع كل العاجزين الجالسين على المقاعد المتحركة من أماكنهم.. إن هذا العلاج هو اختراق كبير ذا مغزى تاريخي عظيم».
والدوائر العصبية المعقدة، المسؤولة عن حاسة الشم لدى الإنسان، هي الجزء الوحيد من الجهاز العصبي الذي يتجدد حول حياة الإنسان البالغ. وهذه الإمكانية هي التي حاول العلماء استغلالها في تحفيز عملية إصلاح العمود الفقري. وتنقل هذه الجزئيات الرسائل إلى بصيلات الشم عند قمة التجويف الأنفي، التي تستقر عند قاعدة المخ. وعندما تهلك الخلايا العصبية، تحل محلها خلايا جديدة.
واستخلص الجراحون إحدى بصيلات الشم لدى المريض وزرعوا الخلايا في بيئة معدة سلفا، ثم وبعد أسبوعين زرعوا هذه الخلايا الخاصة في العمود الفقري في المنطقة التي تعرضت للقطع بالسكين أثناء الهجوم على المريض، بحقن المريض بنصف مليون خلية تقريبا. وجرى ذلك عن طريق 100 عملية حقن مجهرية لحقن الخلايا المتخصصة فوق وتحت مكان الإصابة. وقالت «بي بي سي» إن العلماء اقتطعوا 4 سلخات رقيقة من نسيج العصب من كاحل المريض، ووضعت في عبر فجوة مساحتها 8 ملليمترات في الجانب الأيسر من العمود الفقري.
ويعتقد العلماء أن خلايا أنسجة الشم المتخصصة وفرت ممرا لتمكين الألياف فوق وتحت الإصابة من التواصل مع بعضها مرة أخرى، باستخدام ضفيرة عصبية لسد الفجوة في العمود الفقري. وبعد العملية، خضع فيدياكا لبرنامج تمارين لمدة 5 ساعات يوميا على مدار 5 أيام أسبوعيا بعد عملية زرع الخلايا في مركز أكرون لإعادة تأهيل الأعصاب. وأول مرة لاحظ فيدياكا أن العلاج نجح كانت بعد 3 أشهر عندما بدأ فخده الأيسر يكون عضلات. وبعد ستة شهور من الجراحة، كان فيدياكا قادرا على أن يخطو أولى خطواته المترددة مستندا على قضيبين متوازيين، مستخدما شدادات الساق وبمعاونة اختصاصي علاج طبيعي. وبعد عامين من العلاج، تمكن الآن من السير خارج مركز التأهيل مستخدما إطارا معدنيا. كما استعاد أيضا بعض الإحساس بالمثانة والأمعاء والنشاط الجنسي. ولا يزال فيدياكا يشعر بالتعب بسرعة عندما يمشي، غير أنه قال: «أعتقد أن الاعتقاد أنني سوف أصبح يوما معتمدا على نفسي أمر واقعي».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT
20

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.