مواجهات في مراكز تجارية في هونغ كونغ عشية الميلاد

قوات مكافحة الشغب تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين بهونغ كونغ أمس (رويترز)
قوات مكافحة الشغب تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين بهونغ كونغ أمس (رويترز)
TT

مواجهات في مراكز تجارية في هونغ كونغ عشية الميلاد

قوات مكافحة الشغب تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين بهونغ كونغ أمس (رويترز)
قوات مكافحة الشغب تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين بهونغ كونغ أمس (رويترز)

اصطدمت شرطة مكافحة الشغب بمتظاهرين مناهضين لبكين، ليل أمس، في مركز تجاري في هونغ كونغ عشية عيد الميلاد، بعدما دعا المتظاهرون لتنظيم مظاهرات خاطفة خلال موسم الأعياد.
واستخدمت الشرطة الهراوات ورذاذ الفلفل لصد المتظاهرين، بعدما اعتقلت عناصر تابعة لها ترتدي الزي المدني متظاهرين كانوا منهم داخل مركز «هاربر سيتي»، الواقع في تسيم شا تسوي، إحدى أكثر المناطق التجارية ازدحاماً في المدينة، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وتشهد عدة مراكز تسوق في هونغ كونغ مظاهرات تزداد عنفاً منذ بدء حركة الاحتجاجات، التي تهز المستعمرة البريطانية السابقة المتمتعة بحكم شبه ذاتي، منذ ستة أشهر. وتراجعت حدة العنف الشهر الماضي، لكن المواقع الإلكترونية التي يستخدمها النشطاء الأكثر تطرفاً دعت إلى احتجاجات محددة خلال فترة عيدي الميلاد ورأس السنة، وبخاصة في المناطق التجارية.
وتجمع مئات النشطاء مرتدين ملابس سوداء في «هاربر سيتي» مساء أمس، هاتفين بشعارات. وتصاعد الموقف حين شاهد المتظاهرون عناصر من الشرطة ترتدي الزي المدني، فعمدوا إلى تطويقها ورشقوها بمقذوفات. وتدخّلت شرطة مكافحة الشغب، واستهدف أحد رجال الشرطة المتظاهرين ببندقية وعمد تجار لإغلاق محالهم.
كما وقعت حوادث مماثلة في ثلاثة مواقع أخرى على الأقل في المدينة.
وفي هونغ كونغ، حيث عدد كبير من المسيحيين، عادةً ما تكون أمسية عيد الميلاد مفعمة جداً بالحيوية في المتاجر. لكن السلطات قررت، هذا العام، عدم تحويل شوارع معينة إلى مناطق مخصصة للمشاة، كما كانت الحال في السنوات السابقة، خشية أن يستفيد المتظاهرون منها في تجمعاتهم.
وتشهد المدينة التي تعد مركزاً مالياً عالمياً اضطرابات عنيفة متزايدة منذ يونيو (حزيران)، للمطالبة بمزيد من الحكم الذاتي، في أكبر تحدٍّ من المستعمرة البريطانية السابقة لبكين منذ عودتها إليها في عام 1997.
وانطلقت الاحتجاجات رفضاً لقانون يتيح تسليم مطلوبين لبكين، ورغم سحبه لاحقاً، توسعت الحركة وتحولت إلى معارضة للحكم الصيني للمدينة. وفي بداية ديسمبر (كانون الأول)، تظاهر نحو 800 ألف شخص حسب المنظمين (183 ألفاً حسب الشرطة) من دون تسجيل أي حادثة تُذكر. وطالب منظمو التحرك بالحصول على ترخيص للتظاهر في الأول من يناير (كانون الثاني)، مماثل للترخيص الذي حصلوا عليه حينها. وأثّرت المظاهرات على قطاع السياحة في المدينة ومكانتها المالية.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».