في لافتة إنسانية، ألغت السلطات المحلية جنوب مصر، الاحتفال بتعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني في معبده الكبير بمدينة أبو سمبل قرب مدينة أسوان بجنوب البلاد، وهي الظاهرة التي لا تتكرر إلا مرتين في العام. وقال محافظ أسوان مصطفى يسري، إن «الاحتفال هذا العام ستقتصر فعالياته على مدينة أبو سمبل فقط، في إطار حرص المحافظة على مراعاة حالة الحزن لأسر ضحايا حادث سير وقع على الطريق الصحراوي الغربي الأسبوع الماضي».
واعتادت السلطات المصرية ممثلة في وزارتي السياحة والآثار ومحافظة أسوان، إقامة مهرجان عالمي كل عام لنقل تعامد الشمس، مباشرة إلى دول العالم، وكذا الاحتفال بالتعامد في مدينة أسوان السياحية، لكن هذا العام سيقتصر الاحتفال في أبو سمبل فقط.
وقال الأثري أحمد سعد بآثار أسوان، إن «الظاهرة تحدث سنويا يومي 22 فبراير (شباط) و22 أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام، تقطع خلالها أشعة الشمس مسافة قدرها 60 مترا لتصل إلى داخل المعبد، وتحديدا في صالة قدس الأقداس».
وأكملت محافظة أسوان أمس، استعداداها للاحتفال، حيث ستتضمن فاعليات الاحتفال عروضا فنية متنوعة من فرق الفنون الشعبية والموسيقى العربية، بجانب تقديم عروض ديفيليه لفرق الفنون الشعبية داخل مدينة أبو سمبل السياحية، يشارك فيها 6 فرق هي أسيوط والشرقية والمنوفية وملوي، بالإضافة إلى فرقتي أسوان وتوشكى للفنون الشعبية.
وقال محافظ أسوان اللواء يسري، إن «التعامد معجزة فلكية فريدة من نوعها ولا تتكرر في أي موقع أثري في العالم، كما أنه يعتبر نقطة انطلاق للموسم السياحي ليعكس مكانة السياحة الثقافية والأثرية على أجندة السياحة العالمية، خصوصا وأن أسوان تضم الكثير من المعابد والمزارات والمعالم الأثرية والسياحية، علاوة على تنوع المنتج السياحي بها من سياحات أخرى».
من جهته، قال محمد مصطفى السكرتير العام لمحافظة أسوان، المشرف العام على المهرجان، إن «أجندة الاحتفالات ستقتصر فقط على الحفل الفني في ساحة معبد أبو سمبل، بجانب العروض الفنية التي ستقدم على مسرح قصور الثقافة بسوق مدينة أبو سمبل في 21 أكتوبر، وهما اللذان سيتم نقلهما على الهواء مباشرة في بث مشترك لقنوات التلفزيون المصري والقنوات المصرية»، لافتا إلى أن برنامج الاحتفالات لتعامد الشمس سيتضمن أيضا عرض ديفيليه عقب حفلة المعبد وعروض الصوت والضوء، حيث ستجوب الفرق شارع المعبد بدءا من المدخل الرئيس للمعبد وحتى ميدان السوق وهو الذي يحضره المئات من أهالي أسوان وأبو سمبل، علاوة على الأفواج السياحية وضيوف المهرجان والذي يأتي على رأسهم بعض سفراء الدول العربية والأجنبية.
وعن الظاهرة قال الأثري سعد، إن «مراحل تعامد أشعة الشمس على معبد أبو سمبل الكبير تبدأ بتعانق أشعة الشمس في البداية مع القرود التي تعلو واجهة المعبد الكبير، ثم تهبط لتركز على إله الشمس المشرقة، رع حور أختي، الذي نحت داخل مستطيل بهيئة آدمية ورأس صقر وعلى رأسه قرص الشمس، ويقف على الجانبين الملك رمسيس الثاني ويقدم قربان الماعت (التي ترمز للعدل)».
مضيفا: «اللافت في الظاهرة أن الشمس تتعامد على 3 تماثيل، أحدهما لـ(رمسيس الثاني) والآخران يجاورانه، فيما لا تتعامد على الرابع وهو (بتاح) الذي كان يعتبره الفراعنة داعية (الظلمة)».
والمعروف أن عددا من الأثريين قد كشفوا عن مفاجأة أثرية قبل عدة أعوام، حول الظاهرة الفلكية ذاتها، مؤكدين أنها ليست مرتبطة بذكرى مولد «رمسيس الثاني» أو تتويجه للعرش عكس ما ظل شائعا، مرجعين ذلك إلى أن الظاهرة الفلكية التي ابتكرها «الفراعنة» ترتبط ببداية فصلي الصيف والشتاء من كل عام، وتعد بمثابة تحفيز للمصريين على زراعة الأرض والحصاد.
حادث سير يحرم رمسيس الثاني من احتفاله العالمي السنوي
المهرجان سيقتصر فقط على حفل فني في ساحة معبده بأبو سمبل
حادث سير يحرم رمسيس الثاني من احتفاله العالمي السنوي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة