اندماج «بي إس إيه» و«فيات» لتشكيل رابع أكبر منتج سيارات عالمياً

بحجم مبيعات يتجاوز 8 ملايين سيارة سنوياً

أعلنت أمس «بي إس إيه» الفرنسية و«فيات كرايسلر» الإيطالية الأميركية عن اندماج  من شأنه تشكيل رابع أكبر منتج سيارات على مستوى العالم (أ.ف.ب)
أعلنت أمس «بي إس إيه» الفرنسية و«فيات كرايسلر» الإيطالية الأميركية عن اندماج من شأنه تشكيل رابع أكبر منتج سيارات على مستوى العالم (أ.ف.ب)
TT

اندماج «بي إس إيه» و«فيات» لتشكيل رابع أكبر منتج سيارات عالمياً

أعلنت أمس «بي إس إيه» الفرنسية و«فيات كرايسلر» الإيطالية الأميركية عن اندماج  من شأنه تشكيل رابع أكبر منتج سيارات على مستوى العالم (أ.ف.ب)
أعلنت أمس «بي إس إيه» الفرنسية و«فيات كرايسلر» الإيطالية الأميركية عن اندماج من شأنه تشكيل رابع أكبر منتج سيارات على مستوى العالم (أ.ف.ب)

أعلنت مجموعة بي إس إيه الفرنسية التي تنتج سيارات بيجو وستروين وأوبل، ومنافستها فيات كرايسلر الإيطالية الأميركية لصناعة السيارات الأربعاء اتفاقهما رسميا على الاندماج لتكوين رابع أكبر شركة سيارات في العالم.
وتؤدي صفقة الاندماج بين شركتين من الحجم المتوسط في مجال صناعة السيارات، إلى خلق عملاق عالمي بحجم مبيعات يتجاوز 8 ملايين سيارة سنويا، ويضم أسماء كبيرة في عالم السيارات، مثل بيجو وسيتروين وجيب وألفا روميو ورام.
وقالت الشركتان في بيان مشترك أمس إن «الكيان المقترح سيكون من خلال إدارته وإمكاناته وموارده وحجمه رائدا صناعيا في الاستغلال الناجح للفرص التي يقدمها العصر الجديد لوسائل النقل المستدام».
ووفقا للاتفاق سيشغل جون إيلكان رئيس مجلس إدارة فيات كرايسلر، منصب رئيس مجلس إدارة الكيان الجديد المكون من 11 عضوا، في حين سيشغل كارلوس تافاريس الرئيس التنفيذي للشركة الفرنسية، منصب الرئيس التنفيذي للكيان الجديدة لفترة أولية مدتها 5 سنوات.
يذكر أن الاندماج يحتاج إلى موافقة سلطات حماية المنافسة في الدول المعنية؛ حيث يؤدي إلى قيام كيان جديد تبلغ إيراداته المجمعة نحو 170 مليار يورو (190 مليار دولار) تتقاسم الشركتان ملكيته مناصفة.
وحصلت «بي إس إيه» قبل أيام على تأييد الحكومة الفرنسية لخططها بشأن الاندماج مع شركة فيات كرايسلر. ونقلت «بلومبرغ» عن مصادر مطلعة قولها إن الحكومة الفرنسية، التي تسيطر على 12 في المائة من أسهم «بي إس إيه» ولها تمثيل في مجلس إدارة المجموعة، أعربت عن تأييدها لمذكرة تفاهم ملزمة بشأن صفقة الاندماج. كما نقلت الوكالة عن مسؤول بوزارة المالية الفرنسية قوله إن «الصفقة تبدو منطقية من أجل صناعة بطل جديد على نطاق عالمي لمواجهة تحديات الاستدامة في مجال النقل».
وذكرت الشركتان في بيان مشترك أمس أن الكيان الجديد سيحقق وفرا سنويا في النفقات بقيمة 3.7 مليار يورو دون غلق أي مصنع، بفضل الحجم الاقتصادي الكبير له. وكانت الشركتان قد أعلنتا عن محادثات الاندماج لأول مرة في أواخر شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بهدف تكوين رابع أكبر منتج سيارات في العالم بعد فولكسفاغن الألمانية، ورينو نيسان ميتسوبيشي الفرنسية اليابانية، وتويوتا موتورز اليابانية، مزيحة في ذات الوقت جنرال موتورز الأميركية للمركز الخامس.
وكانت مجموعة جنرال موتورز الأميركية قد أقامت دعوى قضائية ضد فيات كرايسلر في أعقاب الكشف عن صفقة الاندماج مع بيجو، تتهمها فيها بالفساد وتقديم رشاوى لإفساد مفاوضات الشركة مع النقابات العمالية، وهي الاتهامات التي تقول عنها فيات إنها «بلا أساس».
ويذكر أن الاندماجات هي إحدى وسائل شركات صناعة السيارات لتقاسم الاستثمارات المطلوبة لتطوير تقنيات جديدة، تفرضها التغيرات المتسارعة في صناعة السيارات وتحولها نحو السيارات الهجين والكهربائية وذاتية القيادة.
في الوقت نفسه، فإن الصفقة ستتيح لمجموعة «بي إس إيه» الدخول إلى السوق الأميركية الضخمة، وإلى قطاع السيارات الفارهة والسيارات متعدد الأغراض ذات التجهيز الرياضي «إس يو في»، من خلال العلامات التجارية التي تنتجها حاليا فيات كرايسلر، وهي ألفا روميو ومازارتي وجيب. وفي المقابل فإن الاندماج سيمثل اختبارا لقدرة تافاريس على حل مشكلات فيات في أوروبا بعد نجاحه في إعادة ازدهار الشركة الفرنسية.
يذكر أن فيات كرايسلر ما زالت خاضعة لسيطرة عائلة مؤسس فيات الإيطالية جيوفاني أجنيللي ويرأس مجلس إدارتها إيلكان أحد أحفاد أجنيللي. وقد تكونت الشركة الحالية من اندماج فيات وكرايسلر الأميركية عام 2014.
وأشارت بلومبرغ قبل أيام إلى أنه من بين نقاط الخلاف التي شهدتها مرحلة المباحثات تقييم الالتزامات المحتملة لشركة فيات، والتي تم الكشف عنها بعد الإعلان عن صفقة الاندماج في 31 أكتوبر الماضي، مضيفة أن أكثر من 100 مسؤول من الشركتين يشاركون في المحادثات.
واتهمت السلطات الضريبية الإيطالية، قبل أيام، فيات كرايسلر بتقليل قيمة كرايسلر، وهي الفرع الأميركي للمجموعة، بمقدار 5.1 مليار يورو (5.6 مليار دولار)، في أعقاب الاستحواذ على الأخيرة على مراحل استمرت عدة سنوات، وهو يعني مطالبة المجموعة بسداد مبلغ كبير للضرائب في إيطاليا.
في المقابل فإن قائمة المساهمين الرئيسيين في شركة بي إس إيه تضم شركة دونغ فينغ موتورز غروب الصينية المملوكة للدولة، وعائلة مؤسس بيجو بنك الاستثمار الفرنسي التابع للدولة بي بي فرانس.


مقالات ذات صلة

«طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية

علوم «طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية

«طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية

عجينة رقيقة تؤمن السفر مجاناً آلاف الكيلومترات

ديدي كريستين تاتلووكت (واشنطن)
الاقتصاد صفقة استحواذ «ارامكو» على 10 % في «هورس باورترين» بلغت 7.4 مليار يورو (رويترز)

«أرامكو» تكمل الاستحواذ على 10 % في «هورس باورترين المحدودة» بـ7.4 مليار يورو

أعلنت «أرامكو السعودية» إكمال شراء 10 في المائة بشركة «هورس باورترين» المحدودة الرائدة في مجال حلول نقل الحركة الهجين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص «بي واي دي»: نخطط للاستثمار في مبادرات تسويقية وتعليمية لزيادة الوعي بفوائد النقل الكهربائي (BYD)

خاص «بي واي دي»... قصة سيارات كهربائية بدأت ببطارية هاتف

من ابتكارات البطاريات الرائدة إلى المنصات المتطورة، تتماشى رؤية «بي واي دي» مع الأهداف العالمية للاستدامة، بما في ذلك «رؤية المملكة 2030».

نسيم رمضان (الصين)
الاقتصاد ترمب يلقي خطاباً خلال تجمع انتخابي في أرينا سانتاندر في ريدينغ بنسلفانيا (رويترز)

تعريفات ترمب الجمركية تضع شركات عالمية في المكسيك تحت المجهر

مع تزايد المخاوف من اندلاع حرب تجارية، ستواجه العديد من الشركات التي لديها حضور تصنيعي في المكسيك تحديات جديدة، وخاصة تلك التي تصدر إلى الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (عواصم )
يوميات الشرق شعار العلامة التجارية للسيارات الفارهة «جاغوار» (أ.ب)

حتى ماسك انتقده... إعلان ترويجي لسيارات «جاغوار» يثير غضباً

أثار مقطع فيديو ترويجي لتغيير العلامة التجارية للسيارات الفارهة «جاغوار» انتقادات واسعة بظهور فتيات دعاية يرتدين ملابس زاهية الألوان دون وجود سيارة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.