استعرض عملاق بثّ خدمات الفيديو «نتفليكس»، أمس، بيانات توسعه في العالم للمرة الأولى، ما كشف النقاب عن اختلاف جوهري في سرعة النمو وحجم الإيرادات بين الولايات المتحدة، حيث نصف المشتركين في الخدمة، وبقية العالم.
وفي محاولة لطمأنة المستثمرين حول أدائه بعد تراجع سعر السهم 15% منذ شهر يوليو (تموز) الماضي، قدّمت «نتفليكس» صورة شاملة لعملياتها عبر العالم، خصوصاً في آسيا وأميركا اللاتينية وأوروبا والشرق الأوسط وهي مناطق تدفع النمو وتشهد ارتفاعاً سريعاً في عدد المشتركين.
ففي الأرباع الثلاثة الأولى من العام الحالي، أنتجت كل من أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا أكثر من ربع الإيرادات الإجمالية للشركة. وارتفعت قاعدة المشتركين بـ25% خلال هذه الفترة وحدها.
ويصل إجمالي المشتركين في خدمة «نتفليكس» عبر العالم إلى 158.4 مليون، بينهم 67.1 مليون في الولايات المتحدة وكندا، و47.4 مليون في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، و29.4 مليون في أميركا اللاتينية. أما في آسيا، فقد تضاعف عدد المشتركين بنسبة 210% منذ 2017، ليصل إلى 14.5 مليون مشترك في الربع الثالث من عام 2019.
إلا أن الاختلاف في سعر الاشتراك بين هذه المناطق وفي الولايات المتحدة يشكل تحدّياً بالنسبة إلى الشركة العملاقة. وتحقق الشركة متوسط دخل يبلغ 12.36 دولار شهرياً عن كل مشترك في الولايات المتحدة، فيما ينخفض هذا الرقم إلى 10.26 دولار في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، و9.31 دولار في آسيا، و8.21 دولار في أميركا اللاتينية.
ويتعيّن على الشركة تحديد توجهها في العام الجديد، لتفادي تراجع إيراداتها وانحدار قيمة أسهمها. فمن جهة، تواجه «نتفليكس» منافسة جديدة وعنيفة في الولايات المتحدة من شركات مثل «ديزني» و«آبل»، ما قد يؤدي إلى تراجع في عدد مشتركيها. ومن جهة أخرى، فإنها تواجه خطر فقدان عدد كبير من المشتركين في مناطق أوروبا والشرق الأوسط وآسيا في حال رفعت أسعار الاشتراك إلى المستويات الأميركية.
وقد رفعت «نتفليكس» أسعار الاشتراك في دول معينة في الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا ابتداءً من شهر أبريل (نيسان) الماضي بدولار أو اثنين وفقاً لنوع الاشتراك، وبرّرت ذلك بالحاجة إلى تمويل الإنتاج الجديد الخاص بالمناطق المذكورة. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت «نتفليكس» ستغامر برفع أسعار الاشتراك مرة أخرى، أم أنها ستلجأ لخيارات أخرى، كاقتراح اشتراكات سنوية بأسعار منخفضة، أو اشتراكات محدودة مثل تلك التي اقترحتها على مشتركي الهند بـ3 دولارات فقط لمحتوى يُبثّ عبر الهاتف المحمول فقط؟
أما التحدي الآخر الذي تواجهه الشركة خارج الولايات المتحدة فهو تهرّب المستخدمين من دفع أسعار الاشتراك. ووجدت «نتفليكس» أن المشتركين يستغلون فترة التجربة المجانية لمدة شهر، عبر الاشتراك بعناوين إلكترونية مختلفة، وإلغاء الاشتراك بعد الشهر الأول. وعالجت الشركة هذه الظاهرة عبر إلغاء فترات الاشتراك في عدد من الدول، مثلا الهند ودول في أميركا اللاتينية وأوروبا وكندا.
هل ترفع «نتفليكس» سعر اشتراكها في العام الجديد؟
بلغ عدد مشتركيها 158 مليوناً في 2019
هل ترفع «نتفليكس» سعر اشتراكها في العام الجديد؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة