تواصل الفنانة الكردية بفرين رشيد مسيرتها الفنية من مدينتها السليمانية في كردستان العراق، بعد عودتها من لندن قبل عام بعد أن هاجرت إليها عام 1999 مع عائلتها إلى بريطانيا. بفرين بدأت ومنذ العودة إلى وطنها بتدريس الأطفال الأكراد الرسم في إحدى مدارس مدينتها.
وقالت بفرين في لقاء مع «الشرق الأوسط»: «عندما وصلت إلى لندن كنت أمارس الرسم في المنزل، لأنني لم أكن أعرف هذه المدينة الكبيرة، وبعد مدة من الزمن وجدت معهدا للرسم المباشر في وسط لندن انضممت إليه».
وتجدر الإشارة إلى كثير من الأكراد تركوا كردستان العراق خلال القرن المنصرم وتوجهوا إلى أوروبا، بسبب الظروف القلقة لمنطقتهم آنذاك، إضافة إلى الحالة الاقتصادية الصعبة، والحروب، وكانت الفنانة التشكيلية بفرين وعائلتها واحدة من هؤلاء. وتضيف بفرين: «بدأت الدراسة هناك لمدة عامين، درست فيها تخطيط جسم الإنسان والألوان الزيتية، وشاركت في المعارض التي يقيمها المعهد في كل عام دراسي، أتذكر أنه في أحد المرات رسمت جسد امرأة بطريقة الكولاج، وحاز عملي على إعجاب أساتذة المعهد والطلبة». وتابعت: «بعد التخرج رأيت أنه من الضروري التفكير بالعودة إلى الوطن الذي اشتقت إليه، ومع استقرار الوضع في كردستان، حملنا حقائبنا وعدت إلى مدينتي الجميلة السليمانية، التي تحمل في طياتها الكثير من ذكريات الطفولة والشباب».
وعن فلسفتها في الرسم، قالت بفرين: «حقيقة فلسفتي هي إظهار جماليات المرأة، كما تعلمون المرأة كائن جميل، وهي التي تلون الكون بجمالها وخفة روحها، أما الرجل فقد حاز هو الآخر على مساحة واسعة في إنتاجي، فالرجل يعني الأب، وأنا أعتز بالأب المخلص لأطفاله، فمكانته لا تعوض بأي شيء».وأشارت بفرين إلى حبها للألوان النارية أكثر من كل الألوان الأخرى، مفضلة في حبها هذا اللون الأحمر، وقالت: «أحب الألوان النارية لأنها تجذب المشاهد، لكنني، أفضل من بينها اللون الأحمر، فهو مليء بالحرارة والجمال وهو لون العشق، لذا أفضله حتى في حياتي اليومية أيضا». أما عن طقوسها أثناء البدء بالرسم، فتقول بفرين: «أنا أختار الليل لإنجاز لوحاتي، فالليل يمتاز بالسكينة والهدوء، أدخل إلى مرسمي الصغير، بعد أن تنضج فكرة اللوحة في مخيلتي بالكامل، قبل البدء، أشغل موسيقى كلاسيكية أوروبية لأبدأ على أنغامها برقصة من صنع فرشاتي على اللوحة، فمن دون هذه الموسيقى لا أستطيع أن أرسم، الموسيقى لها معان كثيرة عندي، فهي مكملة للرسم».
وتشير بفرين إلى أنها ولدت في أسرة فنية «فعمي كان نحاتا، وجدتي كانت نحاتة، إذن في هذا الجو الفني ولدت أنا وعشقت الفن من الصغر، وأنا متواصلة في هذا المشوار».
وحول حبها للنحت، قالت بفرين: «أحببت النحت منذ وصولي إلى أوروبا، بفعل زيارة المتاحف، وإشباع عيني بمناظر التماثيل اليونانية، لذا بعد العودة للسليمانية بدأت بدراسة النحت على يد عدد من النحاتين الأكراد، وخصوصا الأستاذ جينر نزار، الذي يعلمني هذا الفن حاليا».
ولفتت بفرين إلى أن «الفن في إقليم كردستان يشهد حاليا تطورا سريعا، فهناك عدد كبير من الفنانين لكنهم توقفوا عن الإنتاج الفني بسبب نقص الدعم المادي، أما في أوروبا فهناك دعم مادي كبير للفنان من قبل كل الاتجاهات».
الفنانة الكردية بفرين رشيد: فلسفتي في الرسم إظهار جماليات المرأة
عادت إلى كردستان العراق بعد الهجرة إلى بريطانيا في نهاية التسعينات
الفنانة الكردية بفرين رشيد: فلسفتي في الرسم إظهار جماليات المرأة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة