تشهد بيروت حاليا «معرض الفن الإسلامي» بالشراكة بين «شركة سوليدير» و«جامعة لايدن» في هولندا، الذي يتيح التمتع بثراء وغنى مجموعات شرقية - إسلامية في حوزة لايدن، دون الحاجة للسفر إلى هولندا؛ حيث جلبت إلى بيروت أعمالا طبق الأصل وعالية الجودة من هذه المجموعات، تتضمن قطعا بديعة في فنون الخط والتصاوير والزخارف.
وتعرض تلك المختارات الجمالية بالإشارة إلى سياقها الثقافي التي ظهرت فيه، وتنقسم إلى 5 موضوعات: فن الخط، وصور لمكة المكرمة والمدينة المنوّرة، ومصغرات من الأعمال العلمية والشعرية، بالإضافة إلى تصميمات الزهور، والأشكال الهندسية؛ حيث تتجاور المختارات الزخرفية من المخطوطات مع نظائرها في العمارة الإسلامية لتبرز العلاقة المتداخلة القوية بين الفنون المختلفة.
ويركّز الموضوع الأول على إظهار المكانة الرفيعة التي يحتلها فن الخط بين الفنون الإسلامية، وبالدور المهم للكلمة والكتابة في الإسلام، ففي القرون الأولى، كان الخط الكوفي، وهو خط مستقيم ذو زوايا حادة، هو المفضل لكتابة القرآن الكريم، كما ذاع استخدامه لكتابة النقوش على جدران المباني الأثرية والعملات والأدوات الصغيرة، وبدءا من القرن العاشر، وضع الخطّاطون مجموعة قواعد لخط دائري تناسبي انبثقت منه خطوط أخرى مختلفة، ومنذ ذلك الحين، باتت الخطوط الدائرية المفضلة لكتابة القرآن؛ وذلك لسهولة قراءتها.
أمّا الموضوع الثاني فيسلط الضوء على أول الرسومات لمكة المكرمة والمدينة المنوّرة، وقد وجدت أقدم هذه الرسومات على سندات الحج، التي كانت بمثابة تذكار من شعائر الحج، كما جرت العادة كذلك على رسمهما في دليل الإرشادات للحجيج، لتوفير معلومات مفصلة عن المواقع المختلفة والأبنية والشعائر. كما توجد رسومات للمدينتين المقدستين على بعض البلاطات العثمانية التي وضعت في البيوت كتذكار من الحج أو تداخلت مع جدران الأبنية الدينية، كما نرى من خلال المعروضات.
في حين يبرز الموضوع الثالث فن المخطوطات العلمية؛ إذ تعد الكتب العلمية أول النصوص التي أحيتها المنمنمات، وكان الهدف من تلك التصاوير زيادة في توضيح النص، واتسعت الموضوعات التي أحيتها الرسومات، من علم النباتات والجغرافيا والفلك والرياضيات والطب إلى نصوص عن الحيوان والتدريبات العسكرية والفلسفة.
وفي الموضوع الرابع يضيء المعرض على متعة الرسم الذي أخذ حيزا هاما من الثقافة في العصر الإسلامي، وقد أدخلت الحياة على صفحات الشعر بمنمنمات تعرض صورا للاحتفال والصراع، للحب والشوق، للمعارك والصيد، وكان الخطاطون يتركون مساحات فارغة في النص للرسامين ليملؤها بأعمالهم بعد انتهائهم من الكتابة.
أما الموضوع الأخير فهو عالم الزخارف؛ إذ كانت المخطوطات في العالم الإسلامي تزخرف لأسباب عدة، إما لإضفاء الفخامة على المخطوطة أو لمساعدة القارئ على تصفح النص مع التركيز على بعض المناطق أو لمجرد أن تسر عين الناظرين.
ويستمر معرض الفن الإسلامي في أسواق بيروت لغاية 30 نوفمبر (تشرين الثاني) يوميا من الساعة الواحدة ظهرا حتى الساعة الثامنة مساء، ويشارك في الحدث متحدثتان من الضيوف القادمين من جامعة لايدن في هولندا، وهما كارين شيبر وهدى أبي فارس؛ حيث تقدمان المحاضرات الفنية وورش عملٍ.
«معرض الفن الإسلامي» يحط على وسط بيروت آتيا من هولندا
تحية لفنون الخط والزخرف كما المنمنمات والتصاوير
«معرض الفن الإسلامي» يحط على وسط بيروت آتيا من هولندا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة