أميركا متفائلة بشأن المحادثات حول دور تركيا ضد «داعش»

الأميرال كيربي المتحدث باسم البنتاغون: المباحثات مضت بصورة «جيدة جدا جدا»

وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)
وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)
TT

أميركا متفائلة بشأن المحادثات حول دور تركيا ضد «داعش»

وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)
وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس إن المحادثات بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن دور تركي محتمل في محاربة تنظيم «داعش» مضت بصورة «جيدة جدا جدا». لكن الوزارة رفضت التعليق على ما قد تقوم به تركيا فعلا. وقال الأميرال جون كيربي المتحدث باسم «البنتاغون» للصحافيين: «مضت المحادثات بصورة جيدة جدا جدا. ركزت على استطلاع طرق أخرى ومساهمات أخرى يمكن لتركيا المشاركة بها في ذلك». وأضاف: «نعتقد أن المحادثات كانت إيجابية.. أعتقد أن فريقنا يخرج بتقرير عام جيد هنا، لكنني لن أستبق الأمور بشأن ما قد تفعله تركيا أو لا تفعله».
وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم «البنتاغون» الأميرال جون كيربي إن مئات من عناصر تنظيم «داعش» قتلوا في غارات شنها طيران التحالف الدولي ضد مواقعهم في محيط بلدة عين العرب (كوباني) السورية. وكانت تركيا أشارت إلى أن قوات تقليدية لا يمكنها مواجهة قوات «داعش» غير التقليدية، وجددت رفضها إرسال قوات برية لإنقاذ المدنيين المحاصرين في مدينة كوباني السورية، ودعت في المقابل إلى استخدام قوى المعارضة السورية لمواجهة «داعش»، وقال وزير الشؤون الأوروبية التركي أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي ظهر أمس إن «القوات التقليدية ستجابه صعوبات في المواجهة مع قوات (داعش) غير التقليدية». ودعا فولكان بوزكير الدول الغربية إلى القيام بعملية مشتركة أو تدريب قوى المعارضة في تركيا وإرسالها لمواجهة قوات «داعش» غير التقليدية. وكانت مجموعة من الملثمين تظاهروا في حي «أوك ميداني» بوسط إسطنبول أول من أمس؛ ضد تنظيم «داعش» وعدم تدخل الحكومة التركية وتقديم المساعدات اللازمة لمدينة كوباني (عين العرب) الكردية شمال سوريا. وذكرت محطة «إن تي في» الإخبارية التركية، أمس، أن اشتباكات اندلعت بين قوات الشرطة والمتظاهرين الذين استخدموا قنابل المولوتوف والألعاب النارية مقابل استخدام الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه فيما استمرت المطاردات في الشوارع الرئيسة والفرعية حتى الساعات الأولى من فجر أمس.
وفي سياق متصل، اندلعت اشتباكات في بلدة «نصيبين» التابعة لمدينة ماردين بجنوب البلاد بين المتظاهرين من أنصار حزب «الشعوب الديمقراطية» الكردي، والوحدة العسكرية المرابطة على الحدود مع سوريا؛ على أثر مطالبتهم بعبور الحدود للالتحاق بصفوف المقاتلين الأكراد في كوباني، ومواجهة مقاتلي «داعش» الذين يحاولون احتلال المدينة، ولكن تمكن أفراد الوحدة العسكرية من إبعاد المتظاهرين باستخدامهم قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.