صواريخ على قاعدة لقوات أميركية في العراق

TT

صواريخ على قاعدة لقوات أميركية في العراق

أعلن الجيش العراقي في بيان، أن خمسة صواريخ سقطت، أمس، داخل قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار غرب العراق التي توجد فيها قوات أميركية. وأضاف البيان، أن الهجوم لم يسفر عن سقوط أي مصابين، من دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل.
إلى ذلك، نفت قيادة العمليات المشتركة في الجيش العراقي دخول قوات أميركية إلى العراق من سوريا، فيما استأنف تنظيم داعش شن هجمات في مناطق عراقية «رخوة»، لا سيما في الموصل وديالى.
وقال الناطق باسم العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، في تصريح صحافي أمس، إن «الحديث عن تجوال القوات الأميركية وتنقلها من سوريا إلى العراق عارٍ عن الصحة»، وأوضح أن «القوات الأميركية الموجودة في العراق مهمتها تقديم الدعم اللوجيستي والخدمات والتدريب، والحاجة لها أحياناً لتنفيذ ضربات جوية فقط».
وأعلنت قيادة عمليات نينوى في «الحشد الشعبي» أن هجوماً استهدف قاطع الحضر، جنوب الموصل، مساء أول من أمس «كان يهدف لفتح ثغرة ليؤثر على بلدات جنوب نينوى وشمال غربي صلاح الدين، فضلاً عن قطع الطريق العام». وأكدت صد قواتها «التعرض الكبير»، مشيرة إلى أن «الاشتباكات استمرت بضع ساعات.
وأوضحت أن قوات {الحشد} استخدمت الهاونات الثقيلة والمتوسطة من عياري 120 و82 ملم، فضلاً عن أسلحة الاشتباك المباشر، إضافة إلى الاستفادة من دور كاميرات الرؤية الليلية. وكان قضاء الحضر قد تحرر بالكامل من سيطرة «داعش» في أبريل (نيسان) 2017.
ويرى الخبير الأمني فاضل أبو رغيف أن «لتنظيم داعش مجسات سياسية، فهو ينظر إلى الوضع السياسي، ويتصرف في ضوء ذلك، ويتدخل في حال احتقان الوضع السياسي»، مبيناً أنه «ينتهز ذلك بطريقة واضحة لصالحه، وبالتالي فإنه يحاول إعادة تأهيل ولاياته وقواطعه من خلال عبد الله قرداش، والي العراق في التنظيم».
وأضاف أبو رغيف أن «التنظيم ماضٍ قدماً في غرب نينوى ومناطق شمال تكريت ومناطق أقصى غرب الأنبار، حيث يحاول أن يعيد تنظيم صفوفه»، وأوضح أن «الأجهزة الأمنية والاستخباراتية العراقية ماضية في تفكيك كل ما لديه من مخططات، والدليل أن الأجهزة الاستخباراتية منذ أسبوع حتى الآن فككت أكثر من 4 مجاميع كانت تروم تنفيذ عمليات إرهابية عدة، عند تخوم بغداد حتى داخل بعض المدن الأكثر اكتظاظاً بالسكان».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.