حمدوك إلى واشنطن آملاً في رفع العقوبات عن السودان

حمدوك إلى واشنطن آملاً  في رفع العقوبات عن السودان
TT

حمدوك إلى واشنطن آملاً في رفع العقوبات عن السودان

حمدوك إلى واشنطن آملاً  في رفع العقوبات عن السودان

بدأ رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، أمس، زيارة إلى واشنطن تدوم ستة أيام، يجري خلالها محادثات مع مسؤولين أميركيين تتركز حول السعي لرفع العقوبات المفروضة على بلاده. وتوقعت مصادر أن يلتقي حمدوك بالرئيس الأميركي دونالد ترمب، عقب عودته من لندن، التي يحضر بها اجتماعات قادة حلف شمال الأطلسي، كما يلتقي رئيس البنك الدولي والمدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي لمراجعة قضية رفع العقوبات.
واستبق حمدوك زيارته بالتحذير، من أن العقوبات الأميركية المفروضة على السودان تسرع بانهيار البلاد، وأن هذا قد يحوّل السودان إلى دولة فاشلة، حسبما أفاد في تصريحات لصحيفة «إندبندنت» البريطانية. وحثّ حمدوك الولايات المتحدة على اتخاذ إجراء فوري لإلغاء تصنيف السودان دولة راعية للإرهاب. ويرافق حمدوك في زيارته للولايات المتحدة وزراء الخارجية والعدل والدفاع والرياضة في حكومته.
كانت واشنطن قد رفعت بعض العقوبات التجارية المفروضة على السودان في أكتوبر (تشرين الأول) 2017، أثناء حكم الرئيس السابق عمر البشير، في إطار التقدم المحرز في مكافحة الإرهاب والسماح بوصول إمدادات الإغاثة الإنسانية في المناطق المتضررة. لكن على الرغم من الثورة التي أدت إلى الإطاحة بالبشير في أبريل (نيسان) الماضي، فإن قائمة الإرهاب والقيود المتعلقة بمنطقة دارفور التي مزقتها الحرب لا تزال سارية، ما أدى إلى تعثر الاقتصاد السوداني.
وصنفت الولايات المتحدة، السودان، دولة راعية للإرهاب في عام 1993 في عهد البشير، الذي وجهت إليه المحكمة الجنائية الدولية تهمة الإبادة الجماعية، كما كان قد أثار غضب الدول الغربية لاستضافته الإرهابيين مثل أسامة بن لادن في التسعينات من القرن الماضي.
ومع تحسن العلاقات، بدأت واشنطن إجراءات رسمية لشطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في يناير (كانون الثاني) 2017. لكن تم تعليق هذا عندما اندلعت الاحتجاجات الجماهيرية في السودان العام الماضي. وفي نهاية المطاف، أجبرت الثورة في السودان، الجيش، على إبرام اتفاق لتقاسم السلطة مع المدنيين، وخلال الأعوام الثلاثة المقبلة، سيشرف مجلس أعلى مكون من 11 عضواً على حكم البلاد برئاسة قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، إلى جانب خمسة مدنيين من بينهم قيادي مسيحي لأول مرة بالسودان على مدى نصف قرن، ويتولى حمدوك الحكومة المدنية.
وعلى الرغم من الإشادة بهذه التغييرات، فإن الولايات المتحدة لم تغير موقفها بعد بشأن استمرار إدراج السودان في قائمتها السوداء، الأمر الذي تسبب في تقييد حركة الاقتصاد السوداني، ما جعل من المستحيل على الشركات التعامل بالدولار مع البنوك الأجنبية أو الحصول على قروض من المؤسسات الدولية.
واشتكى المسؤولون السودانيون مراراً من بطء الاستجابة من جانب الحكومات الغربية بشأن مسألة العقوبات، وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أعرب حمدوك عن توقعه حدوث تقدم كبير، لكن لم يتغير شيء حتى الآن.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».