أصوات «غامضة» قد تساعد في التنبؤ بالأعاصير

إعصار يضرب ولاية أوكلاهوما الأميركية (أرشيف- رويترز)
إعصار يضرب ولاية أوكلاهوما الأميركية (أرشيف- رويترز)
TT

أصوات «غامضة» قد تساعد في التنبؤ بالأعاصير

إعصار يضرب ولاية أوكلاهوما الأميركية (أرشيف- رويترز)
إعصار يضرب ولاية أوكلاهوما الأميركية (أرشيف- رويترز)

يقول باحثون إن الأصوات الغامضة التي تسبق حدوث الأعاصير يمكن أن تستخدم في يوم من الأيام للتنبؤ بموعد ومكان حدوث هذه الكوارث الطبيعية.
وعادة ما تنبعث عن العواصف بعض الأصوات قبل أن تتشكل الأعاصير، لكن الإشارات التي تقل عن 20 هرتز تعتبر أقل من الصوت الذي يمكن للبشر سماعه. والأمر الذي يسبب هذا الهذيان كان أيضا موضعا للتساؤل من قبل العلماء، بحسب تقرير لصحيفة «الغارديان» البريطانية.
وقال الباحثون إنهم وجدوا بعض أسباب حدوث هذه الأصوات، واعتبروا أنها عامل مهم في تسخير المعرفة لتحسين التحذيرات من الأعاصير.
وقال الدكتور برايان إلبينغ، من جامعة ولاية أوكلاهوما الأميركية، وهو جزء من فريق البحث: «الاحتمالات الثلاثة لحدوث هذه الأصوات هي التذبذبات الأساسية في الإعصار، الاسترخاء في الضغط، وتأثيرات الحرارة الكامنة». وتابع: «تعتبر جميع هذه الأمور مجرد احتمالات، لأن ما رأيناه هو أن الإشارة تحدث قبل أن يلمس الإعصار الأرض، وتستمر بعد حصول الإعصار وتختفي بعد انتهائه بقليل».
وعُرف صوت التردد المنخفض الذي تنتجه الأعاصير منذ عدة عقود، لكن إلبينغ قال إن هناك مشكلة كبيرة تتمثل في عدم فهم الأسباب التي تسبب الأصوات، والصعوبات التي تحول دون فصلها عن الإعصار وجوانب أخرى من الطقس.
وقد شهد هذا الموضوع اهتماماً متجدداً في السنوات الأخيرة، حيث قال إلبينغ إنه يمكن أن يكون مفيداً بشكل خاص للمناطق الجبلية مثل «ديكسي آليي»، التي تمتد من تكساس إلى ولاية كارولينا الشمالية، وحيث تحدث معظم الوفيات جراء الأعاصير.
وتتضمن الآلة المستخدمة من قبل الفريق لرصد الأصوات ميكروفوناً قادراً على التقاط أصوات منخفضة التردد موضوع داخل قبة تحتوي على أربع فتحات، كل منها متصل بخرطوم. ويتم وضع ثلاث من هذه القباب في مثلث متساوي الأضلاع، على بعد 60 متراً عن بعضها البعض.
ويقول الفريق إن هذه التقنية تسمح لهم بتصفية الأصوات من الرياح العادية والتعرّف على الاتجاه الذي يسلكه الإعصار، بينما تقدم الإشارة نفسها فكرة عن حجم الإعصار: تردد 1 هرتز يشير إلى إعصار كبير جداً، بينما يشير تردد 10 هرتز إلى إمكانية حدوث إعصار صغير.
وفي أحدث أعمالهم، أبلغ إلبينغ وزملاؤه عن حالة في أوكلاهوما تمكنوا خلالها من التقاط أدلة صوتية قبل ثماني دقائق من تكوين الإعصار، مع اكتشاف إشارة واضحة قبل أربع دقائق من وصوله إلى الأرض. ويقولون إن هذا مهم لأن الإعصار لم يلتقطه الرادار.
وقال إلبينغ: «هناك أدلة على أن مقدار المهلة قبل الإعصار يعتمد على حجم الإعصار»، مضيفاً أنه تم اكتشاف أصوات منخفضة التردد لمدة تصل إلى ساعتين قبل أن يتشكل إعصار. وتابع: «إن هذا الإعصار الذي اكتشفناه كان صغيراً للغاية، ولم يصدر أي تحذير بشأنه... ولهذا السبب فإن التحذير ولو قبل مدة أربع دقائق يعد خطوة كبيرة».
بدوره، قال الدكتور هارولد بروكس، خبير الأعاصير في الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي والذي لم يشارك في البحث، إن هناك العديد من الأسئلة التي يجب الإجابة عليها قبل اتباع هذا النهج، بما في ذلك ما إذا كانت جميع الأعاصير تصدر مثل هذه الأصوات أم لا.


مقالات ذات صلة

94 قتيلاً جراء الإعصار «تشيدو» في موزمبيق

أفريقيا ارتفاع عدد القتلى بسبب الإعصار «تشيدو» في موزمبيق إلى 94 شخصاً (أ.ف.ب)

94 قتيلاً جراء الإعصار «تشيدو» في موزمبيق

ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية»، اليوم (الأحد)، نقلاً عن «وكالة إدارة الكوارث» في موزمبيق، أن عدد القتلى؛ بسبب الإعصار «تشيدو» في البلاد ارتفع إلى 94 شخصاً.

«الشرق الأوسط» (مابوتو)
العالم شابّة تسير وسط الدمار بمنطقة مبويوغو في مايوت (أ.ب)

مايوت... أفقر أقاليم فرنسا تجهد لمحو آثار الإعصار المدمّر

بعد أسبوع من أسوأ إعصار يضربها منذ نحو قرن، لا تزال جزيرة مايوت الفرنسية الفقيرة الواقعة في المحيط الهندي تجهد لإحصاء عدد القتلى واستعادة الخدمات الأساسية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)

ماكرون لسكان مايوت الغاضبين: لولا فرنسا لكان الوضع أسوأ

انتقد سكان غاضبون في أحد أحياء جزيرة مايوت، المتضرّرة من إعصار «تشيدو»، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكنه رد عليهم بأن الوضع كان من الممكن أن يكون «أسوأ».

«الشرق الأوسط» (مامودزو)
أميركا اللاتينية انقطاع التيار الكهربائي في هافانا بعدما ضرب الإعصار أوسكار مساء الأحد كوبا (د.ب.أ)

إعصار «أوسكار» يودي بحياة ما لا يقل عن 6 أشخاص في كوبا

 أعلن الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل أمس (الاثنين) وفاة ما لا يقل عن 6 أشخاص بعدما ضرب إعصار «أوسكار» شرق كوبا.

«الشرق الأوسط» (هافانا)
العالم صورة ملتقطة عبر الأقمار الصناعية بواسطة الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي لإعصار أوسكار (أ.ب)

الإعصار أوسكار يصل إلى اليابسة في جزر البهاما

قال المركز الوطني الأميركي للأعاصير، اليوم الأحد، إن الإعصار أوسكار وصل إلى اليابسة في جزيرة إيناجوا الكبرى؛ إحدى جزر البهاما.

«الشرق الأوسط» (ميامي )

مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
TT

مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية

في سابقة جديدة، تسعى من خلالها وزارة الثقافة المصرية إلى تكريس «تقدير رموز مصر الإبداعية» ستُطلق النسخة الأولى من «يوم الثقافة»، التي من المقرر أن تشهد احتفاءً خاصاً بالفنانين المصريين الذي رحلوا عن عالمنا خلال العام الماضي.

ووفق وزارة الثقافة المصرية، فإن الاحتفالية ستُقام، مساء الأربعاء المقبل، على المسرح الكبير في دار الأوبرا، من إخراج الفنان خالد جلال، وتتضمّن تكريم أسماء عددٍ من الرموز الفنية والثقافية الراحلة خلال 2024، التي أثرت الساحة المصرية بأعمالها الخالدة، من بينهم الفنان حسن يوسف، والفنان مصطفى فهمي، والكاتب والمخرج بشير الديك، والفنان أحمد عدوية، والفنان نبيل الحلفاوي، والشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، والفنان صلاح السعدني، والفنان التشكيلي حلمي التوني.

أحمد عدوية (حساب نجله محمد في فيسبوك)

وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري في تصريحات الأحد، إن الاحتفال بيوم الثقافة جاء ليكون مناسبة وطنية تكرم صُنّاع الهوية الثقافية المصرية، مشيراً إلى أن «هذا اليوم سيُعبِّر عن الثقافة بمعناها الأوسع والأشمل».

وأوضح الوزير أن «اختيار النقابات الفنية ولجان المجلس الأعلى للثقافة للمكرمين تم بناءً على مسيرتهم المميزة وإسهاماتهم في ترسيخ الهوية الفكرية والإبداعية لمصر». كما أشار إلى أن الدولة المصرية تهدف إلى أن يُصبح يوم الثقافة تقليداً سنوياً يُبرز إنجازات المتميزين من أبناء الوطن، ويحتفي بالرموز الفكرية والإبداعية التي تركت أثراً عظيماً في تاريخ الثقافة المصرية.

وفي شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، رحل الفنان المصري الكبير صلاح السعدني، الذي اشتهر بلقب «عمدة الدراما المصرية»، عن عمر ناهز 81 عاماً، وقدم الفنان الراحل المولود في محافظة المنوفية (دلتا مصر) عام 1943 أكثر من 200 عمل فني.

صلاح السعدني (أرشيفية)

كما ودّعت مصر في شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2024 كذلك الفنان التشكيلي الكبير حلمي التوني عن عمر ناهز 90 عاماً، بعد رحلة طويلة مفعمة بالبهجة والحب، مُخلفاً حالة من الحزن في الوسط التشكيلي والثقافي المصري، فقد تميَّز التوني الحاصل على جوائز عربية وعالمية عدّة، بـ«اشتباكه» مع التراث المصري ومفرداته وقيمه ورموزه، واشتهر برسم عالم المرأة، الذي عدّه «عالماً لا ينفصل عن عالم الحب».

وفي وقت لاحق من العام نفسه، غيّب الموت الفنان المصري حسن يوسف الذي كان أحد أبرز الوجوه السينمائية في حقبتي الستينات والسبعينات عن عمر ناهز 90 عاماً. وبدأ يوسف المُلقب بـ«الولد الشقي» والمولود في القاهرة عام 1934، مشواره الفني من «المسرح القومي» ومنه إلى السينما التي قدم خلالها عدداً كبيراً من الأعمال من بينها «الخطايا»، و«الباب المفتوح»، و«للرجال فقط»، و«الشياطين الثلاثة»، و«مطلوب أرملة»، و«شاطئ المرح»، و«السيرك»، و«الزواج على الطريقة الحديثة»، و«فتاة الاستعراض»، و«7 أيام في الجنة»، و«كفاني يا قلب».

الفنان حسن يوسف وزوجته شمس البارودي (صفحة شمس على فيسبوك)

وعقب وفاة حسن يوسف بساعات رحل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً بعد صراع مع المرض.

وجدّدت وفاة الفنان نبيل الحلفاوي في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الحزن في الوسط الفني، فقد رحل بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

السيناريست المصري بشير الديك (وزارة الثقافة)

وطوى عام 2024 صفحته الأخيرة برحيل الكاتب والمخرج بشير الديك، إثر صراع مع المرض شهدته أيامه الأخيرة، بالإضافة إلى رحيل «أيقونة» الأغنية الشعبية المصرية أحمد عدوية، قبيل نهاية العام.