«حماس» تسلم اليوم ردها المكتوب على الانتخابات

موافقة الحركة تقرب إجراءها... والقدس لا تزال العقدة

TT

«حماس» تسلم اليوم ردها المكتوب على الانتخابات

عاد رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر إلى قطاع غزة، أمس، على أن يتسلم اليوم رد «حركة حماس» المكتوب على دعوة الرئيس محمود عباس من أجل إجراء انتخابات عامة في الأراضي الفلسطينية.
وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية، استئناف مشاوراتها للاتفاق على إجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية.
وقالت اللجنة، في بيان صحافي، إن رئيسها حنا ناصر توجه، على رأس وفد من أعضائها، إلى قطاع غزة، على أن يلتقي ممثلي الفصائل الثلاثاء.
وأكدت اللجنة أن توجه وفدها إلى غزة يستهدف «استكمال المشاورات التي توقفت إثر العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، فيما يخص إجراء الانتخابات العامة المزمعة». وتوقفت المشاورات قبل نحو أسبوعين عند طلب الرئيس عباس من حماس ردا مكتوبا على دعوته لإجراء الانتخابات بعدما تلقى ردودا من الفصائل الأخرى.
وكان عباس أبلغ الفصائل الفلسطينية رفضه عقد أي اجتماع قيادي قبل إصداره مرسوما للانتخابات العامة في ورقة توضيحية نقلها رئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر إلى مسؤولي الفصائل في قطاع غزة، ووافق عباس على الاجتماع فقط بعد إصداره المرسوم واشترط أن يكون مرسوم الانتخابات بالتتابع، أي أن تجري الانتخابات التشريعية أولا ثم الرئاسية في مواعيد متباعدة.
واشترط عباس أن تكون الانتخابات وفق نظام التمثيل النسبي فقط. وطلب عباس ردا خطيا من «حماس» على إعلانها الموافقة على ذلك. وأكد مسؤولون في «حماس» أن رد الحركة المكتوب جاهز يتضمن الموافقة على إجراء الانتخابات التشريعية ثم الرئاسية بما لا يزيد على ثلاثة أشهر.
ونقل الموقع الإلكتروني الرسمي للحركة عن عضو المكتب السياسي خليل الحية، قوله، إن رد الحركة المكتوب كان من المفترض أن يُسلم يوم 12 من الشهر الجاري «إلا أن التصعيد الإسرائيلي الأخير على غزة أعاق تسليمه إلى لجنة الانتخابات».
كما أكد نائب رئيس «حركة حماس» صالح العاروري، أن الرد على ورقة الرئيس محمود عباس حول الانتخابات جاهز ويتضمن جملة محددات بشأن الانتخابات أهمها مشاركة القدس فيها وانتخابات تشريعية ورئاسية. وقال العاروري إن الفصائل متفقة على ضرورة إصدار مرسوم أو مرسومين بتواريخ محددة لكل انتخابات. وأضاف «نحن جاهزون للمضي قُدماً نحو انتخابات نزيهة، وأن (حركة حماس) لن تكون حجر عثرة أمام أي انتخابات نزيهة والمصلحة الوطنية أن تجري انتخابات حرة ونزيهة ومجلس تشريعي».
ومع موافقة «حماس» تصبح الانتخابات أقرب من أي وقت مضى إذ تم تجاوز أي نقاط خلافية متعلقة بمرجعية الانتخابات.
وقال عزام الأحمد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لـ«حركة فتح» إن اللجنة التنفيذية بحثت موضوع الانتخابات الذي يهدف إلى دعم الجبهة الداخلية. وأضاف أنه «فور تسلم الورقة الخطية من (حماس) سيتم التشاور لتحديد موعد الانتخابات التشريعية التي ستعقبها الانتخابات الرئاسية بعد عدة أشهر». وأردف «أن اللجنة التنفيذية والمركزية والفصائل في حركة دائمة لبحث موضوع الانتخابات».
لكن إجراء الانتخابات لا يتعلق فقط بموافقة «حماس». ويريد عباس كما قال إجراء الانتخابات في القدس كذلك وهي مسألة أكثر تعقيدا. وترفض إسرائيل أي نشاط فيه ممارسة «سيادة فلسطينية» في القدس الشرقية باعتبار القدس بشقيها عاصمة لإسرائيل.
وقال عباس الأسبوع الماضي إنه لن تكون هناك انتخابات إذا لم تجر في القدس أو غزة إلى جانب الضفة الغربية. وشدد عباس على ضرورة إجراء الانتخابات لأنها تحمي «وجودنا وقضيتنا» قائلا إنه قرر إجراء انتخابات تشريعية ثم رئاسية لكن بشرط أن تجري في القدس وقطاع غزة والضفة. وقال الرئيس: «يجب أن تعقد في غزة والقدس، ودون ذلك لن تكون». وأكدت «حماس» أيضا والفصائل أنهم لن يقبلوا بانتخابات لن تجري في القدس.
وخاطبت السلطة وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وأميركا اللاتينية وأستراليا ونيوزيلندا والهند وباكستان وجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى الأمم المتحدة، من أجل الضغط على إسرائيل كي توافق على إجراء الانتخابات في القدس، لكنها لم تتلق أي موافقة حول إجراء الانتخابات في القدس.
وقبل أيام قليلة اعتقلت إسرائيل محافظ القدس وأغلقت 3 مؤسسات فلسطينية، بسبب أنها تمارس السيادة في المدينة التي تقول إسرائيل إنها عاصمة أبدية لها وينادي بها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم العتيدة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.