حملة توعية بمراكب نيلية لمناهضة «العنف ضد المرأة» في مصر

بشعارات تدعو لتعليم البنات و«رفض الختان»

المراكب الشراعية
المراكب الشراعية
TT

حملة توعية بمراكب نيلية لمناهضة «العنف ضد المرأة» في مصر

المراكب الشراعية
المراكب الشراعية

أطلقت مصر، مساء أول من أمس، حملة «مراكب النيل» لمناهضة العنف ضد المرأة، بالتعاون مع سفارة السويد بالقاهرة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبالتزامن مع قرب إطلاق حملة دولية لمناهضة العنف ضد المرأة خلال 16 يوما.
وقال يان تيسليف، سفير السويد لدى القاهرة، في كلمته خلال حفل إطلاق الحملة، إن «البحارة يبحثون عن ميناء يشعرون فيه بالأمان، ونحن من خلال هذه الحملة نحاول اليوم خلق هذا الميناء»، مشيرا إلى أن «الأنشطة التي سيتم تنظيمها على مدار الستة عشر يوما المقبلة تذكرنا بالحاجة لمراجعة تعريف العنف المبني على الجنس، بكل صوره النفسية والبدنية والجنسية، والممارسات المؤذية مثل الزواج المبكر وختان الإناث، وجرائم الشرف، وحتى العنف السيبراني الذي يقع الكثيرون ضحايا له».
وخلال الحملة من المنتظر أن يجوب 16 مركبا شراعيا نهر النيل على مدار ستة عشر يوما حاملا شعارات مثل «تعليم البنت حماية ليها»، و«ختان البنات جريمة يعاقب عليها القانون»، و«احميها من الختان»، و«ختان البنت مش عفة ولا طهارة»، إضافة إلى شعار التاء المربوطة «سر قوتك».
ويرى الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» على هامش الاحتفال، أن «مثل هذه الحملات تخاطب الأجيال الجديدة، وهي بمثابة وقفة للتذكير بهذه القضية»، مشيرا إلى أن «العنف (الجندري) ظاهرة ثقافية، تتناقله الأجيال؛ لذلك لا بد من العمل على تغيير الثقافة عبر حملات توعية مستمرة للأجيال الجديدة، إضافة إلى تحقيق المساواة القانونية، وتغيير التفسيرات الدينية الرجعية التي تبرر العنف، وعدم تبرير العنف في وسائل الإعلام وفِي السينما، فلا يمكن لمجتمع أو أمة أن تنهض ونصفه مقهور».
وتستهدف الحملة الحد من ظاهرة الختان وتتماشى مع استراتيجيات وخطط عمل أطلقتها مصر في السنوات الأخيرة، من بينها الاستراتيجية الوطنية للقضاء على العنف ضد المرأة، والاستراتيجية الوطنية لمناهضة ختان الإناث.
وأعلنت وزارة الصحة المصرية العام الماضي، تراجع نسبة ختان الإناث في الفئة العمرية من 15 - 17 سنة من 74 في المائة عام 2008 إلى 61 في المائة عام 2014. وتحتل مصر المرتبة الرابعة على مستوى العالم في ختان الإناث؛ وفقا لتقرير منظمة اليونيسيف لعام 2018، بنسبة 91 في المائة.
الدكتورة مايا مرسي، رئيس المجلس القومي للمرأة في مصر، أكدت أن «نجاح أي خطوات لوقف العنف ضد المرأة لن يتم دون إرادة سياسية»، وقالت: «لدينا اليوم إرادة سياسية مصممة على دعم المرأة، ونحن اليوم في العصر الذهبي للمرأة، وهذه فرصتنا لنيل حقوقنا»، وحول فكرة الحملة، قالت مرسي إن «النيل هو الحياة بالنسبة لمصر، وانطلاق الحملة في مجرى النيل يحمل معاني من بينها أن هذه الخطوات تشكل حياتنا ومستقبلنا».
من جانبها، قالت رنده أبو الحُسن، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمصر، إن «هذه الحملة تأتي اتساقا مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة التي تمس المرأة في جميع جوانبها»، مشيرة إلى أن «الحملة محاولة لوقف جميع أشكال الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة»، ومشيدة بالخطوات التي اتخذتها مصر في هذا الصدد.
وحملة الـ16 يوما من النشاط لمناهضة العنف ضد المرأة هي مبادرة عالمية، تتكرر كل عام في الفترة من 25 نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، وحتى 10 ديسمبر (كانون الأول)، وهو يوم حقوق الإنسان، تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة، وشعارها اللون البرتقالي الذي يمثل مستقبل أكثر إشراقاً للنساء.
وأوضح السفير السويدي، أن «حملة الستة عشر يوما لمناهضة العنف ضد المرأة هي حملة دولية بدأتها الحركات النسائية قبل 28 سنة»، مشيرا إلى أن «هذه الظاهرة تحتاج إلى مجتمع قوي وشجاع لمواجهتها، خاصة أنها تنمو في الجذور، وغالبية صور العنف تحدث في الخفاء في المنازل والمدارس وداخل العائلات».
وأكد تيسليف أن «مكافحة العنف ضد المرأة تتطلب إحداث تغيير فكري، وجعل المجتمع ينظر له باعتباره تصرفا إجراميا، وهذا ليس أمرا سهلا، لكن ذلك لن يوقفنا ويجب أن نواصل العمل للحد من صور العنف ضد المرأة».
وقال صادق إن «الحملة الدولية لمناهضة العنف ضد المرأة بدأت بداية التسعينات بهدف تسليط الضوء على هذه الظاهرة العالمية»، مشيرا إلى أن «المؤشر العالمي لقياس الفجوة الجندرية وضع الدول الإسكندنافية في المراكز العشرة الأولى، بينما احتلت مصر المركز الـ137 في مؤشر العنف ضد المرأة المبني على 4 محاور؛ اقتصاد، وصحة، وتعليم، ومشاركة سياسية».


مقالات ذات صلة

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك من اليسار: القلب السليم مقابل القلب المصاب بالرجفان الأذيني (غيتي)

تتبُع الرجفان الأذيني باستخدام ساعة ذكية؟ تجنّبْ هذا الفخ

يعاني الملايين من الأميركيين من الرجفان الأذيني - وهو اضطراب سريع وغير منتظم في إيقاع القلب يزيد من خطر المضاعفات القلبية الوعائية، بما في ذلك السكتة الدماغية

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)

الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

أفادت دراسة أميركية بأن تصميم الأحياء السكنية يُمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستوى النشاط البدني للأفراد، خصوصاً المشي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.