غوتيريش يطالب بالتحقيق في قتل إسرائيل عائلة من 8 أفراد في غزة

تلاميذ في مدرسة بدير البلح يحملون صورة زميلهم معاذ أبو ملحوس (7 أعوام) الذي قُتل مع 7 آخرين من أفراد عائلته بضربة إسرائيلية على منزلهم في قطاع غزة قبل أيام (أ.ف.ب)
تلاميذ في مدرسة بدير البلح يحملون صورة زميلهم معاذ أبو ملحوس (7 أعوام) الذي قُتل مع 7 آخرين من أفراد عائلته بضربة إسرائيلية على منزلهم في قطاع غزة قبل أيام (أ.ف.ب)
TT

غوتيريش يطالب بالتحقيق في قتل إسرائيل عائلة من 8 أفراد في غزة

تلاميذ في مدرسة بدير البلح يحملون صورة زميلهم معاذ أبو ملحوس (7 أعوام) الذي قُتل مع 7 آخرين من أفراد عائلته بضربة إسرائيلية على منزلهم في قطاع غزة قبل أيام (أ.ف.ب)
تلاميذ في مدرسة بدير البلح يحملون صورة زميلهم معاذ أبو ملحوس (7 أعوام) الذي قُتل مع 7 آخرين من أفراد عائلته بضربة إسرائيلية على منزلهم في قطاع غزة قبل أيام (أ.ف.ب)

طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل بالتحرك العاجل لإجراء تحقيق في ظروف قتل الجيش الإسرائيلي 8 فلسطينيين من عائلة واحدة في قطاع غزة جراء غارة جوية الأسبوع الماضي.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام، فرحان حق، أمس، خلال إحاطة إعلامية بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، إن غوتيريش «يدين أي هجمات تستهدف المدنيين، وإن مقتل العائلة الفلسطينية يعد مأساة». وأضاف: «يطالب الأمين العام إسرائيل بالتحرك العاجل لإجراء تحقيق».
وطلب غوتيريش جاء بعد يوم من إعلان الجيش الإسرائيلي أنه يدقق «في ملابسات مقتل أبناء عائلة السواركة في دير البلح بقطاع غزة، إثر غارة إسرائيلية فجر الخميس». وقتلت إسرائيل 8 من عائلة السواركة وهم: رسمي سالم أبو ملحوس (45 عاماً)، ويسرى محمد أبو ملحوس (39 عاماً)، ومريم سالم أبو ملحوس (35 عاماً)، ووسيم محمد سالم أبو ملحوس (12 عاماً)، ومهند رسمي سالم أبو ملحوس (13 عاماً)، ومعاذ محمد سالم أبو ملحوس (7 أعوام)، وفارس محمد سالم أبو ملحوس وسالم محمد سالم أبو ملحوس (4 أعوام). كما أصيب عشرة آخرون غالبيتهم أطفال.
وقالت الطفلة نور السواركة (12 عاماً) وهي الناجية الوحيدة إن أهلها كانوا نياماً في إحدى الغرف فيما كانت بعيدة ومستيقظة قبل أن ترى نوراً أحمر وانفجارات.
وشرحت: «طلعت أجري بسرعة من الدار، وما قدرت أصحّي أهلي من النوم، ووقفت في أرض قرب الدار، خايفة وبعيّط (أبكي)، وبعد قليل رجعت ولم أجد الدار. كان هناك حفرة كبيرة فقط، وكل أغراض الدار متناثرة وأهلي تحت الأرض».
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن هذه الغارة نفذت بسبب كون منزل العائلة مدرجاً في «بنك أهداف» قديم، دون أن يتم التدقيق من جديد في هوية سكانه.
وتعقيباً، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إنه «تم استهداف بنى تحتية للإرهاب تابعة للجهاد الإسلامي، وإن المعلومات التي كانت متوافرة ساعة تنفيذ الغارة لم تشر إلى تواجد مدنيين عزل في المبنى المذكور».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.