40 جريحاً خلال مواجهات «مسيرات العودة» في غزة

جيش الاحتلال يعتدي على مشاركين في مظاهرة مناهضة للاستيطان في الضفة

شاب فلسطيني خلال مواجهة ضد جنود إسرائيليين في كفر قدوم بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
شاب فلسطيني خلال مواجهة ضد جنود إسرائيليين في كفر قدوم بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
TT

40 جريحاً خلال مواجهات «مسيرات العودة» في غزة

شاب فلسطيني خلال مواجهة ضد جنود إسرائيليين في كفر قدوم بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
شاب فلسطيني خلال مواجهة ضد جنود إسرائيليين في كفر قدوم بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)

مع إصابة أكثر من 40 فلسطينياً جراء إطلاق قناصة الاحتلال الإسرائيلي الرصاص المباشر على مسيرات العودة الأسبوعية، أمس (الجمعة)، نشر مركز بحوث ورصد في رام الله تقريراً عن ممارسات الاحتلال في شهر أكتوبر (تشرين الأول)، يبين أن حصيلة القمع الإسرائيلي بلغت 3 قتلى و470 جريحاً و410 معتقلين، في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال التقرير الشهري لمركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله، أمس (الجمعة)، إن قطاع غزة تلقى أقسى الضربات التي طالت السكان، إذ إن 66 في المائة من الإصابات وقعت فيه، بينما تلقت الضفة الغربية أقسى ضربات الاستيطان والتهويد، حيث تم إقرار بناء نحو 2500 وحدة استيطانية.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت إصابة 38 مواطناً بنيران الاحتلال خلال مسيرات العودة وكسر الحصار على حدود قطاع غزة، بينها 16 إصابة بالرصاص الحي. وأكد شهود أن آلاف المتظاهرين تدفقوا للمشاركة في الجمعة 82 لـ«مسيرات العودة» على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، بناء على دعوة «الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار». ورفع المشاركون شعارات تؤكد استمرار المسيرات لحين تحقيق أهدافها. ونشر جيش الاحتلال مزيداً من آلياته مقابل مخيمات العودة، إضافة إلى عدد كبير من القناصة. وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز صوب عدد من المشاركين الذين أشعلوا إطارات سيارات مقابل مخيمي العودة برفح وخان يونس و3 نقاط أخرى على الحدود.
في الضفة الغربية، أصيب عشرات المواطنين والمتضامنين الأجانب بالاختناق بعد اعتداء جيش الاحتلال على مسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ 16 عاماً. وأفادت مصادر محلية بأن عدداً كبيراً من المواطنين خرج بعد صلاة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب صوب البوابة التي تغلق الشارع الرئيسي، فاعتدى عليهم جنود الاحتلال باستخدام قنابل الغاز، ثم استخدموا الرصاص الحي خلال اقتحامهم البلدة، في حين تصدى لهم الشبان بالحجارة ومنعوا تقدمهم وكشفوا أكمنة نصبها الجنود في أحد المنازل المهجورة وفوق قمة جبل مطل على القرية.
وأكد المشاركون في المسيرة استمرارهم بها حتى تحقيق أهدافها رغم إجراءات الاحتلال المتصاعدة بحق أبناء البلدة؛ سواء بتصعيد وتيرة القمع أو بتضييق الخناق على المزارعين لمنعهم من الوصول إلى أراضيهم لقطف الزيتون.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس أيضاً، مدينة الخليل وبلدة حلحول في المحافظة وفتشت عدة منازل فيهما، في حين كانت محروسة ومعززة بآليات عسكرية وعشرات جنود الاحتلال.
وكما جرت العادة، قام مستوطنون باعتداءات منظمة على الفلسطينيين، أمس، فأعطبوا إطارات عشرات المركبات، وخطوا شعارات عنصرية في بلدة حزما شرق مدينة القدس المحتلة. وأفاد رئيس البلدية مسلم أبو حلو بأن المستوطنين تسللوا في ساعات الليل إلى منطقة طبلاس المحاذية للشارع الرئيسي للبلدة، وأعطبوا إطارات أكثر من 20 مركبة تعود للمواطنين من حزما، وخطوا شعارات عنصرية عليها وعلى جدران عدد من المنازل. ثم أقدم مستوطنون على تكسير أشجار زيتون في قرية أم صفا شمال غربي مدينة رام الله.
وأصيبت امرأة فلسطينية برصاصة مطاطية في الرأس، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت مساء أول من أمس (الخميس)، بلدة العيساوية في القدس المحتلة، واعتقلت نجلها. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اعتقلت الفتى أمير كريم حويح، خلال مواجهات في محيط مسجد الأربعين وسط العيساوية، وأصابت والدته برصاصة مطاطية في الرأس، نقلت على أثرها إلى مستشفى «هداسا» لتلقي العلاج.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».