مواسم الحفلات لا تزال بخير في لبنان

الأطفال على موعد مع استعراض «أليس في بلاد العجائب» ابتداء من 27 ديسمبر المقبل
الأطفال على موعد مع استعراض «أليس في بلاد العجائب» ابتداء من 27 ديسمبر المقبل
TT

مواسم الحفلات لا تزال بخير في لبنان

الأطفال على موعد مع استعراض «أليس في بلاد العجائب» ابتداء من 27 ديسمبر المقبل
الأطفال على موعد مع استعراض «أليس في بلاد العجائب» ابتداء من 27 ديسمبر المقبل

لم يتذكر اللبنانيون في الأيام الأولى لانطلاق المظاهرات الاحتجاجية في مختلف المناطق حجوزات مسبقة قاموا بها لحضور حفلات فنية معينة. وبعد أن طال وقت الثورة لتتجاوز الأسبوع، تنبهوا إلى أنّهم بصدد خسارة مبالغ دفعوها سلفاً لحضور حفلات فنية، كانت غالبيتها ستجري في كازينو لبنان. ولعلّ هواة حضور الأعمال الفنية الخاصة برقص الباليه كانوا أول من سارع للاستفهام عن مصير سعر البطاقات التي حجزوها لمشاهدة عرض «بحيرة البجع» لفريق «موسكو باليه» الروسي. فهذا العرض الذي كانت مقررة إقامته على مدى 3 أيام متتالية في 1 و2 و3 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرفت المظاهرات مجرياته على الأرض، فتم إلغاؤه. وعندما اتصل اللبنانيون بمراكز الحجز لهذه الحفلة للاستطلاع عن موعد بدء ردّ ثمن البطاقات، جاء الرد واضحاً أنه؛ ابتداء من الأربعاء 6 من الشهر الحالي بادِروا إلى إرجاع المال لمن يرغب في ذلك من اللبنانيين أصحاب هذه الحجوزات.
وما لبث القيمون على هذا الحفل أن أعلنوا عن تأجيل عرض «بحيرة البجع» الروسي إلى 6 و7 و8 ديسمبر المقبل. وكان حفلان آخران قد أُجّلا إلى موعد آخر لم يعلن عنه بعد. أحدهما للموسيقي طوني مخول، الذي كان من المنتظر أن يقدمه أيضاً على مسرح كازينو لبنان في 24 أكتوبر (تشرين الأول)، وحفل آخر لهشام حداد وناصيف زيتون كان مقرراً في 2 نوفمبر الحالي.
وفيما أُلغيت حفلات، وأُجّلت أخرى، فإنّ أجندة الأعمال الفنية الباقية منها، والموزعة على أشهر السنة، ابتداء من 21 نوفمبر الحالي، مع حفلة «فونتانا» لشركة «سيرك لبنان»، وأخرى تنطلق مع شهر أعياد الميلاد ورأس السنة، في ديسمبر المقبل، ما زالت على حالها، ولم تجر عليها أي تغييرات.
«نأمل أن تكون الحلول للأزمة التي يمر بها لبنان حالياً، قد طبقت إلى حين وصول شهر ديسمبر المقبل». يقول أمين أبي ياغي، متعهد عدة حفلات فنية ستقام على مسرح كازينو لبنان ابتداء من الشهر المذكور. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «الموسم المقبل من أعياد رأس السنة، وعيدي الحب والأمهات، يتضمن بدوره حفلات فنية غربية، وعلى المستوى الذي تعودنا عليه في هذه المناسبات. وحتى الساعة لم يجر إلغاء أي من هذه الحفلات التي بدأنا الإعلان عنها مؤخراً. كما أنّ الحجوزات لها ستبدأ في شهر ديسمبر بدلاً من نوفمبر الجاري، بعد أن تم تأجيلها لنحو 30 يوماً عن موعدها السابق».
ومن المقرر أن نشاهد على مدى الأشهر المقبلة استعراضات فنية راقصة، وأخرى غنائية على مسرح كازينو لبنان، لشركة «ستار سيستم» لصاحبها أمين أبي ياغي، وبينها «أليس في بلد العجائب» المقرر تقديمه من 27 ديسمبر 2019، إلى 4 يناير (كانون الثاني) 2020. وكذلك حفلة للموسيقي العالمي ريتشارد كلايدرمن في مناسبة عيد الحب، في فبراير (شباط) المقبل، وأخرى للمغني كريس دي بيرغ في 28 و29 مارس (آذار) المقبل، إضافة إلى حفلة واحدة لفريق «ماميا» العالمي في شهر أبريل (نيسان) 2020.
وبذلك، لم تؤثر الاحتجاجات الشعبية الجارية في لبنان على أوضاع الحفلات المقررة في الموسم المقبل، وهي بالتالي لم تكبد متعهديها خسارات تذكر. وهو عكس ما حصل في يوليو (تموز) من عام 2006 عندما تكبد أصحاب حفلات الصيف خسارات قدّرت بمئات آلاف الدولارات. فموسم الصيف من تلك السنة كان غنياً بحفلات يصل عددها إلى نحو 100 حفلة، من ضمن عروض مهرجانات فنية مقررة. «تلك الفترة لا يمكن مقارنتها بتاتاً بالفترة الحالية، ولا سيما أن عدد الحفلات المرتقبة لا يتجاوز أصابع اليدين». يوضح أبي ياغي، في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»، واصفاً تلك المرحلة بأنّها شكلت خسارة كبيرة على هذا الصعيد في لبنان.
وعلى عكس أوضاع الحفلات الفنية، التي لم يشكل إلغاؤها أو تأجيلها فرقاً كبيراً على متعهديها، فإن عدداً كبيراً من حفلات الأعراس، التي كان من المقرر إقامتها في لبنان، وتم إلغاؤها بسبب الأوضاع غير المستقرة في البلاد، كبّد متعهديها خسارات هائلة لا يمكن تعويضها، كما يوضح أبي ياغي. «هي حفلات زفاف ضخمة كان ينوي سياح عرب ومغتربون ولبنانيون إقامتها في لبنان، يحييها عدد من نجوم الفن. لكنّها ألغيت بمجملها، وفي لحظات قليلة، لأن مواعيدها آنية، وكانت تلي بداية الاحتجاجات الشعبية بأيام قليلة».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.