لم يتذكر اللبنانيون في الأيام الأولى لانطلاق المظاهرات الاحتجاجية في مختلف المناطق حجوزات مسبقة قاموا بها لحضور حفلات فنية معينة. وبعد أن طال وقت الثورة لتتجاوز الأسبوع، تنبهوا إلى أنّهم بصدد خسارة مبالغ دفعوها سلفاً لحضور حفلات فنية، كانت غالبيتها ستجري في كازينو لبنان. ولعلّ هواة حضور الأعمال الفنية الخاصة برقص الباليه كانوا أول من سارع للاستفهام عن مصير سعر البطاقات التي حجزوها لمشاهدة عرض «بحيرة البجع» لفريق «موسكو باليه» الروسي. فهذا العرض الذي كانت مقررة إقامته على مدى 3 أيام متتالية في 1 و2 و3 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرفت المظاهرات مجرياته على الأرض، فتم إلغاؤه. وعندما اتصل اللبنانيون بمراكز الحجز لهذه الحفلة للاستطلاع عن موعد بدء ردّ ثمن البطاقات، جاء الرد واضحاً أنه؛ ابتداء من الأربعاء 6 من الشهر الحالي بادِروا إلى إرجاع المال لمن يرغب في ذلك من اللبنانيين أصحاب هذه الحجوزات.
وما لبث القيمون على هذا الحفل أن أعلنوا عن تأجيل عرض «بحيرة البجع» الروسي إلى 6 و7 و8 ديسمبر المقبل. وكان حفلان آخران قد أُجّلا إلى موعد آخر لم يعلن عنه بعد. أحدهما للموسيقي طوني مخول، الذي كان من المنتظر أن يقدمه أيضاً على مسرح كازينو لبنان في 24 أكتوبر (تشرين الأول)، وحفل آخر لهشام حداد وناصيف زيتون كان مقرراً في 2 نوفمبر الحالي.
وفيما أُلغيت حفلات، وأُجّلت أخرى، فإنّ أجندة الأعمال الفنية الباقية منها، والموزعة على أشهر السنة، ابتداء من 21 نوفمبر الحالي، مع حفلة «فونتانا» لشركة «سيرك لبنان»، وأخرى تنطلق مع شهر أعياد الميلاد ورأس السنة، في ديسمبر المقبل، ما زالت على حالها، ولم تجر عليها أي تغييرات.
«نأمل أن تكون الحلول للأزمة التي يمر بها لبنان حالياً، قد طبقت إلى حين وصول شهر ديسمبر المقبل». يقول أمين أبي ياغي، متعهد عدة حفلات فنية ستقام على مسرح كازينو لبنان ابتداء من الشهر المذكور. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «الموسم المقبل من أعياد رأس السنة، وعيدي الحب والأمهات، يتضمن بدوره حفلات فنية غربية، وعلى المستوى الذي تعودنا عليه في هذه المناسبات. وحتى الساعة لم يجر إلغاء أي من هذه الحفلات التي بدأنا الإعلان عنها مؤخراً. كما أنّ الحجوزات لها ستبدأ في شهر ديسمبر بدلاً من نوفمبر الجاري، بعد أن تم تأجيلها لنحو 30 يوماً عن موعدها السابق».
ومن المقرر أن نشاهد على مدى الأشهر المقبلة استعراضات فنية راقصة، وأخرى غنائية على مسرح كازينو لبنان، لشركة «ستار سيستم» لصاحبها أمين أبي ياغي، وبينها «أليس في بلد العجائب» المقرر تقديمه من 27 ديسمبر 2019، إلى 4 يناير (كانون الثاني) 2020. وكذلك حفلة للموسيقي العالمي ريتشارد كلايدرمن في مناسبة عيد الحب، في فبراير (شباط) المقبل، وأخرى للمغني كريس دي بيرغ في 28 و29 مارس (آذار) المقبل، إضافة إلى حفلة واحدة لفريق «ماميا» العالمي في شهر أبريل (نيسان) 2020.
وبذلك، لم تؤثر الاحتجاجات الشعبية الجارية في لبنان على أوضاع الحفلات المقررة في الموسم المقبل، وهي بالتالي لم تكبد متعهديها خسارات تذكر. وهو عكس ما حصل في يوليو (تموز) من عام 2006 عندما تكبد أصحاب حفلات الصيف خسارات قدّرت بمئات آلاف الدولارات. فموسم الصيف من تلك السنة كان غنياً بحفلات يصل عددها إلى نحو 100 حفلة، من ضمن عروض مهرجانات فنية مقررة. «تلك الفترة لا يمكن مقارنتها بتاتاً بالفترة الحالية، ولا سيما أن عدد الحفلات المرتقبة لا يتجاوز أصابع اليدين». يوضح أبي ياغي، في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»، واصفاً تلك المرحلة بأنّها شكلت خسارة كبيرة على هذا الصعيد في لبنان.
وعلى عكس أوضاع الحفلات الفنية، التي لم يشكل إلغاؤها أو تأجيلها فرقاً كبيراً على متعهديها، فإن عدداً كبيراً من حفلات الأعراس، التي كان من المقرر إقامتها في لبنان، وتم إلغاؤها بسبب الأوضاع غير المستقرة في البلاد، كبّد متعهديها خسارات هائلة لا يمكن تعويضها، كما يوضح أبي ياغي. «هي حفلات زفاف ضخمة كان ينوي سياح عرب ومغتربون ولبنانيون إقامتها في لبنان، يحييها عدد من نجوم الفن. لكنّها ألغيت بمجملها، وفي لحظات قليلة، لأن مواعيدها آنية، وكانت تلي بداية الاحتجاجات الشعبية بأيام قليلة».
مواسم الحفلات لا تزال بخير في لبنان
مواسم الحفلات لا تزال بخير في لبنان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة