ماري تيريز معلوف: لا تهمني البطولة المطلقة وأطمح لتقديم الأفضل

تصف دورها في «عروس بيروت» بالنقلة النوعية

تؤدي الممثلة ماري تيريز معلوف دور رنا في «عروس بيروت»
تؤدي الممثلة ماري تيريز معلوف دور رنا في «عروس بيروت»
TT

ماري تيريز معلوف: لا تهمني البطولة المطلقة وأطمح لتقديم الأفضل

تؤدي الممثلة ماري تيريز معلوف دور رنا في «عروس بيروت»
تؤدي الممثلة ماري تيريز معلوف دور رنا في «عروس بيروت»

قالت الممثلة ماري تيريز معلوف بأن دورها في مسلسل «عروس بيروت» يشكل نقلة نوعية في مشوارها الفني. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «العمل ككل كان رائعا بجميع عناصره من منتج ومخرج وكاتب. حتى أن محطتي «إم بي سي» و«إل بي سي آي» اللتين تعرضانه ساهمتا في إلقاء الضوء على بنيته وفريق عمله كونهما من المحطات التلفزيونية الرائدة في لبنان والعالم العربي».
وتحقق ماري تيريز معلوف في تجسيدها دور (رنا) في العمل المذكور شهرة واسعة بعد أن حصدت انتشارا في لبنان والعالم أجمع، «في الحقيقة تفاجأت بهذا الكم من التعليقات الإيجابية التي تردني عبر حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف أنحاء العالم. وعندما سافرت أخيراً إلى السويد كانت الجاليات العربية هناك تثني على المسلسل ككل وعلى الدور الذي أقدمه فيه».
سبق وشاركت ماري تيريز معلوف في أكثر من مسلسل لبناني ولكنها في «عروس بيروت» برزت موهبتها التمثيلية بشكل واضح. وقدمها العمل في إطار يختلف عن سابقيه مسلطا الضوء على ممثلة محترفة نالت الفرصة المواتية لإثبات جدارتها.
«لا شك بأن مشاركتي في هذا العمل كانت لها نكهة مختلفة وجمعت فيها كل خبراتي التمثيلية السابقة، ولا أزال أطمح إلى تقديم الأفضل في عالم ترتكز فيه خياراتي على الدقة». وتتابع في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح بأني لا أطل كثيرا في أعمال مكثفة ولكني حرصت منذ بداياتي على دراسة أي خطوة أقوم بها في هذا الإطار كي لا أقع في المحظور».
وعن كيفية تحضيرها لدورها في «عروس بيروت» تقول: «في الحقيقة لم أكن أملك الوقت الكافي بداية للتحضير له كما يجب. فاختياري لتقمص الدور جاء بسرعة بعدما كان مقررا أن تؤديه ممثلة أخرى اعتذرت عن تقديمه في اللحظة الأخيرة. ولكني شكّلت فكرة واضحة عن طبيعة الشخصية التي ألعبها وركزت على خطوطها العريضة كونها امرأة هادئة وتحتفظ بمعاناتها في داخلها. وبعدها وأثناء التصوير رحت أكوّن فكرة واضحة عنها من خلال قراءاتي الكثيفة للنص».
وماري تيريز المتزوجة حديثا ولم ترزق بعد بالأولاد تشير إلى أن حس الأمومة المرهف الذي تحلّت به في مشاهد تجمعها مع ابنها في العمل وضمن عدد كبير من الحلقات كان تلقائيا وربما خزّنته من علاقتها الوطيدة مع ابن أخيها في حياتها العادية.
وتصف ماري تيريز معلوف طاقم العمل بالرائع والذي يسود أداؤه انسجاما كبيرا. «الجميع كان يتحلى بالعفوية والطبيعية كما أن عين المخرج الثاقبة لعبت دورا كبيرا في تحويلنا جميعا أبطالا للعمل. فكنا نشعر بالراحة وبالمحبة تجاه بعضنا من دون استثناء وهذا الأمر ينعكس إيجابا على أي عمل درامي ويمكن أن يلمسه المشاهد مباشرة».
وعما تحمل لها هذه التجربة من مسؤولية خصوصا أنها تقف فيها أمام ممثلين نجوم أمثال تقلا شمعون وظافر العابدين ترد: «شعور بالرهبة كان يتملكني كلما فكرت بأني سأقف أمام قامة فنية كبيرة لديها تاريخ طويل وغني كالممثلة تقلا شمعون. فهنا المسؤولية تكون مزدوجة وتتطلب مني إضافة إلى أداء ممتاز جهدا لأجاري هذه القامة الفنية كي أستطيع تأليف ثنائي ناجح معها. وكنا على فكرة نتحدث سويا عن المشاهد التي تجمعنا قبل موعد التصوير ونحضر لها معا بحماس».
وعن الممثل ظافر العابدين تقول: «هو إنسان رائع ويستحق لقب «جنتلمان الشاشة العربية». فهو ورغم مهارته في التمثيل والشهرة الواسعة التي يتمتع بها، بقي متسلحا بالتواضع ومتعاونا مع الممثلين بمحبة مما يرخي أجواء الراحة على من يشاركه التمثيل».
تتابع ماري تيريز معلوف أداءها في «عروس بيروت» الذي تستعد للمشاركة في جزئه الثاني حلقة بحلقة وتقول: «يهمني أن أكتشف أخطائي وكذلك المشاهد التي أديتها كما هو مطلوب. فكل ذلك يساهم في تطوير موهبتي التمثيلية». وعن نقاط الشبه التي تجمع بينها وبين شخصية رنا التي تجسدها تقول: «هي تشبهني بهدوئها وبصبرها الطويل فأنا أتمتع بهما في شخصيتي الطبيعية».
وتصف معلوف «عروس بيروت» أنه بمثابة إنتاج ممتاز قد يساهم كغيره من أعمال الدراما المشتركة إلى فتح أبواب الفرص على مصراعيها أمام الممثل اللبناني «لا شك بأن الدراما اللبنانية تعيش حاليا نهضة واسعة كما أن الممثل اللبناني باتت مشاركته مطلوبة في الأعمال المختلطة. و«عروس بيروت» هو واحد من أعمال الدراما المشتركة الذي نأمل أن يفتح أمامنا فرص تمثيل أكبر وتجارب درامية مشابهة وعلى المستوى المطلوب».
وعن كيفية خياراتها لأعمالها المقبلة تقول: «لطالما كنت أدقق في خياراتي وبأهمية الدور الذي سألعبه. فإذا شعرت بأنه لن يضيف إلى مسيرتي كنت أرفضه من دون تردد، وهو أمر سأثابر على اتباعه في أعمالي المقبلة. فلقد كنا قلقين بشأن ردّ فعل المشاهد تجاه تجربة درامية سبق وقدمت بنسخة عالمية. إلا أنها حققت النجاح المطلوب أسوة بتجارب فرنسية وإسبانية وأوروبية غيرها اتبعت نفس الأسلوب بعد أن حولت مسلسلات أجنبية إلى نسخات محكية بلغتها الأم. وأكثر ما ركزت عليه في دوري هو جوانب الشخصية التي أقدمها وسياق حبكتها في النص وإلى أين ستصل في النهاية. وكل ذلك يعني لي الكثير على صعيد خياراتي التمثيلية إذ يهمني أن لا تمر الشخصية التي أقدمها مرور الكرام». وعما إذا صارت اليوم تفكر بتقديم بطولة مطلقة في عمل ما تقول: «لا تهمني البطولة المطلقة بل الدور الجميل الذي يترك أثره الإيجابي على المشاهد ويحفر في ذاكرته. وأحيانا كثيرة تشكل البطولة الثانية في عمل ما محورا أساسيا له ومساحة انتشار أكبر من البطولة الرئيسية».
وعن رأيها في الأعمال المسرحية والسينمائية اللبنانية تقول: «لا يزال مشوارنا طويلا في هذين المجالين رغم تحقيقنا قفزات جيدة جدا في عالم صناعة الأفلام المحلية والتي وصل بينها للترشح إلى جوائز عالمية. ولكن ينقصنا الدعم المادي والمعنوي لحمل تجاربنا هذه إلى المستوى المطلوب، فيدخل لبنان على خارطة الصناعة السينمائية في العالم.
أما بالنسبة للمسرح فالتقدم في مجاله لا يزال خجولا وبعض أعماله المعروضة في الآونة الأخيرة ضعيفة لا تتناسب مع تطلعات جيل مثقف يهوى المسرح. وبرأيي يجب دعم هذين المجالين كي تكبر المنافسة بين الأعمال وتشكل حافزا لتطورها».


مقالات ذات صلة

«لا تُرد ولا تُستبدل»... دراما مصرية ترصد قضية التبرع بالأعضاء

يوميات الشرق من كواليس تصوير المسلسل (حساب صدقي صخر على «فيسبوك»)

«لا تُرد ولا تُستبدل»... دراما مصرية ترصد قضية التبرع بالأعضاء

يناقش المسلسل المصري «لا تُرد ولا تُستبدل» مشاكل اجتماعية عدة مرتبطة بمرض الفشل الكلوي وصعوبة العثور على متبرعين.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

في 2025 استعادت منصات البثّ بعضاً من تألّقها، بفضل مسلسلات شكّلت مفاجأة للجمهور والنقّاد. اخترنا لكم 7 من بين الأفضل.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق شريف سلامة وهنادي مهنا في لقطة من مسلسل «سنجل ماذر فاذر» (إم بي سي)

«سنجل ماذر فاذر»... كوميديا عائلية عن التعايش بعد الانفصال

بعد 8 سنوات من الزواج، يقرر كل من «شريف» -الذي يقوم بدوره شريف سلامة- و«سلمى» -ريهام عبد الغفور- الانفصال، أملاً في فرصة ثانية لبدء حياة جديدة.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)

طارق الأمير يرحل بعد بصمات مميزة رغم قلة الظهور

غيّب الموت الفنان المصري، طارق الأمير، الأربعاء، بعد مشوار فني قدم خلاله العديد من الأدوار اللافتة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة هند رستم وابنتها بسنت رضا (خاص لـ«الشرق الأوسط»)

«هنومة»... مسلسل عن هند رستم يجدد أزمات دراما السيرة الذاتية

جدد الحديث عن صناعة عمل فني يتناول سيرة الفنانة المصرية الراحلة هند رستم بعنوان «هنومة»، أزمات دراما «السير الذاتية».

داليا ماهر (القاهرة )

مي كساب: أعوّض غيابي عن الحفلات بالغناء في السينما

 مي كساب تعوض ظهورها في الحفلات بالغناء في السينما (الشرق الأوسط)
مي كساب تعوض ظهورها في الحفلات بالغناء في السينما (الشرق الأوسط)
TT

مي كساب: أعوّض غيابي عن الحفلات بالغناء في السينما

 مي كساب تعوض ظهورها في الحفلات بالغناء في السينما (الشرق الأوسط)
مي كساب تعوض ظهورها في الحفلات بالغناء في السينما (الشرق الأوسط)

عن وجهة نظري قالت المطربة المصرية مي كساب إنها ترفع القبعة لكل مطرب يواصل نجاحه اعتماداً على نفسه، في ظل غياب بعض المؤسسات وشركات الإنتاج الكبرى التي كانت تتولى التخطيط للخطوات الفنية للمطربين. وأكدت، في حوار مع «الشرق الأوسط»، أنها تعمل حالياً على ألبومها الغنائي الجديد، إلا أن صعوبة العثور على مفردات جديدة وحكايات مختلفة للأغنيات تعرقل جهودها.

وأشارت إلى أنها باتت تجد تعويضاً، كونها مطربة، بتقديم أغنيات عبر أدوارها الفنية، مشيرة إلى أنها بدأت مطربة تقدم أدواراً في التمثيل، لكنها تحولت إلى ممثلة تقدم أغنيات، لظروف الغناء من جهة، ولكونها زوجة وأماً لـ3 أطفال من جهة أخرى.

تقول مي أنها تحولت إلى ممثلة تغني وليس مطربة تمثل مثلما بدأت (الشرق الأوسط)

ورغم أنها لم تطرح ألبومات جديدة في الآونة الأخيرة، ولم تُشارك في حفلات غنائية، فإن الأغنية التي طرحتها هذا الصيف عبر قناتها على «يوتيوب» «هتعيشوا من غير رجالة» أثارت جدلاً كبيراً، وقد قدمتها من خلال فيلم «آخر رجل في العالم» الذي لم يعرض بمصر، لكن الأغنية حققت نجاحاً لافتاً. وهي من تأليف وألحان عزيز الشافعي، وتوزيع أحمد وحيد كينج، وتقول كساب عنها: «الأغنية جذبتني كثيراً، وهي مستمدة من فكرة فيلم (آخر رجل في العالم) الذي يطرح سؤالاً ماذا سيحدث لو أن الرجال اختفوا من العالم، والفيلم يجمعني بالفنان أحمد فتحي، ولم يعرض بمصر بل عُرض عربياً فقط، لمشكلة واجهت شركة الإنتاج، وسيعرض قريباً بإحدى المنصات، وكان من المتفق عليه مع شركة الإنتاج أن أصور الأغنية لكن لم يحدث، فصورت لها فيديو أنا وزوجي المطرب أوكا، وطرحتها عبر قناتي على (يوتيوب) ثم طرحت فيديو تسويقياً آخر على (تيك توك)، لأن التفاعل مع الأغنيات عبر هذه المنصة كبير جدّاً».

وتباينت ردود الأفعال، كما توضح ضاحكة: «كانت هناك ردود أفعال كبيرة بين مؤيد ومعارض للفكرة؛ فبعض السيدات قلن إنه من الممكن جداً العيش من دون الرجل، بينما قام آخرون بصناعة (كوميكس) على الأغنية، وحدثت أزمة وجدال بين النساء والرجال. لكنني أوضحت للنساء أن الرجل، مثل الزواج، أمر لا بد منه، وليس من الضروري أن تُعبر كل أغنية أقدمها عن وجهة نظري الشخصية».

وتعترف مي كساب بأنها تجد صعوبة في اختياراتها الغنائية، قائلة: «أنا صعبة المراس في اختيار الكلمات، وهو ما يؤخرني أحياناً، لأنني أشعر بأن معظم الموضوعات قد استُهلكت واستُنزفت؛ لذلك أبحث كثيراً عن أفكار لم يسبق التطرق إليها، وأحياناً يكون لديَّ موضوع أو حالة عشتها ولمستني، فأطرحها على صديقين من الشعراء هما حسن عطية ومحمد عاطف، وأحياناً يكتبان لي أغنيات من تلقاء نفسيهما. الأهم بالنسبة لي أن تدخل الأغنية إلى منطقة مختلفة وبمفردات جديدة، ولذلك أقول: كان الله في عون الشعراء الذين أتعاون معهم»، على حد تعبيرها.

الفنانة المصرية مي كساب (الشرق الأوسط)

وهذا ما ينطبق كذلك على اختيارها للألحان: «أكون أصعب ومقياسي في قبول اللحن أن أحفظه بسهولة، فهذا معناه أنه سينجح، وأتذكر نصيحة سعيد إمام، بأن أؤدي الأغنية الجديدة بصوتي لأعرف هل سأحبها أم لا، ومن وقتها حين أسمع لحناً جديداً أجربه بصوتي أولاً».

وتُبرر غيابها عن الحفلات قائلة: «الغناء يحتاج إلى تركيز كبير وعدم الانشغال بغيره مثلما يفعل عمرو دياب وأحمد سعد وأنغام وغيرهم، الذين اختاروا أن يكون تركيزهم في الغناء فقط، ووضعوا أنفسهم في هذه الدائرة، وأنا برغبتي لم أضع نفسي فيها، لأن طاقتي محدودة وسط انشغالي بأطفالي ومساعدتهم في الدراسة، لكنني أرفع القبعة تقديراً لكل مطرب يواصل نجاحه معتمداً على نفسه ومجهوداته الفردية، في غياب بعض المؤسسات والمنتجين الكبار».

مي كساب تعترف بصعوبة العمل في مجال الغناء (الشرق الأوسط)

وتضيف قائلة: «لقد تحولت إلى ممثلة تغني، وليس مطربة تُمثل مثلما بدأت، ولم يعد الغناء مصدر رزقي الأساسي، بل بتنا ننفق عليه».

وتلفت إلى أنها منذ فترة قررت تقديم أغنية في كل فيلم أو مسلسل تقدمه: «لشعوري بأنني مقصرة في الغناء رغماً عني، أقدِّم أغنيات في أعمالي، مثلما قدمت في فيلم (آخر رجل في العالم)، وفي فيلم (ذعر)، ويشاركني بطولتهما الفنان أحمد فتحي، في رابع فيلم يجمعنا، فأحمد صديق لدرجة الأخوة، وحينما يجد دوراً جديداً يلائمني يرشحني له، وبيننا تفاهم كبير».


سليم الترك لـ «الشرق الأوسط» : هيفاء وهبي مُلهمتي الأولى

تألقت هيفاء وهبي في مجموعة إطلالات مختلفة (حسابها على {إنستغرام})
تألقت هيفاء وهبي في مجموعة إطلالات مختلفة (حسابها على {إنستغرام})
TT

سليم الترك لـ «الشرق الأوسط» : هيفاء وهبي مُلهمتي الأولى

تألقت هيفاء وهبي في مجموعة إطلالات مختلفة (حسابها على {إنستغرام})
تألقت هيفاء وهبي في مجموعة إطلالات مختلفة (حسابها على {إنستغرام})

عندما يتعلّق الأمر بعمل يجمع بين المخرج سليم الترك والفنانة هيفاء وهبي، يترقّب الجمهور النتيجة بحماسٍ لافتٍ. فمنذ أول فيديو كليب جمعهما في أغنية «أقول أهواك» وُلدت بينهما صداقة، انعكست تناغماً واضحاً على تعاونهما الفني، واستمر هذا الانسجام حتى اليوم.

وأخيراً، وقّع الترك إخراج أغنية وهبي الجديدة «سوبر وومان» مستعيناً بالذكاء الاصطناعي لتنفيذ ما يصفه بـ«خلطته السرّية». وهي مقاربة إبداعية تعتمد على عنصر الدهشة بأسلوب بصري مبهر، يترك أثراً إيجابياً لدى المشاهد. والأغنية من كلمات أحمد علاء الدين وألحان أحمد البرازيلي.

يستهل سليم الترك حديثه عن هيفاء واصفاً إياها بأنها «أجمل امرأة في العالم»، ويضيف: «هي امرأة كلّ الأزمنة، ولن تتكرّر. صداقتنا تعود إلى سنوات طويلة، والثقة هي عنوانها. أذكر جيداً أول تعاون جمعنا في (أقول أهواك) يومها قلبنا صفحة وفتحنا أخرى في عالم صناعة الكليبات».

ويعترف الترك بأن هيفاء وهبي ليست مجرد امرأة ذكية، بل تشكّل نموذجاً للاحتراف والجدّية في العمل.

يؤكد الترك أن هيفاء وهبي تبتعد في أعمالها الغنائية عن السطحية (حسابها على {إنستغرام})

وعن كيفية ولادة كليب «سوبر وومان»، يروي لـ«الشرق الأوسط»: «هيفاء وضعت الخطوط العريضة للكليب، واقترحت الأفكار التي تدور في ذهنها. هذه القاعدة نعتمدها عادة في كل تعاون بيننا. بعد ذلك أقوم بترتيب الفكرة على طريقتي، وأطعّمها بما هو غير متوقّع. أحياناً تنتقد هذا الجزء، وأحياناً يعجبها. لكن ما يهمّها في النهاية هو النتيجة، حتى لو لم تجذبها الفكرة من الوهلة الأولى».

ومنذ اللحظات الأولى للكليب، يأخذنا الترك في رحلة خيالية ممتعة. يترجم من خلالها مضمون الأغنية التي تتناول قلّة الوفاء. وتحثّ على استخلاص العِبر من التجارب القاسية. فالخذلان، حين يأتي من أقرب المقرّبين، لا يجب أن يكون سبباً للانكسار، بل دافع للقوة والصلابة. درسٌ يحوّل المرأة إلى «سوبر وومان» لا يكسرها الزمن ولا تهزمها الخيبات.

ويستطرد سليم الترك متحدثاً عن كيفية توظيفه الذكاء الاصطناعي في الكليب، قائلاً: «لم نقدم على هذه الخطوة من باب تقليد شخصية المرأة الخارقة «سوبر وومان». لم نركّب لهيفاء أجنحةً، ولم نلبسها الرداء الأحمر والأزرق المرتبط بالصورة النمطية. خرجنا من هذا الصندوق المستهلك، ووجّهنا الأنظار نحو مشاهد تواكب كلمات العمل ومضمونه».

ويتابع: «هيفاء تجسّد في الكليب شخصية امرأة تعرّضت لأذى كبير من محيطها، هدفه خيانتها وتحطيمها. الرهان لم يكن فقط على العنصر البصري، بل على المفهوم الحقيقي للكلام. هناك رسالة مباشرة تتناول حجم الضغط الذي يتعرّض له المرء عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وخلاصتها أن الأذية مهما بلغت يمكن تحويلها إلى مصدر قوّة».

استخدم الترك في الكليب الذكاء الاصطناعي (حسابها على {إنستغرام})

ويشير الترك إلى أن الكليب طُعّم بمشاهد خفيفة الظل. وهو الأسلوب الذي تحب هيفاء وهبي الإيحاء به في أعمالها. «لكن من دون التخلّي عن رسالة واضحة موجّهة إلى النساء، تتعلّق بتمكين المرأة بشكل عام. هذه الفكرة ليست مجرّد أداة ترويجية لأعمالها، بل مفهوم متجذّر عندها، وهي مقتنعة به إلى أقصى الحدود».

وفي سياق متصل، يلفت الترك إلى أنه اعتمد مستوى تقنياً عالياً في عملية التصوير. فاستخدم تقنيات متطوّرة جداً وكاميرات عالية الاحتراف. وقد استغرق تصوير الكليب نحو 20 ساعة متواصلة، فيما تطلّبت عملية المونتاج والتوضيب عدة أيام.

ويضيف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «هيفاء لا تغضّ النظر عن أي خطأ، وتراقب بدقّة كل تفصيل. تشاهد عملية التنفيذ صورةً بصورة. فالثانية الواحدة من الكليب تضم 25 صورة. وهي تحرص على متابعتها جميعاً للتأكّد من إطلالتها، وأسلوبها التمثيلي، وأجواء التصوير عموماً. إنها من الفنانات المثاليات في عملهن، ولا تقبل بوجود أي شائبة يمكن أن تتسلّل إلى عملها».

في المشاهد التي تترافق مع لازمة الأغنية «سوبر وومان»، تطلّ هيفاء وهبي بملامح امرأة ذكية وقوية في آن واحد. تحرص على إحاطة نفسها بمجموعة من النساء، في مشهد يحمل رسالة مباشرة موجّهة إلى النساء عموماً، تؤكد فيها ضرورة التحلّي بـ«أنوثة صلبة» في لحظات قد توحي بالضعف أو الانكسار.

{سوبر وومان} جديد هيفاء وهبي من إخراج سليم الترك (حسابها على {إنستغرام})

وفي أحد مقاطع الأغنية، تتوعّد هيفاء كل من يقف في طريقها، مردّدة: «اللي شفته واللي عشته، وشفت منكم جنون خلّاني أكون... أنا كان حواليا أصحاب ياما، وبقوا بيتعدّوا على الإيد. باي باي مع 100 ألف سلامة، بسببكم قلبي بقى حديد، كان لازم عيني تبقى عليكم، واعرف بتعامل مع مين»، وتتابع: «اللي شفته واللي عشته، وشفت منكم جنون خلّاني أكون سوبر وومان... أنا واحدة ما يكسرهاش الزمن سوبر وومان... تعادوني حتدفعوا وقتها الثمن».

ويواكبها المخرج سليم الترك بمشاهد رمزية تستقلّ فيها هيفاء دراجة نارية سريعة، تشق طريقها وسط عوائق قاسية. أحجار تعرقل المسار، وجبال تنهار، وكرات ثلج تتدحرج أمامها. لكنها تتجاوز كل الحواجز بثبات، في صورة بصرية تختصر رحلة التحدّي والانتصار.

ويؤكد الترك أن هيفاء وهبي تبتعد في أعمالها الغنائية عن السطحية، مشيراً إلى أنها تدرس كل عمل جديد بعناية، وتنطلق منه وكأنها تغنّي للمرة الأولى، ويعلّق: «هي لا تعيش على أطلال نجاحاتها، بل تجتهد باستمرار لتقديم الأفضل. وهذا ما يصنع نجاحاتها المتتالية».

ويختصر رأيه بها قائلاً: «هي ملهمتي الأولى والأخيرة في عملي. لا أستطيع أن أقدّم معها منتجاً عادياً. الأمر لا يرتبط بالصداقة التي تجمعنا منذ سنوات، بل بما حققناه معاً من نجاح رفيع المستوى. قوة هيفاء تكمن في جدّيتها في العمل. وهو ما يفتقده كثيرون في مجال الغناء، إذ يعيشون على أصداء ماضٍ غابر. هيفاء تواكب كل جديد، واستخدامنا للذكاء الاصطناعي جاء بهدف إحراز المختلف، لا لمجرّد التجربة. فهناك عشرات الفنانين استخدموا الذكاء الاصطناعي، ومع ذلك جاءت أعمالهم باهتة، بلا أثر أو قيمة مستقبلية».

وعن واقع صناعة الكليبات الغنائية اليوم، يقول الترك: «التراجع في هذه المهنة بات أمراً مألوفاً. لكن المشكلة الأساسية تكمن في تحوّل التكنولوجيا المتطورة إلى منبر للانحدار الفكري. فتصوير الكليب لا يختصر بكاميرا، ولا بمشاهد يرسمها الذكاء الاصطناعي بخفّة. هذا المنبر بات متاحاً للجميع كسلاح. لكن ليس كل من أمسك بالسلاح يعرف كيف يستخدمه».

ويختم بالقول: «البشر، مع الأسف، هم الأخطر. الذكاء الاصطناعي قد يقتل المواهب الحقيقية. لكن الناس هم من يدمّرون بعضهم البعض. لذلك تبقى التربية العنصر الأساسي والأهم في بناء مجتمعات صالحة ومنتجة».


عمرو سليم لـ«الشرق الأوسط»: أفكر في العودة إلى التلحين

يتحدث للجمهور في أحد حفلاته (الشرق الأوسط)
يتحدث للجمهور في أحد حفلاته (الشرق الأوسط)
TT

عمرو سليم لـ«الشرق الأوسط»: أفكر في العودة إلى التلحين

يتحدث للجمهور في أحد حفلاته (الشرق الأوسط)
يتحدث للجمهور في أحد حفلاته (الشرق الأوسط)

قال الموسيقار وعازف البيانو المصري عمرو سليم إن بينه وبين المطرب مدحت صالح كيمياء خاصة جعلتهما يشكلان ثنائياً ناجحاً في الحفلات الغنائية، وأضاف في حواره مع «الشرق الأوسط» أنه عمل في مجالات الموسيقى كافة (التأليف والتلحين والعزف)، كما كَوّن فرقة موسيقية، لكنه يعشق العزف ويجد في لقاء الجمهور وتجاوبه معه على المسرح سعادة أخرى، ولفت إلى أن اهتمام الجمهور الشرقي بالغناء يسبق الموسيقى، ما يجعله أكثر تجاوباً في الحفلات الموسيقية، ووضع سليم الموسيقى التصويرية لأفلام سينمائية عدة من بينها «الوزير جاي»، و«الاتحاد النسائي»، و«الهروب إلى القمة».

وقدم الثنائي «صالح وسليم» حفلاً بالقاهرة 12 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.

عمرو سليم ومدحت صالح يكمل كل منهما الآخر (الشرق الأوسط)

ويستعيد عمرو سليم بداية تعارفه مع مدحت صالح، حيث التقيا لأول مرة بمسرح «البالون» نهاية سبعينات القرن الماضي، مثلما يقول: «جمعتنا فرقة (أنغام الشباب) ثم كوّن كل منا فرقته الخاصة، وواجهنا مشكلات مع الفرق، فقال لي مدحت يكفي جداً هذا الوقت الذي لم نكن فيه معاً، ومن وقتها ارتبطنا بالعمل معاً ووجد كل منا ضالته في الآخر».

ويؤكد على أهمية هذه العلاقة الفنية: «أنا ومدحت نُكمل بعض، ومدحت يقول دائماً (نحن في مركب واحد)، ونجاح أي منا هو نجاح للآخر، ومدحت فنان مخلص لعمله، ولا ينكر جهود من معه، وكثيراً ما يتحدث عني أمام الجمهور ويفعل ذلك من قلبه، وحين نسافر معاً لا يصعد لغرفته قبل أن يتأكد من صعودي قبله وأن يطمئن لوجود من يساعدني، وأرى أنه شيء رائع يبث الطمأنينة».

وتنعكس هذه العلاقة الجيدة على حفلاتهما، حسبما يقول سليم: «هناك أشياء تحدث ليس لها تفسير عندي ولا عند مدحت، ورغم أنني لا أراه على المسرح، لكن قد تكون هناك مواقف مفاجئة تحدث مثل (قفلة أغنية) تستلزم نفساً طويلاً، وقد ينسى مدحت فيجدني قفلت معه بالدرجة نفسها، ما يؤكد أن بيننا (كيمياء) جعلتنا ننصهر وكل منا يدرك أن الآخر يقف في ظهره ويسانده».

يجد متعته في العزف (الشرق الأوسط)

وقدم عمرو سليم عدة حفلات موسيقية طوال العام الحالي بالإسكندرية ومهرجاني القلعة والموسيقى العربية، كما قدم أخيراً حفلاً بمتحف الحضارة، ويفسر سبب نشاطه بالحفلات الموسيقية بقوله: «لأنني أعشق عزف الموسيقى كما أن الجمهور أصبح أكثر وعياً بفكرة أن يحضر حفلاً موسيقياً وليس غنائياً، وهو ما شجعني أن أجرب فيها، وهناك حفلات أعزف الموسيقى لأغنيات خالدة وأجدهم يقومون بالغناء لأن الموسيقى في المجتمعات الشرقية تأتي بعد الطرب بكل ملحقاته، لذا أعزف موسيقى أغنيات يعرفونها ويرددونها، وأكون منسجماً معهم لأن الفنان يجد سعادته في تجاوب الجمهور».

وفي بداية مشواره كوّن سليم فرقة موسيقية وضم لها مطرباً ومطربة، ويقول: «قدمنا أغاني خاصة بنا، وكتب لنا شعراء على غرار رضا أمين وشوقي حجاب وحسام السيد أغنيات لاقت صدى واسعاً، وفي أوائل التسعينات لم تستطع المطربة الاستمرار بعد أن أنجبت طفلاً، ولم أجد بديلاً لصوتها، فتوقفنا عن الغناء».

«عادة لا أقدم أغنيات الجيل الحالي بل لمطربين لا تعرف الناس أعمالهم»

عمرو سليم

وخاض عمرو سليم مجال التلحين من خلال أغنيات لفرقته ولمطربين آخرين من بينهم محمد الحلو: «طلب مني أن ألحن له أغنية بعنوان (اسمك على جبيني)، واكتفيت بألحان الفرقة، لكن أصدقائي يُلحّون علي في العودة للتلحين، وقد أفعلها قريباً».

وألّف سليم الموسيقى التصويرية لأفلام عدة، وكانت البداية من خلال فيلم «الوزير جاي» حينما اتصل به الكاتب الراحل أحمد رجب وطلب منه أن يضع موسيقى الفيلم، ويقول سليم عن ذلك: «كنت قد لحنت أغنية للفرقة بعنوان (بحب ومعييش) من كلمات الشاعر رضا أمين، وهي تتحدث عن حال الشباب، وقد لفتت نظره وأبدى إعجابه بها وقال لي لدي فكرة فيلم لا أحد سواك سيقوم به، وكان هذا أول فيلم أضع موسيقاه، كما وضعت الموسيقى التصويرية لفيلم: (الاتحاد النسائي) لمديحة كامل و(الهروب إلى القمة) لنور الشريف، وفي كل هذه الأفلام فإن الأفكار هي التي تحركني، لكنني ابتعدت عن هذا المجال حينما وجدت أن موسيقى الفيلم يراها بعض المنتجين شيئاً هامشياً، بينما أنا أحترم عملي، ولا أحب الشعور في أي وقت بأنني كسبت من وراء عمل ولم أعطه حقه».

ورغم أنه يعزف في حفلاته لأغنيات عربية قديمة لكنه ضمن أعماله أغنية عصرية للمطرب اللبناني فضل شاكر، وعن ذلك يقول: «عزفت له أغنية (لو على قلبي) لأن كلامها جميل وبها ثيمة موسيقية جيدة، وهو فنان يملك موهبة كبيرة، وأنا عادة لا أقدم أغنيات مطربي الجيل الحالي، بل لمطربين الناس لا تعرف أعمالهم مثل أغنية (حارة السقايين) لشريفة فاضل التي يعتقد البعض أنها لمحمد منير».وينتمي عمرو سليم لعائلة شهيرة جمعت بين الطب والفن وكرة القدم، فعمه هو الكابتن صالح سليم، وابن عم والده هو المخرج أشرف فهمي، وكان الفنان هشام سليم ابن عمه وصديقه الأقرب، مثلما يقول: «كان بيني وبين هشام توافق مثير في طريقة تفكيرنا، وفي آرائنا في الفن والحياة، وكان الشبه بيننا كما لوكنا توأماً، لقد افتقدت توأمي لكنني أعزي نفسي بأنه ظل متمسكاً بمبادئه وأخلاقياته حتى رحيله، ولم يتنازل عنها تحت أي وازع».