كيف صارت «مافيا ندرانجيتا» الإيطالية الأخطر حول العالم

تجني ما بين 300 و350 مليون يورو أسبوعياً من المخدرات

اعتقال 80 شخصا من المافيا عام 2018
اعتقال 80 شخصا من المافيا عام 2018
TT

كيف صارت «مافيا ندرانجيتا» الإيطالية الأخطر حول العالم

اعتقال 80 شخصا من المافيا عام 2018
اعتقال 80 شخصا من المافيا عام 2018

عندما أسفرت أوسع مداهمة على الإطلاق تنفذها الشرطة الأوروبية ضد «مافيا ندرانجيتا» الإيطالية في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2018، عن اعتقال 80 شخصا، وصف المحققون الإيطاليون الجماعة بأنها «أقوى منظمة مافيا عابرة للحدود».
ووفقا لبحث أجراه معهد «أوريسبيز» الإيطالي، تجني «مافيا ندرانجيتا» ما يتراوح بين 300 و350 مليون يورو (330 -385 مليون دولار) أسبوعيا من وراء عمليات تهريب المخدرات، التي يمثل مخدر الكوكايين الجزء الأكبر منها. وتعتبر شرطة مكافحة المافيا الإيطالية الرقم موثوقا. ومنذ عقود، كان لدى «مافيا ندرانجيتا» مصدر دخل رئيسي آخر، وهو عمليات الاختطاف من أجل طلب فِديات.
وعلى مدار نحو 30 عاما، بداية من عام 1969. سقط ما يقرب من 700 شخص ضحايا لهذه الجرائم، التي بلغت الذروة في عام 1977 بتسجيل 75 حالة في عام واحد، بحسب ما ورد في مقال نشرته مجلة «إيطاليان ريفيو أوف كريمينولوجي» المتخصصة في علم الإجرام، نقلا عن بيانات وزارة الداخلية.
ويقول دومينيكو دي بيتريللو، وهو مسؤول سابق في قوات العمليات الخاصة التابعة لشرطة قوات الدرك(كارابينيري) الإيطالية، والذي تولى التحقيق في عشرات من حالات الخطف التي نفذتها المافيا خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي: «كان الأمر بنفس السوء الذي كان عليه في أميركا اللاتينية».
وتولى أفراد العصابات في منطقة كالابريا الإيطالية الدور الرئيسي في جرائم الاختطاف، التي نالت أيضا استحسان العصابات الريفية في جزيرة سردينيا، والإرهابيين السياسيين مثل جماعة الألوية الحمراء اليسارية، بالإضافة إلى مافيا «كوسا نوسترا» بجزيرة صقلية، وإن كان على نحو أقل.
وبحسب خبير في شرطة مكافحة المافيا الإيطالية، تحدث إلى وكالة الأنباء الألمانية، وطلب عدم الكشف عن هويته لدواع أمنية، وصل نصيب مافيا ندرانجيتا إلى «ما يتراوح بين 65 و70 في المائة» من أموال الفديات التي تقدر بـ800 مليار ليرة (470 مليون دولار)، حصلت عليها جماعات إجرامية إيطالية مختلفة جراء عمليات الاختطاف.
وسارع أفراد العصابات في كالابريا إلى إعادة استثمار أرباحهم، بصورة جزئية في امتيازات شخصية - مثل شراء فيلات وسيارات فاخرة - ولكن في معظم الحالات من أجل «دخول قطاع تهريب الكوكايين»، بحسب ما صرح به ممثل الادعاء المناهض للمافيا نيكولا جراتيري، أمام لجنة مكافحة المافيا بالبرلمان الإيطالي في عام 2014.
وأوضح جراتيري أنه كان هناك «شبه احتكار» لسوق الهيروين من قبل مافيا «كوسا نوسترا»، في حين وجدت «مافيا ندرانجيتا» في الكوكايين «حصانا رابحا» جديدا، مضيفا أن بعض أفرادها عاشوا في أميركا اللاتينية «لمدد تتراوح بين 30 و40 عاما ولديهم أسر هناك».
كما اخترقت «ندرانجيتا» أيضا قطاعي العقارات والأشغال العامة. وعلى سبيل المثال، تم توظيف الأرباح من عملية الاختطاف البشعة لجون بول جيتي الثالث، لإقامة حي سكني على ساحل كالابريا، عرف باسم «قرية جيتي».
وتم خطف جيتي، سليل عائلة النفط الأميركية، في العاصمة روما في عام 1973. وظل قيد الأسر في جبال كالابريا النائية لمدة خمسة أشهر. وقد تم قطع أذنه اليمنى للضغط على عائلته لدفع مبلغ 7.‏1 مليار ليرة من أجل إطلاق سراحه.
وكان هناك كثير من حالات الاختطاف الأخرى التي كشفت عن وحشية ندرانجيتا. وانتشرت المخاوف من عمليات الخطف بصورة كبيرة بين النخب الإيطالية، وخاصة في أواخر سبعينيات القرن الماضي، وهي فترة مضطربة شهدت خطف وقتل رئيس الوزراء السابق ألدو مورو في عام 1978، على أيدي الألوية الحمراء، وليس المافيا.
وقد تمكنت بعض أهداف الاختطاف المحتملة من مغادرة البلاد، مثل عائلة كارلا بروني، عارضة الأزياء السابقة وزوجة رئيس فرنسا الأسبق نيكولا ساركوزي، التي انتقلت إلى فرنسا في عام 1975، في حين اتخذ غيرها، مثل سيلفيو بيرلسكوني، رئيس وزراء إيطاليا الأسبق، احتياطات أخرى.
وكان تم تصوير بيرلسكوني، الذي كان آنذاك مطورا عقاريا ناشئا، في عام 1977 وقد وضع مسدسا على مكتبه، كما كان آنذاك حارس فيلته التي تقع بالقرب من ميلانو، فيتوريو مانجانو، أحد زعماء مافيا صقلية.
والشك هو أن بيرلسكوني استعان بمانجانو في إطار مجموعة من أفراد العصابات الذين قاموا بحمايته أيضا ضد الاختطاف. ولطالما نفى بيرلسكوني أي معرفة له بالماضي الإجرامي لمانجانو، كما نفى وجود أي صلة تربطه بمافيا «كوسا نوسترا».
وتلاشت جرائم الاختطاف خلال تسعينيات القرن الماضي، ويعود ذلك جزئيا إلى قانون صدر في عام 1993، جعل من الأسهل بكثير على السلطات السيطرة على أصول أقارب الضحايا، مما يجعل من الصعب تلبية مطالب الحصول على فديات.
ويقول الخبراء إن الغضب الشعبي المتزايد ضد وحشية المافيا، بالإضافة إلى تطور عمل الشرطة وتغليظ العقوبات على الخاطفين، وفوق كل ذلك، إدراك أن تهريب المخدرات يتميز بربح أكبر، وخطورة أقل، قد ساهم في اختفاء هذه الظاهرة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.