الجيش الإسرائيلي يطلب زيادة 5 مليارات دولار لـ«الحروب المقبلة»

بعد الحصول على 95 مليون دولار لـ«مشروع أمني حساس»

TT

الجيش الإسرائيلي يطلب زيادة 5 مليارات دولار لـ«الحروب المقبلة»

بعد أن صادق المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في الحكومة الإسرائيلية (الكابنيت)، على منح الجيش مبلغ 320 مليون شيقل (95 مليون دولار) لتمويل «مشروع أمني حساس»، الأسبوع الماضي، تقدم الجيش بطلب إضافة 18 مليار شيقل (نحو 5 مليارات دولار)، لموازنته العادية للسنة المقبلة.
وقالت مصادر برلمانية إن الجيش وضع هذه الميزانية تحت عنوان «الضرورات الملحة للانتصار في الحروب المقبلة»، مبيناً أن تطور الأوضاع الإقليمية على مختلف الجبهات يحتم استعداداً من نوع جديد.
وأكدت المصادر ذاتها أن هذه الزيادة ضرورية لشراء أسلحة جديدة متطورة وإجراء تدريبات مكثفة. وحسب وزارة المالية، فإن جهاز الأمن يطالب بزيادة ميزانيته بـ40 مليار شيقل (11.5 مليار دولار) للسنوات العشر القريبة، أو 4 مليارات شيقل سنوياً، على أن تكون الدفعة الأولى 18 مليار شيقل للسنة المقبلة.
وتشترط وزارة المالية بأن تمول هذه الزيادة من ميزانية الجيش نفسه عن طريق اتخاذ إجراءات تنجيع حقيقية لعمله، ووقف المشاريع المكلفة غير الضرورية، وتقصير مدة الخدمة الإلزامية للذكور، واستبدال عقود شخصية لضباط صغار بنموذج الخدمة الدائمة.
وتم كشف النقاب عن هذه الزيادات مع بدء المباحثات بين قيادة الجيش ووزارة الدفاع من جهة ومع وزارة المالية من جهة ثانية، بشأن الخطة متعددة السنوات.
وخلافاً لخطط سابقة كان يصل أمدها إلى 5 سنوات، فإن الجيش يطلب المصادقة هذه المرة على خطة لمدة 10 سنوات. ويوافق وزير الأمن السابق، أفيغدور ليبرمان، على مطلب الجيش، بل عرض هذه الفكرة ضمن اقتراحه لحكومة الوحدة، الذي عرضه يوم الخميس الماضي. وقد شارك في بداية المباحثات كل من وزير المالية موشيه كحلون، ورئيس أركان الجيش أفيف كوخافي.
أما الميزانية السريعة التي صادق عليها مجلس الوزراء المصغر، بموافقة جميع الأطراف، فقد جاءت لتمويل «مشروع أمني حساس» مرتبط بما يطلق عليه «الأمن الجاري».
كما صادق المجلس على قسم من إطار الميزانية التي تصل إلى 320 مليون شيقل. ويفترض أن يكفي هذا القسم لتمويل المرحلة الأولى من المشروع، من دون الكشف عن تفاصيله.
وكانت اللجنة المالية البرلمانية قد صادقت في أغسطس (آب) الماضي، على «زيادة طارئة» بقيمة 355 مليون شيقل، للتسلح بمنظومة دفاعية ضد الصواريخ. وقيل يومها إن هذه الميزانية جاءت كميزانية «المرحلة أ» من المشروع، لتدرس لاحقاً تخصيص الميزانيات لبقية المراحل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».