ارتفاع عدد قتلى احتجاجات العراق... وإطلاق رصاص حي في بغداد

جانب من مظاهرات العراق (أ.ف.ب)
جانب من مظاهرات العراق (أ.ف.ب)
TT

ارتفاع عدد قتلى احتجاجات العراق... وإطلاق رصاص حي في بغداد

جانب من مظاهرات العراق (أ.ف.ب)
جانب من مظاهرات العراق (أ.ف.ب)

قتل ستة اشخاص بالرصاص الحي اليوم (الخميس) في مدينة الناصرية بجنوب العراق، خلال التظاهرة الأكثر دموية في ثالث أيام حركة الاحتجاج المطلبية التي انطلقت الثلاثاء في البلاد. وأشار عبد الحسين الجابري مدير دائرة الصحة في محافظة ذي قار الجنوبية، وكبرى مدنها الناصرية، إلى إصابة 56 شخصاً بجروح في تظاهرات اليوم. وبالتالي ترتفع حصيلة أعمال العنف إلى 27 قتيلاً بينهم شرطيان.
وكانت مصادر من الشرطة ومصادر طبية قالت اليوم لوكالة «رويترز» للأنباء إن سبعة محتجين وشرطياً قتلوا في الناصرية أيضاً خلال اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن ليل أمس، بينما لقي أربعة حتفهم في مدينة العمارة.
وذكر شهود من «رويترز» أن قوات الأمن قطعت الطرق الرئيسية بين الأحياء في بغداد وجابت مناطق وسط بغداد في وقت مبكر اليوم لفرض حظر التجول الذي أعلنه رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، لكن احتجاجات متفرقة استمرت في بعض مناطق العاصمة.
وأفاد مصور لوكالة الصحافة الفرنسية بأن قوات مكافحة الشغب العراقية أطلقت الرصاص الحي في الهواء مجدداً اليوم لتفريق عشرات المتظاهرين الذين أشعلوا إطارات في ساحة التحرير بوسط بغداد، وصدت القوات الأمنية المحتجين باتجاه شوارع فرعية متاخمة لمكان التجمع الأساسي.
وسُجل انقطاع واسع لشبكة الإنترنت في العراق وصل اليوم إلى نحو 75 % حسب ما أفادت منظمة متخصصة.
ويعاني المتظاهرون العراقيون في العاصمة بغداد والمدن الجنوبية من انقطاع التواصل فيما بينهم وتعذر نشر فيديوهات وصور الاحتجاجات منذ أمس (الأربعاء).
وكان القطع في بادئ الأمر محصوراً بمواقع التواصل الاجتماعي، ثم اتسع في وقت لاحق أمس ليصبح العراق «غير متصل بالإنترنت إلى حد كبير»، وفق منظمة «نيت بلوكس» المراقبة للأمن السيبراني.
وبحلول صباح الخميس، كانت 75 في المئة من البلاد، وبينها بغداد، منقطعة تماماً عن الشبكة، بعدما أقدمت شركات «إيرثلينك» و«آسيا سيل» و«زين» المزودة للخدمة على «التقييد المتعمد» للوصول إلى الإنترنت، وفق «نيت بلوكس».
وأشارت المنظمة إلى أن شمال البلاد، وخصوصا إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي، مرتبط بالشبكة من خلال نظام مختلف، وبالتالي لم يتأثر بالتعتيم.
ولم يصدر أي تعليق من السلطات العراقية حيال انقطاع الإنترنت.
وبدأت الاضطرابات باحتجاجات صغيرة في بغداد يوم الثلاثاء بسبب البطالة وسوء الخدمات الحكومية والفساد. وقتل شخصان على الأقل في ذلك اليوم حينما فتحت قوات الأمن النار ومدافع المياه وأطلقت الغاز المسيل للدموع على المحتجين. ولقي خمسة آخرون حتفهم يوم الأربعاء بينهم طفل.
ويبدو هذا الحراك حتى الساعة عفوياً، إذ لم يعلن أي حزب أو زعيم سياسي أو ديني عن دعمه له، الأمر الذي يعتبر سابقة في العراق.
 



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.