سعوديون يعززون مهام التعاون الدولي في مكاتب اليونيسكو

نجاحات 9 سعوديين تدفع المنظمة لتمديد تدريبهم... ومرحلة جديدة تبدأ هذا العام

ميسم الأحمد إحدى المتدربات السعوديات في برنامج «مسك ـــ اليونيسكو للتدريب التعاوني» ( الشرق الأوسط)
ميسم الأحمد إحدى المتدربات السعوديات في برنامج «مسك ـــ اليونيسكو للتدريب التعاوني» ( الشرق الأوسط)
TT

سعوديون يعززون مهام التعاون الدولي في مكاتب اليونيسكو

ميسم الأحمد إحدى المتدربات السعوديات في برنامج «مسك ـــ اليونيسكو للتدريب التعاوني» ( الشرق الأوسط)
ميسم الأحمد إحدى المتدربات السعوديات في برنامج «مسك ـــ اليونيسكو للتدريب التعاوني» ( الشرق الأوسط)

ما إن اقترب موعد انتهاء برنامج «مسك - اليونيسكو للتدريب التعاوني»، الذي يمتد على مدى عام كامل، حتى طلبت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو» تمديد فترة تدريب 9 من الشباب والشابات السعوديين سنة أخرى، بعد أن خاضوا تجربة معرفية عالمية بالتحاقهم بمكتب المنظمة في العاصمة الفرنسية باريس.
ويمنح هذا البرنامج الذي ينظمه مركز المبادرات في مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية «مسك الخيرية»، ممثلاً في مبادرة الزمالة والتدريب، الطلاب والطالبات حديثي التخرج فرصة التدرب على واحد من مجالات عمل «اليونيسكو»، والحصول على فرصة وظيفية لتعزيز التعاون الدولي في مجالات التربية والعلم والثقافة تحت مظلة المنظمة.
وفي حين سيستمر 9 شباب وشابات سعوديين بالتدرب في المنظمة لعام آخر، أعلن مركز المبادرات عن انطلاق التسجيل في الدفعة الثانية خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، ليلتحق طلاب وطالبات آخرون بالتدريب لمدة عام، حيث سينطلقون في حال قبولهم تحت مظلة مسك إلى مكاتب اليونيسكو، ليأخذ كل منهم مكانه المناسب في أحد مكاتب التدريب التي تتوزع بين فرنسا وإيطاليا والصين ومصر والأردن. لم يكن بدر العمري أحد المتدربين في البرنامج، الذي بدأ حياته العملية بوضع ركائز مؤسسته الخاصة للاستشارات الرياضية، يحلم بأنّه سينتقل إلى مناخ مهني مختلف تماما، وسيتعين عليه تعلم لغة جديدة يستطيع بها أن يدون أحلاما أخرى، ومن هنا بدأ التحدي الذي أضاءت مسك الطريق ليواجهه. ولأن مؤسسة مسك تؤمن بأهمية توجيه الإبداع إلى مساره الصحيح، حققت للعمري تجربة تتناسب مع ميوله الرياضية، دون أن يأسف على مؤسسته التي أسدل الستار عليها حين غادر الوطن، وهيأت له الالتحاق بقسم «التربية البدنية والرياضية» تحت قطاع «العلوم الإنسانية والاجتماعية».
وكانت إحدى المسؤوليات التي أوكلت إليه التحضير والمشاركة مع فريق العمل للمؤتمر الأول لوزراء الرياضة في القارة الأفريقية في مدغشقر، وهدف المؤتمر هو تطبيق خطة عمل كازان المتبناة في 2017 بمدينة كازان، لتحسين وتطوير مجال الرياضة والتربية البدنية بشكل عام في أفريقيا.
من جانبها، تقول رغد فتح الدين إن «فهم الثقافة، ولا سيما مع وجود الحواجز اللغوية، يأخذ وقتا طويلا ويتطلب الصبر والتسامح»، هذا ما استخلصته رغد إحدى المتدربات اللاتي خضن تجربة الانضمام إلى مسك - اليونيسكو في مجال العلاقات الدولية والعلوم السياسية.
كانت رغد تتوقّع أن يكون قبولها في قطاع العلوم، تماشيا مع دراستها الجامعية، لكن بدلا من ذلك قُبلت في قطاع أولوية القارة الأفريقية وقسم العلاقات العامة (المكتب العربي للمنظمة)، وكان هذا التغيير نقلة نوعية لها في مجال مهني آخر، اكتسبت منه القدرة على التكيف والنمو المهني ضمن العمل في منظمة عالمية.
بينما تركت مرام الجهني عملها المحلي بعد قبولها، وتوجهت نحو البرنامج لتكون إحدى المتدربات في قطاع التعليم، ضمن فريق العمل الدولي لتطوير المعلم، وكانت على دراية بما تريد، وثقة تامة بيد مؤسسة مسك التي قررت مصافحتها والوثوق بها، وحصدت بذلك عددا من الإنجازات والأعمال يفوق ما كانت عليه، مثل تنظيم مختبر استراتيجي بعنوان «استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم وتنمية المعلمين» خلال أسبوع التعلم بالأجهزة المحمولة 2019 في اليونيسكو، وتعمل حاليا ضمن فريق احتفالية «اليوم العالمي للمعلم 2019».
على الجانب الآخر من الحياة كانت ميسم الأحمد منهمكة في عملها المستقل في مجال العلاقات الدولية والعلوم السياسية، إلى أن مكنتها مسك عبر البرنامج من رؤية العالم بطريقة مختلفة. تقول الأحمد: «أعترف أنّني كنت أشعر بالتوتر في البداية لكون بيئة العمل جديدة ولصغر سني مقارنة بزملائي في المكتب. لذا كان التحدي بالنسبة لي هو العمل باجتهاد كي أثبت نفسي وأظهر مهاراتي السابقة، دون أن أتجاهل فكرة العمل ضمن الفريق». ويستهدف برنامج «مسك - اليونيسكو للتدريب التعاوني» الطلبة والطالبات السعوديين بين سن 20 و30 عاماً، حديثي التخرج من درجة البكالوريوس في تخصصات التربية، أو الثقافة، أو العلوم الطبيعية، أو الإنسانية والاجتماعية، أو الاتصالات، أو أي مجال آخر متصل بإدارة المنظمات الدولية.
ويعقد البرنامج على مدار سنة كاملة في واحد من مقرات الـ«يونيسكو» في فرنسا وإيطاليا والصين ومصر والأردن، ويمثل فرصة فريدة أمام الشباب السعودي للتعرف على برامج المنظمة، ولعب دور في نشر ثقافة الأمن والسلام الدوليين بالتأهل إلى فرصة وظيفية للعمل داخل أروقة الـ«يونيسكو».
وتتنوع المسارات التدريبية للبرنامج إلى عشرة مسارات، أبرزها «العلاقات الخارجية والمعلومات العامة»، و«السياسات والشراكات العلمية»، و«تطوير وتنفيذ استراتيجية الاتصال والدعوة وتعبئة الموارد»، و«الخطة الاستراتيجية للتعليم»، و«الوصول الشامل».
وتمنح «زمالة مسك» المشاركين مُرتّباً شهرياً على مدار مدة البرنامج الذي يستمر 12 شهراً، إضافة إلى تأمين صحي، ومتابعة وتوجيه مستمرَين من الكادر الإشرافي على البرنامج. ويمكن التعرف على شروط الانضمام، والمسارات التدريبية، وتقديم طلب الانضمام من خلال زيارة موقع مؤسسة «مسك الخيرية» (misk.org.sa).
يذكر أن مركز المبادرات في مؤسسة مسك الخيرية يعمل على إطلاق برامج متنوعة من خلال عدة مبادرات هي مبادرة الزمالة والتدريب، ومبادرة التواصل المجتمعي، ومبادرة مسك الابتكار، ومبادرة مسك القيم، ومبادرة منتدى مسك العالمي، وذلك تنفيذاً لرؤية وتوجهات مسك الخيرية في التشجيع على التعلم وتنمية المهارات القيادية لدى الشباب من أجل مستقبل أفضل في المملكة العربية السعودية.
ومن بين مبادرات المركز مبادرة الزمالة والتدريب التي تحظى بشراكات عالمية ومحلية تخطت حاجز الـ70 شراكة مع جامعات ومعاهد ومنظمات دولية ومحلية، يتم من خلالها إطلاق برامج تعليمية في شتى المجالات، منها ما هو للتأهيل الجامعي، ومنها ما هو برامج زمالة متخصصة، وقد بلغ عدد الشباب من الجنسين المستفيدين من هذه البرامج أكثر من 9 آلاف شاب وشابة حتى عام 2018.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.