أنطونيو رينونسيو في «إكسبوجر»... هل يعادل ذهب العالم ضياع طفولة كاملة؟

صور للرسام الإسباني توثق مأساة الأطفال في مناجم بوركينا فاسو

صور في المعرض من مجموعة «طفولة مسلوبة» للمصور الإسباني أنطونيو أراغون رينونسيو (الإطار)
صور في المعرض من مجموعة «طفولة مسلوبة» للمصور الإسباني أنطونيو أراغون رينونسيو (الإطار)
TT

أنطونيو رينونسيو في «إكسبوجر»... هل يعادل ذهب العالم ضياع طفولة كاملة؟

صور في المعرض من مجموعة «طفولة مسلوبة» للمصور الإسباني أنطونيو أراغون رينونسيو (الإطار)
صور في المعرض من مجموعة «طفولة مسلوبة» للمصور الإسباني أنطونيو أراغون رينونسيو (الإطار)

«طفولة مسلوبة»، هو العنوان الذي اختاره المصور الإسباني أنطونيو أراغون رينونسيو للمعرض الذي يشارك به في الدورة الرابعة من المهرجان الدّولي للتّصوير «إكسبوجر»، ويوثق لواقع الأطفال البائس في مناجم ذهب بوركينا فاسو.
افتُتحت فعاليات الدورة الرّابعة للمهرجان الذي يُنظّمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في مركز إكسبو، يوم الخميس الماضي وتستمرّ حتى اليوم. وشارك فيه أكثر من 357 مصوراً عالمياً قدّموا أكثر من 1112 صورة في 46 معرضاً فردياً وجماعياً، وكبرى العلامات التجارية الرائدة في مجال التصوير.
وفيه، قدم رينونسيو من خلال 19 صورة لأطفال أنهكهم التعب، وضاع الأمل من عيونهم، وفارقت ألوان الحياة وجوههم، لتصبح صفراء شاحبة كلون المعدن الذي يكدّون ليل نهار للحصول عليه في مناجم الذّهب في بوركينا فاسو. وحرص رينونسيو أن تقدم صوره القسوة والظلم بطريقة بارزة وعارية تماماً كأجساد أطفال المناجم في صوره.
أنطونيو أراغون رينونسيو الذي شارك في مئات معارض التصوير في جميع أنحاء العالم، وحاز على أكثر من 90 جائزة وتقدير دوليين، اختار العمل على مشاريع طويلة الأجل، بشكل عام، في أفريقيا وأميركا الوسطى، ولم يتردّد في أن يخاطر بحياته ويعايش الأطفال في بيئة عمل لا ترحم ولا تحترم، على حد وصفه، آدمية الإنسان.
من أجل البحث عن «السانام» الذي يعني الذهب، تنصهر براءة الأطفال وتذوب إنسانية النساء والرجال، هكذا قال المصوّر الإسباني مرة، ليلخّص الفلسفة التي تكمن وراء صوره في معرضه «طفولة مسلوبة».
وكأنه كان ينقّب عن «السانام» مع الصّغار الذين فقدوا براءتهم في قلب التراب، اللقطات التي عرضها المصور الإسباني تثير الدّهشة خاصة عندما تشعر بمدى قربها الذي يجعلك تشمّ أنفاس الأطفال اللاهثة.
استطاع رينونسيو أن يلتقط صورة لطفل ينقب في جدران أحد أنفاق منجم الذهب بيديه، التي تبدل لونها إلى الأبيض من جراء التراب، وصورة أخرى لطفل يغفو بالقرب من مدخل المنجم الذي يعمل فيه كي يمنع الآخرين من دخوله في مكان يكتسي بقسوة الصخور، بينما يتوسط «طفولة مسلوبة» صورة لمجموعة من اليافعين يغسلون التراب المستخرج من أعماق الأرض بحثاً عن الذهب.
يقول رينونسيو عن تجربته التي وصفها بالبائسة في مناجم ذهب بوركينا فاسو: «شهدت على اغتيال البراءة في الأعماق المظلمة، حيث لا وجود للحياة بل إنّ رائحة الموت تحيط بي في كل مكان، وهو ما حاولت أن أوثقه في صور (طفولة مسلوبة) الذي يحمل صرخات البراءة في عالم لا يسوده سوى الظلم، مهمتي كمصور وحامل رسالة، أن أوجّه سؤالي للجميع: هل يعادل ذهب العالم ضياع جيل كامل من الطفولة؟».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.