موسكو تنتقد «التهديدات غير المسؤولة» وتؤكد استعدادها لمواجهة «أي عدوان»

رداً على تلويح جنرال أميركي بتدمير دفاعات روسيا في كاليننغراد

مناورات «سينتير 2019» الحالية في 6 ميادين تدريب تابعة للقوات المشتركة مع جيوش حليفة لروسيا في الفضاء السوفياتي السابق. ويشارك في المناورات حوالي 128 ألف عسكري من 8 دول (روسيا، الصين، باكستان، قرغيزستان، الهند، كازاخستان، طاجيكستان، وأوزبكستان) (أ.ب)
مناورات «سينتير 2019» الحالية في 6 ميادين تدريب تابعة للقوات المشتركة مع جيوش حليفة لروسيا في الفضاء السوفياتي السابق. ويشارك في المناورات حوالي 128 ألف عسكري من 8 دول (روسيا، الصين، باكستان، قرغيزستان، الهند، كازاخستان، طاجيكستان، وأوزبكستان) (أ.ب)
TT

موسكو تنتقد «التهديدات غير المسؤولة» وتؤكد استعدادها لمواجهة «أي عدوان»

مناورات «سينتير 2019» الحالية في 6 ميادين تدريب تابعة للقوات المشتركة مع جيوش حليفة لروسيا في الفضاء السوفياتي السابق. ويشارك في المناورات حوالي 128 ألف عسكري من 8 دول (روسيا، الصين، باكستان، قرغيزستان، الهند، كازاخستان، طاجيكستان، وأوزبكستان) (أ.ب)
مناورات «سينتير 2019» الحالية في 6 ميادين تدريب تابعة للقوات المشتركة مع جيوش حليفة لروسيا في الفضاء السوفياتي السابق. ويشارك في المناورات حوالي 128 ألف عسكري من 8 دول (روسيا، الصين، باكستان، قرغيزستان، الهند، كازاخستان، طاجيكستان، وأوزبكستان) (أ.ب)

تصاعدت لهجة السجالات الروسية الأميركية، واتخذت منحى عسكرياً، أمس، بعدما حافظت خلال الفترة الماضية على تبادل الاتهامات والنقاشات السياسية، إذ ردت موسكو بقوة على تصريحات أميركية حول وجود خطة لتقويض قدرات روسيا الدفاعية في منطقة كاليننغراد (أقصى غرب روسيا)، حال أقدمت موسكو على اعتداء. وحذرت وزارة الخارجية الروسية من عواقب «التهديدات غير المسؤولة»، فيما شددت وزارة الدفاع على «قدرة روسيا الكاملة على حماية كل أقاليمها ضد أي عدوان».
وعلى الرغم من أن الكرملين يتجنب عادة التسرع في التعليق على تصريحات فردية، لكن الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، تعمد التطرق إلى الموضوع، في حديث مع الصحافيين، وقال إن «جميع الأقاليم الروسية محمية كما ينبغي، وعلى المستوى المطلوب، بما في ذلك إقليم كالينينغراد». كانت صحيفة «بريكينغ ديفينس» نقلت عن قائد القوات الجوية الأميركية في أوروبا وأفريقيا، جيفري لي هاريغان، أن وزارة الدفاع الأميركية طورت خطة لتدمير أنظمة الدفاع الجوي في مقاطعة كالينينغراد الروسية، حال حدوث عدوان من طرف روسيا. وسارعت وزارة الدفاع إلى الرد، وأكدت، في بيان، أن «منطقة كالينينغراد محمية جيداً ضد أي خطط عدوانية للجنرالات الأميركيين». وحذر البيان من أن «جميع طياري حلف الأطلسي الذين يقتربون من المجال الجوي الروسي في بحر البلطيق يعرفون جيداً قدرات نظام الدفاع الجوي في منطقة كالينينغراد على الاكتشاف والمتابعة، وإذا لزم الأمر، تحييد (تدمير) أي أهداف جوية».
وكانت أعلنت، في وقت سابق، عن تعزيز قدراتها الدفاعية في مقاطعة كاليننغراد، المحاطة ببلدان أعضاء في حلف الأطلسي، التي ينظر إليها تقليدياً بصفتها الهدف المباشر لتلقي الضربات في حال وقع هجوم على روسيا. وخلال السنوات الماضية نشرت موسكو أنظمة صاروخية من طراز «إسكندر» التي توصف بأنها قادرة على ضرب قواعد «الناتو» في وسط أوروبا، قبل أن تنشر منظومات «إس - 400» الأكثر تطوراً، فضلاً عن تعزيز أجواء المقاطعة بمقاتلات اعتراضية من «سوخوي 30».
في السياق، قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن موسكو ترى أن تصريحات ممثلي البنتاغون حول وجود خطة لديهم لاختراق الدفاع الجوي بمنطقة كالينينغراد الروسية «غير مسؤولة». وزادت في إيجازها الصحافي الأسبوعي: «أولاً، نرى في هذه التصريحات تهديدات مباشرة. ثانياً نرى أنها غير مسؤولة تماماً. ثالثاً، نرى مدى سهولة تعامل النخبة السياسية في الولايات المتحدة مع قضايا خطيرة ومعقدة للغاية مثل الأمن والاستقرار العالميين، والقيام بذلك بشكل غير مسؤول، طبقاً للأهواء السياسية».
وأضافت الدبلوماسية الروسية أن «الأهم من ذلك كله أن هذا مؤشر على الغباء، فالأشخاص الأذكياء ذوو البصيرة الذين يعبرون حقاً عن مصالح الذين قاموا بتعيينهم، أو انتخبوهم، يدركون عندما يدلون بتصريحات من هذا القبيل، أنهم يتسببون بذلك بضرر على سمعة بلادهم». ولم تستبعد زاخاروفا، أن يكون التلويح الأميركي له صلة بالدورة الانتخابية الرئاسية الحالية في الولايات المتحدة. واللافت أن تصريحات الجنرال الأميركي جاءت بعد مرور يوم واحد فقط على نشر معطيات في موقع إلكتروني أميركي، أفادت بأن قاذفة استراتيجية من طراز «بي - 52» تدربت منتصف مارس (آذار) الماضي في البحر على توجيه ضربات بصواريخ مجنحة على إقليم كالينينغراد الروسي. وأوضح ستيفان واتكينز، المحلل في موقع «المصلحة الأميركية»، المتخصص في الشؤون الدفاعية والاستراتيجية، أن محاكاة تلك الضربات جرت خلال عملية نقل هذه القاذفات الاستراتيجية من قواعدها الجوية في لويزيانا إلى بريطانيا.
وقال الموقع، في هذا السياق، إن «قاذفة من طرار (بي 52) تحمل رقم (60 - 0024) حلّقت فوق كندا في 14 مارس، وقامت بمحاكاة توجيه ضربة إلى الأراضي الروسية، وعادت أدراجها فقط حين أصبحت على بعد 96 كيلومتراً من المجال الجوي الروسي».
وتحدثت وسائل إعلام، في وقت سابق، عن تدريبات على هجوم مماثل، مشيرة إلى رصد قاذفات «بي - 52» متمركزة في قواعد عسكرية في أوروبا، وهي تقوم بتنفيذ هجمات نووية وهمية على روسيا يومي 14 و20 مارس. وأفيد في هذا الشأن بأن المقاتلات الروسية تصدت للقاذفات الاستراتيجية الأميركية، وقامت باعتراضها ومنعتها من إتمام تدريباتها، لكنها لم تتدخل بشكل مباشر.
كانت موسكو أكدت أنها لن تكون البادئة بشن هجوم على أي طرف، وشدد وزير الخارجية سيرغي لافروف، في وقت سابق، على أن «حلف الأطلسي يدرك جيداً عدم وجود مثل هذه الخطط في موسكو، لكنهم يستخدمون الحديث عن عدوان روسي محتمل ذريعةً لوضع المزيد من المعدات والكتائب بالقرب من الحدود الروسية».
ونشرت وسائل إعلام، قبل شهور، معطيات عن قيام جنود أميركيين بتدريب وحدات خاصة من بلدان حوض البلطيق (المجاورة لكاليننغراد) على مواجهة «الاحتلال الروسي في حالة توغل القوات الروسية في هذه البلدان». وجرت التدريبات، وفقاً للمعطيات، في فرجينيا الغربية، بمشاركة قوات من لاتفيا وبولندا، واشتملت على «مناورات لإبطاء تقدم الوحدات المعتدية من خلال تدمير البنية التحتية للنقل، وإحكام حصار على قوات العدو مع إمكان استخدام قواعد (الناتو) المتقدمة للرد على الغارات الجوية».
على صعيد آخر، حضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره القرغيزستاني سورونباي جينبيكوف، أمس، جانباً من المرحلة النشطة في مناورات القيادة والأركان الاستراتيجية «سينتر - 2019». وتجري المناورات في ميدان تدريب «دونغوز» بالقرب من مدينة أورينبورغ، بحضور وزير الدفاع سيرغي شويغو، وأبرز رموز القيادة العسكرية الروسية.
وينفذ مشروع مراكز القيادة الاستراتيجي «سينتير - 2019»، في الفترة من 16 إلى 21 سبتمبر (أيلول) 2019، في 6 ميادين تدريب تابعة للقوات المشتركة، وفي ميداني تدريب تابعين للقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي، وفي مياه بحر قزوين، بالإضافة إلى تدريبات منفردة لمكافحة المجموعات المسلحة غير الشرعية ستنفذ في ميادين التدريب التابعة لجيوش بلدان حليفة لروسيا في الفضاء السوفياتي السابق. ويشارك في المناورات نحو 128 ألف عسكري من 8 دول (روسيا، والصين، وباكستان، وقرغيزستان، والهند، وكازاخستان، وطاجيكستان وأوزبكستان)، وأكثر من 20 ألف وحدة من الأسلحة والتقنيات العسكرية، ونحو 600 طائرة، و15 سفينة حربية.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.