السودان يرحل قيادياً «تكفيرياً» صادراً بحقه حكم مشدد إلى مصر

مدين حرّض على قتل الضباط وارتبط بالإرهابي عادل حبارة

TT

السودان يرحل قيادياً «تكفيرياً» صادراً بحقه حكم مشدد إلى مصر

قال مصدر أمني مصري، إن «القاهرة تترقب وصول أحد المطلوبين من القيادات التكفيرية الهاربة إلى السودان، الصادر بحقه حكم مشدد في جرائم قتل وأعمال عنف ضد ضباط الشرطة، ويدعى مدين إبراهيم محمد حسنين».
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، أن «مدين وصل لمطار الخرطوم الليلة قبل الماضية، تمهيداً لترحيله إلى القاهرة، وأنها مسألة وقت ويصل لمصر، نظراً للإجراءات المتبعة في هذا الشأن لترحيل المطلوبين»، مؤكداً أن «هناك تنسيقا كاملا بين الأمن المصري والسوداني في هذا الأمر، وسوف يتبعه تسليم مطلوبين آخرين لمصر».
وأكد عمرو عبد المنعم، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، لـ«الشرق الأوسط»، أن «مدين حكم عليه بالسجن المشدد لمدة 15 عاماً في عام 2013، مع 16 آخرين، بينهم هاربون للخارج، في القضية المعروفة بقضية (عنف الشرقية)، والتي تتعلق بقتل ضباط وأفرد شرطة، والتحريض ضد نظام الحكم في البلاد»،
مضيفاً أن «مدين يتبع جماعة تسمى (الشوقيين) أتباع شوقي الشيخ، وهم مجموعة تكفيرية نشأت في محافظة الفيوم (جنوب غربي القاهرة)، وحدث بينها انشقاقات بسبب قضايا (تكفير العوام، والعذر بالجهل، وتكفير من لم يكفر العوام)».
وأكد عبد المنعم أن «مدين هرب إلى السودان قبل الحكم عليه في مصر، تقريباً بعام واحد، واستقر هناك»، لافتاً إلى أنه «كان معتقلاً في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك بسجن وادي النطرون شديد الحراسة، وكانت مجموعة التكفيريين، ومنها مدين، موجودة في سجن وادي النطرون داخل عنبر رقم (2)، وعقب أحداث ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011 خرج التكفيري مدين، ومجموعة عنبر (2)، مع مجموعة عنبر (3)، والتي كان من بينها الرئيس الأسبق محمد مرسي، حيث كان محبوساً في عنبر (3)، والكل خرج في اليوم الثالث للثورة».
وأعلنت الكويت في يوليو (تموز) القبض على «خلية مصرية لتنظيم الإخوان» صدرت بحق أفرادها أحكام قضائية من قبل القضاء المصري تراوحت بين 5 و15 عاماً. ورحلت السلطات الكويتية بالتنسيق مع السلطات المصرية المتهمين... وقررت نيابة أمن الدولة العليا في أغسطس (آب) الماضي، حبس المتهمين على ذمة التحقيقات، ونسبت النيابة للمتهمين «الانضمام لتنظيم إرهابي (أي الإخوان) يعمل على منع مؤسسات الدولة من مباشرة عملها وتعطيل العمل بالدستور والقانون».
وعن أنشطة القيادي التكفيري مدين في مصر. قال عمرو عبد المنعم إن «مدين إبراهيم محمد حسنين كان يحرض على قتل ضباط الشرطة والجيش في قريته بمحافظة الشرقية (بدلتا مصر) عقب تنحي مبارك عن الحكم عام 2011، وأسس تنظيما يسمى (أنصار الشريعة) في الشرقية، وشكل خلايا له في محافظات (بني سويف، والجيزة، والفيوم)، وله علاقة بالإرهابي عادل حبارة ومجموعته الإرهابية».
ونفذت السلطات المصرية حكم الإعدام على الإرهابي عادل حبارة في ديسمبر (كانون الأول) عام 2016، عقب حكم نهائي بات بإعدامه؛ لاتهامه بقتل 25 مجنداً في أغسطس عام 2013 في محافظة شمال سيناء، في القضية المعروفة إعلامياً بـ«مذبحة رفح الثانية».
ولفت عبد المنعم إلى أن «مدين كان قد هرب إلى السودان، مع مدانين آخرين صادر بحقهم أحكام أولية في قضايا تتعلق بالأمن المصري»، مرجحاً «وجود ما يقرب من 70 من شباب تنظيم (الإخوان) في السودان، بعضهم عليه أحكام، والبعض الآخر ليس عليه أي أحكام».


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.