فيلم قصير ضد «الزواج المبكر» يمثل مصر عالمياً

أبطال «كفن ديكولتيه» شخصيات حقيقية

لقطة من فيلم «كفن ديكولتيه»
لقطة من فيلم «كفن ديكولتيه»
TT

فيلم قصير ضد «الزواج المبكر» يمثل مصر عالمياً

لقطة من فيلم «كفن ديكولتيه»
لقطة من فيلم «كفن ديكولتيه»

استطاع الفيلم الروائي القصير المصري «كفن ديكولتيه» تمثيل مصر في 14 مهرجاناً سينمائياً دولياً، رغم مرور 3 أشهر فقط على الانتهاء من تصويره، ويحذر الفيلم من خطورة زواج الفتيات المبكر في مصر، تحت ضغوط بعض التقاليد التي تبيح زواج الفتيات قبل بلغوهن الثامنة عشرة بالمخالفة بالقانون. ويتناول الفيلم الذي أخرجته نانسي كمال، الظاهرة بلغة بصرية بسيطة لا تخلو من الفانتازيا، إذ فضلت المخرجة استخدام القالب الروائي كعامل للتأثير والتميز في طرح قضية من أهم القضايا، التي سبق تناولها في المسلسلات الدرامية والأفلام السينمائية المصرية السينما بعدد من الأشكال والقوالب الفنية المختلفة.
وبلغ عدد المهرجانات الدولية التي يشارك فيها الفيلم 14 مهرجاناً، أغلبهم بدول أميركا اللاتينية وأوروبا، بينما سيعرض الفيلم في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في العاصمة اللبنانية بيروت، ضمن فعاليات «مهرجان بيروت لحقوق الطفل».
اعتمدت نانسي في الحصول على المعلومات الخاصة بالزواج المبكر في مصر على البحث المعمق، إضافة إلى التواصل مع أهالي منطقة شبرامنت التابعة لمحافظة الجيزة (غرب القاهرة)، حيث تم تصوير الفيلم.
تقول نانسي لـ«الشرق الأوسط»: «سمعت عشرات الحكايات الحزينة من أهالي المنطقة الذين كانوا متعاونون جداً، كما اطلعت على قصص خاصة بالزواج المبكر في عدد من الدول، واستغراق الإعداد للفيلم بضعة أشهر، فيما تم التصوير في يوم واحد فقط، بسبب ارتفاع تكاليف المعدات والتجهيزات بالمقارنة بميزانية الفيلم».
من التفاصيل المميزة في فيلم «كفن ديكولتيه»، إنتاج «دار الثقافة»، أن جميع الممثلين المشاركين في الفيلم أشخاص حقيقيون، فيما عدا بطلة الفيلم الطفلة منة أشرف، وهي ممثلة سبق لها الوقوف أمام الكاميرا في عدد من الأدوار المحدودة، وتم اختيارها من بين 25 ممثلة تقدمت للدور.
وعن اختيار أشخاص حقيقيين للمشاركة في الفيلم، رغم أنه ينتمي لفئة الأفلام الروائية، تقول نانسي: «لتخفيض تكلفة الإنتاج من جهة، وإضافة نوع من الواقعية على أحداث الفيلم من جهة أخرى، فصاحب دور (المنجد)، الذي جهز مراتب العروس، و(الكوافيرة) التي زينتها، والحمّالون كلهم أشخاص يقومون بوظائفهم الطبيعية في الحقيقة، أما صاحبة البيت التي تم تصوير الفيلم داخل بيتها، فقد أمدّتنا بمعلومات مهمة تخصّ تجهيز العروس ورسم الحنة وحفظ الأواني والأكواب القيمة، كما شارك أولادها وجيرانها في المشاهد الخاصة بالعرس».
الأسلوب الذي اتبعته نانسي في فيلمها الثاني تشابه كثيراً مع فيلمها الأول «أحلام مقلية»، الذي تناول التحذير من عمالة الأطفال، وتم تصويره في مناطق شعبية بمنطقة مصر القديمة بالقاهرة، فيما كان جميع الممثلين من أهالي المنطقة أيضاً.
اللمسة النسائية في التفاصيل كانت واضحة خلال أحداث الفيلم، الذي لم تتعد مدته 6 دقائق، فأغلب القائمين على الفيلم من النساء، فيما قامت مخرجة العمل نفسها بشراء الإكسسوارات التي ارتدتها بطلة الفيلم، وانقسمت إلى إكسسوارات ملونة تمثل طفولة الفتاة قبل زواجها، وأخرى ذهبية ضخمة تشبه القيود ارتدتها بطلة الفيلم خلال فترة تجهيزها للعرس.
الأمر الجاذب في الفيلم الذي يشارك العام الحالي في مهرجان فابريكا الدولي للفيلم القصير في ريو دي جانيرو بالبرازيل، أيضاً هو استبدال الحوار بين الأبطال بالموسيقى التصويرية لآلة الكولة للعازف مراد كولة، وهي آلة نفخ تشبه الناي كثيراً. وعن ذلك تقول مخرجة الفيلم: «إن صوت هذه الآلة يشبه صوت صراخ الإنسان في طبقاته الحادة»، لذلك جاء اختيار تلك الآلة بالمشاركة مع أصوات الطبول، وأغاني الأفراح خلال مشهد زفاف الفتاة مناسباً للأحداث. كما جاء اسم الفيلم أيضاً مناسباً للحالة التي تنتاب المشاهد خلال أحداث العمل، وفقاً لكمال التي ترى أن قماش «الديكولتيه» الذي تُصنع منه فساتين الزفاف من الممكن أن يتحول إلى كفن، حين تكون العروس دون السن القانونية، ويمثل الزواج بالنسبة لها حرماناً من طفولتها واستكمال تعليمها.


مقالات ذات صلة

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)
سينما دياماند بوعبّود وبلال حموي في «أرزة» (مهرجان أفلام آسيا الدولي)

شاشة الناقد: فيلمان من لبنان

أرزة هي دياماند بو عبّود. امرأة تصنع الفطائر في بيتها حيث تعيش مع ابنها كينان (بلال الحموي) وشقيقتها (بَيتي توتَل). تعمل أرزة بجهد لتأمين نفقات الحياة.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد زكي قدم أدواراً متنوعة (أرشيفية)

مصر تقترب من عرض مقتنيات أحمد زكي

أعلن وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو عن عرض مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، ضمن سيناريو العرض الخاص بمركز ثروت ‏عكاشة لتوثيق التراث.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.