عبد المهدي يتوعد برد على «الهجمات» وواشنطن قلقة من تنامي أذرع إيران

TT

عبد المهدي يتوعد برد على «الهجمات» وواشنطن قلقة من تنامي أذرع إيران

أعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي جهوزية القوات العراقية للرد على أي عدوان يتعرض له العراق، وذلك على خلفية الهجمات التي تعرضت لها مؤخراً مخازن الأسلحة والعتاد، في عدد من محافظات البلاد.
وقال مكتب عبد المهدي في بيان له بعد جلسة لمجلس الوزراء، أمس، إن «عبد المهدي شرح الجهوزية العالية لقواتنا المسلحة للدفاع عن العراق، ومواطنيه، ومؤسسات الدولة، والبعثات الدبلوماسية العاملة في العراق»، مؤكداً استعداد العراق للرد بحزم وبكافة الوسائل المتاحة على أي عدوان ينطلق من الخارج أو الداخل.
وأضاف البيان أن مجلس الوزراء شدد على أن «الأوضاع الحساسة التي يمر بها العراق تتطلب التصرف بحكمة وشجاعة وحرص بالغ على حاضر ومستقبل العراق وشعبه، وتتطلب وحدة الصف الوطني بجميع فعالياته السياسية والإعلامية». وأكد المجلس على «حق العراق في اتخاذ الإجراءات اللازمة قانونياً ودبلوماسياً ومن خلال المؤسسات الإقليمية ومجلس الأمن والأمم المتحدة دفاعاً عن سيادته وأمنه وبكل الوسائل المشروعة».
إلى ذلك عبرت واشنطن عن قلقها حيال تنامي قوة أذرع إيران في المنطقة. وقال البيت الأبيض إن نائب الرئيس الأميركي مايك بنيس أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني، حيث تحدث بينس طبقاً للبيان عن «الأوضاع الأمنية في شمال العراق، وبضمنها أهمية التقدم بالجهود الرامية إلى ترسيخ الاستقرار في المناطق المتنازع عليها وعودة النازحين، ومن بينهم المكونات الدينية والقومية التي نزحت عن ديارها بسبب الحرب». وأضاف بيان البيت الأبيض أن «الزعيمين تطرقا في حديثهما إلى الذكرى الخامسة للهجمة المرعبة التي نفذها (داعش) ضد المجتمع الإيزيدي في سنجار، وتعهدا بالتنسيق لمنع ظهور أي نشاط لـ(داعش) من جديد».
وأوضح بيان البيت الأبيض أن «نائب الرئيس أكد أن أميركا قلقة من استمرار الجماعات التي تدعمها إيران في إضعاف الأمن والسيادة العراقيين، وأن أميركا تفكر في اتخاذ خطوات أخرى لإضعاف تأثير هذه الجماعات».
من جهة ثانية، عدت النائبة في البرلمان العراقي عن «تحالف الفتح»، ميثاق الحامدي، تصريحات نائب الرئيس الأميركي مايك بنس خلال اتصاله برئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، دليلاً على استهداف الولايات المتحدة لـ«الحشد الشعبي».
وقالت الحامدي في تصريح صحافي لها إن «تهديد نائب الرئيس الأميركي خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع رئيس الإقليم البارزاني بأن واشنطن تنوي اتخاذ خطوات إضافية للتصدي لنفوذ تشكيلات (الحشد الشعبي) باعتبارها موالية لإيران دليل على أن الولايات المتحدة الأميركية تقف خلف الاعتداءات التي طالت مقرات (الحشد الشعبي)». وأضافت الحامدي: «نرفض اتهام بنس فصائل (الحشد) بالمولاة لإيران لكون الحشد قوة أمنية عراقية دافعت عن العراق، وحررت أراضيه من (داعش)».
وفي السياق نفسه، دعا القيادي في التيار الصدري ورئيس لجنة الأمن والدفاع السابق في البرلمان العراقي حاكم الزاملي الحكومة العراقية إلى اتخاذ تدابير أمنية من أجل تأمين الأسلحة العراقية المهمة من الضربات الجوية. وقال الزاملي في تصريح أمس إن «العراق في حالة حرب حالياً، سواء اعترفت إسرائيل أم لم تعترف»، مبيناً أن «العراق يُراد له أن يتحول إلى ساحة صراع رغم أنه يحاول أن ينأى بنفسه عن هذا الصراع».
من جهة ثانية، أكد مدير مركز التفكير السياسي الدكتور إحسان الشمري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «العراق ما زال يتعامل مع الأزمة بدرجة عالية من الحساسية، خصوصاً أن قضية تحديد الجهة التي استهدفت هذه المعسكرات، لا يزال يحتاج إلى وقت، أو الدولة المسؤولة عن هذا الموضوع».
وأضاف الشمري أن «عملية التعاطي مع هذا الأمر تسير وفقاً لخطط ومراحل يمكن من خلالها اعتماد بعض الآليات بهدف استكمال التحقيقات اللازمة». وأوضح أنه «في حال ثبت وجود دولة أو جهة خارجية، فإن العراق سينتقل بعدة مسارات ذات بُعد سياسي ودبلوماسي على مستوى مجلس الأمن وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وحتى الاتحاد الأوروبي من أجل إيجاد مساحات ضغط لكيلا تتكرر مثل هذه الاعتداءات». وبشأن النفي الأميركي يقول الشمري إن «الولايات المتحدة الأميركية حين تنفي تدرك أن هناك مَن يريد جرها إلى أن يكون العراق أرض تصادم، بينما هي تبحث عن حوار مع طهران وليس تصادماً، وعليه فإن هذه التصريحات بالنفي، إنما هي محاولة بعدم استخدام موضوع العداء لهذه الجهات». وأوضح أن «واشنطن تدرك أن هناك فصائل مسلحة تريد للعراق أن يكون دولة هشّة حيث إن عملية تغول لقرار غير رسمي سوف تكون له تداعيات خطيرة برغم أن العراق يتعامل بهدوء مع الأزمة لكي يبقى منطق الدولة هو السائد».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.