«طالبان» تشدد على التعاون بين كل فئات الشعب الأفغاني

قصف جوي ومعارك برية في عدة ولايات

اتفاق سلام لإنهاء الصراع المستمر منذ 18 عاماً في أفغانستان سيشهد سحب آلاف الجنود الأميركيين مقابل وعود من حركة طالبان بأنها ستقطع علاقاتها مع الجماعات المسلحة مثل تنظيم القاعدة.
اتفاق سلام لإنهاء الصراع المستمر منذ 18 عاماً في أفغانستان سيشهد سحب آلاف الجنود الأميركيين مقابل وعود من حركة طالبان بأنها ستقطع علاقاتها مع الجماعات المسلحة مثل تنظيم القاعدة.
TT

«طالبان» تشدد على التعاون بين كل فئات الشعب الأفغاني

اتفاق سلام لإنهاء الصراع المستمر منذ 18 عاماً في أفغانستان سيشهد سحب آلاف الجنود الأميركيين مقابل وعود من حركة طالبان بأنها ستقطع علاقاتها مع الجماعات المسلحة مثل تنظيم القاعدة.
اتفاق سلام لإنهاء الصراع المستمر منذ 18 عاماً في أفغانستان سيشهد سحب آلاف الجنود الأميركيين مقابل وعود من حركة طالبان بأنها ستقطع علاقاتها مع الجماعات المسلحة مثل تنظيم القاعدة.

دعا زعيم «طالبان» مولوي هبة الله أخوندزاده، الشعب الأفغاني إلى الاحتفال بعيد الأضحى بشكل آمن، وبما يشيع روح الأخوة والمحبة ومساعدة المحتاج، دون أن يعلن وقفاً لإطلاق النار أيام عيد الأضحى. وقال في رسالة بمناسبة قرب عيد الأضحى المبارك، إن «قوات حلف الأطلسي والقوات الحكومية زادت في الآونة الأخيرة من وتيرة جرائمها، بالقصف الجوي لمنازل المدنيين من عامة الشعب، وبالمداهمات الليلية للمنازل، وقتل المدنيين العزل، وإلحاقهم الأذى والخسائر بهم فيها، وبحوادث تدمير المنازل، والمدارس، والمساجد، والمستوصفات الطبية.
وبسبب ما أصاب العدوّ من الهلع والارتباك فقد بدأ محاربته لعامة الشعب بشكل علني، ولا يمتنع من ارتكاب أي جريمة في حقه»، مضيفاً أن «عاقبة الظلم إلى زوال».
وأشار مولوي هبة الله إلى أن مقاتلي «طالبان»: «امتلكوا زمام المبادرات العسكرية، ولم يبقَ للعدوّ سوى القصف الجوي العشوائي الأعمى». وإن مقاتلي الحركة اليوم «في أفضل حالة من الاتحاد والتنسيق والطاعة والانتظام». كما تمكنت «طالبان» من «توطيد علاقات سياسية واسعة إقليمياً وعالمياً، وشرحت قضيتها وسياساتها على نطاق واسع للجهات المعنية والعالم، كما تمكنت في الصعيد الداخلي من التبلور كمحور أساسي لجهود السلام والمصالحة، وخطت خطوات بنّاءة في مجال التشاور والحوار مع وجهاء البلد والجهات السياسية فيه. وقد أحرزت الإمارة مكسباً عظيماً وتقدّماً كبيراً في هذا المجال؛ حيث صارت الأغلبية الساحقة من الأطياف السياسية في البلد تتضامن مع الإمارة الإسلامية في المطالبة بإنهاء الاحتلال، وفي إقامة النظام الإسلامي، وهذا مما كانت الإمارة تسعى لتحقيقه خلال الـ18 سنة الماضية».

وتحدثت رسالة مولوي هبة الله في العيد عن أهداف «طالبان» بالقول: «إننا نسعى إلى أن يكون في البلد نظام عدلي منصف، وأن تكون هناك سياسة حقيقية، واقتصاد قوي، وتعليم معياري، ورفاهية في الحياة الاجتماعية».
وفي محاولة لاستمالة القوى المؤيدة للحكومة الأفغانية والمعارضة لـ«طالبان» قال هبة الله في رسالته: «فتعالوا لنستغلّ نحن وأنتم معاً الفرصة المتاحة لتحرير البلد، وتحقيق الآمال لإقامة النظام الإسلامي في البلد».
ووجه مولوي هبة الله رسالة للأميركيين، فقال: «يجب عليكم أنتم أيضاً أن تسيّروا عملية المحادثات بصدق وجدّية، لنخطو خطوات مؤثّرة نحو حلّ القضية، ولنضع نقطة النهاية لهذه المأساة». وشكك في نيات القيادة الأميركية السياسية والعسكرية، بقوله: «إن تشديدكم أيها الأميركيون للقصف الجوي الأعمى بالتزامن مع إجراء المحادثات، واستهدافكم المدنيين في مختلف الهجمات، والتصريحات المتضاربة لمختلف المسؤولين العسكريين والسياسيين، هو مما يبعث القلق، ويوجد الشكوك حول إرادتكم تجاه عملية المحادثات».
وجاءت رسالة مولوي هبة الله زعيم «طالبان» في وقت زادت فيه وتيرة العمليات العسكرية من قوات الحكومة وحلف الأطلسي وقوات «طالبان»، في كثير من الولايات الأفغانية. فقد نقلت وكالة «باختر» الأفغانية الرسمية عن القوات الحكومية قولها إنها دمرت ثلاثة معامل لصنع الأحزمة الناسفة في مدينة كابل. ونقلت الوكالة عن الاستخبارات الأفغانية قولها إن المعامل الثلاثة اكتشفت وتم تدميرها في عملية عسكرية في الدائرتين الثامنة والخامسة عشرة التابعة للشرطة الأفغانية، في مديرية بغرامي في كابل. وحسب بيان الاستخبارات الأفغانية، فإن المعامل الثلاثة تابعة لتنظيم «داعش» للقيام بتفجيرات في العاصمة.
ونقلت وكالة «خاما برس» عن فيلق الرعد التابع للجيش الأفغاني قوله، إن الطيران الحربي الأميركي في أفغانستان شن غارات جوية في ولاية غزني، أسفرت عن مقتل 25 من قوات «طالبان»، وأن الغارات استهدفت مواقع «طالبان» في موقور وجيلان في ولاية غزني، كما دمرت مدرعة «همفي» تابعة لقوات «طالبان»، كما قتلت القوات الحكومية الأفغانية أحد عناصر «طالبان»، وجرحت 3 آخرين في منطقة أب بند في الولاية نفسها.
وذكرت الوكالة نفسها أن القوات الحكومية تمكنت من صد هجوم لقوات «طالبان» في ولاية فراه غرب أفغانستان. ونقلت «خاما برس» عن الشرطة الأفغانية في ولاية فراه قولها إن قوات «طالبان» هاجمت عدداً من مراكز التفتيش في منطقة بالا بولاك؛ لكن القوات الحكومية تصدت لها وقتلت سبعة من مسلحي «طالبان»، وجرحت ثلاثة آخرين.
كما أعلنت القوات الحكومية تدمير عربة «همفي» مدرعة تابعة لقوات «طالبان» في ولاية بغلان شمال العاصمة كابل، فقد ذكر «فيلق شاهين» التابع للجيش الأفغاني أن قواته استهدفت عربة «همفي» مدرعة مملوءة بالمتفجرات بعد اقترابها من نقطة للجيش في منطقة كيلاجي، وقتل في الحادث اثنان من مسلحي «طالبان» حسب بيان الجيش الأفغاني، كما أسرت قوات الجيش انتحارياً ثالثاً من قوات «طالبان».
وكانت «طالبان» قد قالت في نبأ على موقعها، إن قواتها هاجمت مدرعة للقوات الحكومية في ولاية فراه، وأسفر الهجوم عن تدمير المدرعة وإصابة جنديين، كما هاجمت قوات «طالبان» في منطقة بشترود في فراه قافلة عسكرية حكومية مستخدمة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما ألحق خسائر فادحة في صفوف القوات الحكومية، بينما شهدت ولايات هلمند وقندهار وزابل اشتباكات بين قوات «طالبان» والقوات الحكومية.



«الجنائية الدولية» ترفض طعن منغوليا في قرار يدين عدم توقيفها بوتين

لحظة وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منغوليا (رويترز)
لحظة وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منغوليا (رويترز)
TT

«الجنائية الدولية» ترفض طعن منغوليا في قرار يدين عدم توقيفها بوتين

لحظة وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منغوليا (رويترز)
لحظة وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منغوليا (رويترز)

رفضت المحكمة الجنائية الدولية، الجمعة، طلب استئناف تقدمت به منغوليا ضد قرار أكد انتهاكها التزاماتها بعدم توقيفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء زيارة أجراها للبلاد.

وزار الرئيس الروسي منغوليا في أوائل سبتمبر (أيلول) رغم صدور مذكرة توقيف بحقّه من المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرّاً، بشبهة الترحيل غير القانوني لأطفال أوكرانيين بعد غزو أوكرانيا عام 2022.

وقالت المحكمة في قرارها: «إنها رفضت طلب منغوليا بالحصول على إذن بالاستئناف»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، اتهمت المحكمة الجنائية الدولية منغوليا، وهي دولة عضو، بالفشل في اعتقال بوتين، وأحالت المسألة على جمعية الدول الأطراف لاتخاذ مزيد من الإجراءات.

وينص نظام روما، وهو المعاهدة التأسيسية للمحكمة التي وقّعتها جميع الدول الأعضاء، على التزام الدول بتوقيف المطلوبين.

مسؤول عن «جريمة حرب»

وبعد أيام من صدور القرار، تقدّمت منغوليا بطلب للحصول على إذن باستئنافه، فضلاً عن استبعاد اثنين من القضاة، لكن المحكمة رفضت، الجمعة، طلبي منغوليا.

وقال القضاة إن قرار المحكمة، وإحالة المسألة على جمعية الدول الأطراف، لا يمكن استئنافهما، لأنهما «لا يُشكلان حكماً رسمياً للمحكمة بشأن جوهر القضية أو بشأن مسألة إجرائية».

وأضاف القضاة أن القرار كان «تقييماً للامتثال في ما يتعلق بواجب التعاون مع المحكمة».

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق بوتين في مارس (آذار) 2023. وقالت حينها إن هناك «أسباباً معقولة» للاعتقاد بأن بوتين «يتحمل المسؤولية عن جريمة الحرب المتمثلة في الترحيل غير القانوني» لأطفال أوكرانيين إلى روسيا.

ورفضت موسكو مذكرة التوقيف وعَدّتها باطلة، لكن زيارة بوتين إلى منغوليا كانت الأولى لدولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية خلال 18 شهراً منذ صدور المذكرة.

وألغى الرئيس الروسي العام الماضي زيارة إلى قمة مجموعة «بريكس» في جنوب أفريقيا، العضو في المحكمة الجنائية الدولية، بعد ضغوط داخلية وخارجية على بريتوريا لتوقيفه.