نائب وزير الحج السعودي: مشروع جديد لخفض الحرارة وقياسها في المشاعر المقدسة

رجح ارتفاع عدد المعتمرين إلى 15 مليوناً خلال العام المقبل... وأكد تطويع التقنية لخدمة حجاج قطر

عبد الفتاح مشاط
عبد الفتاح مشاط
TT

نائب وزير الحج السعودي: مشروع جديد لخفض الحرارة وقياسها في المشاعر المقدسة

عبد الفتاح مشاط
عبد الفتاح مشاط

أكد الدكتور عبد الفتاح مشاط نائب وزير الحج والعمرة في السعودية استحداث مشروع يخفض درجة الحرارة في المشاعر، ويقيسها كل 10 ثوانٍ، مشددا على أن بلاده ترحب بجميع المسلمين باختلاف ثقافاتهم ولغاتهم وانتماءاتهم ومن جميع دول العالم، للقدوم للأراضي السعودية بهدف أداء الركن الخامس من أركان الإسلام وتأديتهم مناسكهم وسط منظومة من الخدمات المتقدمة بما يحقق الراحة والاطمئنان لحجاج بيت الله الحرام لتمكنهم من أداء شعائرهم على أكمل وجه.
ورجح نائب وزير الحج والعمرة في حديث أجرته معه لـ«الشرق الأوسط» ارتفاع عدد المعتمرين خلال العام المقبل ليصل إلى 15 مليونا. مشيراً إلى استحداث وزارة الحج والعمرة العديد من البرامج واللجان لضمان جودة الخدمات المقدمة للحجاج، مشيراً إلى أن خدمة الحجاج شرف للجميع.
ودعا الدكتور مشاط الحجاج للالتزام بالسلم والتفرغ لأداء النسك والابتعاد عن الرفث والفسوق، والنأي عن كل ما يعكر صفوف حجاج بيت الله الحرام، إيماناً بعظم الشعيرة، منوهاً أن بلاده ترحب دائماً انطلاقا من مبادئها الراسخة في تمكين جميع المسلمين باختلاف ثقافاتهم ولغاتهم وانتماءاتهم ومن جميع بلدان العالم من الوصول إلى المملكة العربية السعودية لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام وتأديتهم مناسكهم وسط منظومة من الخدمات المتقدمة بما يحقق الراحة والاطمئنان لحجاج بيت الله الحرام لتمكنهم من أداء شعائرهم على أكمل وجه.
استعدادات ومشاريع
تستعد وزارة الحج والعمرة لموسم الحج كل عام بعد نهاية الموسم الذي سبقه، حيث بدأت الاستعدادات المبكرة لحج العام الحالي قبل مغادرة الحجاج موسم الحج الماضي، من خلال دراسة تقارير الأداء ومطابقة مؤشرات الأداء مع أهداف الخطط التشغيلية، ودعم المبادرات الإيجابية وتلافي جوانب القصور أياً كانت.
كذلك تقدم الوزارة كل عام حزما من البرامج والمبادرات الجديدة التي يتم إعدادها بعناية بالتعاون مع الاستشاريين وبيوت الخبرة، ومن تلك المبادرات التي تم تفعيلها هذا العام الاستعداد لاستقبال ومغادرة الحجاج عبر مطار الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز في ينبع لأول مرة، لينضم لمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة، وفي الحقيقة هذا الإجراء سيسهم في تقليل مدد الانتظار وإنهاء إجراءات الوصول بشكل سريع لراحة ضيوف الرحمن.
وكشف مشاط عن استحداث وزارة الحج والعمرة لجنة لمراقبة جاهزية مساكن الحجاج قبل السماح لهم بالتعاقد، وهذه اللجنة تشكل ضمانة لجاهزية المساكن بالمعايير التي وضعتها الوزارة في إطار استراتيجيتها لتعزيز صناعة الضيافة لضيوف الرحمن.
كما أشار إلى إنشاء الوزارة وحدة للمسؤولية المجتمعية لتعزيز الشراكة مع المجتمع بما يخدم ضيوف الرحمن، حيث انطلقت الأعمال التطوعية في منافذ الوصول والحرمين الشريفين والمواقيت يشارك بها أبناء وبنات الوطن لتقديم العون لضيوف الرحمن عبر برنامج كن عوناً الذي أطلقته الوزارة هذا العام بالتعاون مع مسك الخيرية، إضافة إلى تطبيق إلكتروني للتعامل مع شكاوى ممثلي شؤون الحجاج، ضمن الجهود الحثيثة للوزارة لتقديم الدعم للمستفيدين، واستخدام التقنية في معالجة الشكاوى والبلاغات بشكل آمن وسريع، مع استحداث نظام إلكتروني للمفقودات وتتبعها. وأوضح نائب وزير الحج والعمرة أن الوزارة تنفذ العديد من المشاريع الإنشائية ومشاريع الطرق والرصف في المشاعر المقدسة بمنى ومزدلفة وعرفات وتعديل مدخل (التبة) المصطبة العلوية بمشعر عرفات لتيسير عملية دخول الحافلات، فضلا عن أتمتة الإجراءات والتكامل مع وزارة الصحة (فتح المقرات الطبية وتصريح الكوادر الطبية وإغلاق المقرات)، مبادرة نوعية لنقل أمتعة الحجاج من منافذ القدوم إلى مقرات سكنهم، كما جرى تطوير مراكز الإرشاد والخدمات وتزويدها بالتجهيزات والتقنيات التي تساعد في تقديم خدمة راقية لضيف الرحمن، إضافة إلى تركيب الشاشات الإرشادية بمجمع صالات الحج والعمرة بمطار جدة على طول مسار القدوم والمغادرة حتى الحافلات.
«طريق مكة»
أكد الدكتور مشاط أن مبادرة طريق مكة هي «إحدى المبادرات التي تسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 ضمن مبادرات برنامج خدمة ضيوف الرحمن وتضيف انطباعاً متميزاً في رقي الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن حيث تسمح بإنهاء إجراءات وصول الحجاج المستفيدين من المبادرة من مطارات خمس دول وهي: تونس، وباكستان، وبنجلاديش، وإندونيسيا، وماليزيا إلى السعودية وذلك بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والتي تعكس حرص واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، على الارتقاء بجودة الخدمات التي يتم تقديمها لضيوف الرحمن»، مشيراً إلى أن شمولية المبادرة على كافة الحجاج وبلدانهم مستقبلا متاحة، وعلى الجهات المعنية في الدول الراغبة بالاستفادة من خدمات طريق مكة، من خلال التقدم لوزارة الحج والعمرة أو عبر ممثليات المملكة في الخارج، لدراسة الطلب.
حجاج قطر
وزارة الحج والعمرة في السعودية دعت السلطات المعنيّة في دولة قطر إلى تسهيل إجراءات قدوم الأشقاء القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج، وإزالة العقبات التي تفرضها حكومة قطر لمنعهم من القدوم لأداء هذه الشعيرة العظيمة، كما وجهت وزارة الحج والعمرة الدعوة للمسؤولين عن شؤون الحج في دولة قطر هذا العام ١٤٤٠هـ كغيرهم من المسؤولين في الدول الإسلامية للقدوم للمملكة لترتيب قدوم الحجاج القطريين.
وأضاف: «عُقد الاجتماع مع القطريين بتاريخ 13 فبراير (شباط) الماضي، وبُحثت كافة الأمور المتعلقة بتنظيم قدوم الحجاج والمقيمين من قطر لأداء مناسك الحج، ولكن الوفد القطري غادر دون أن يوقع على اتفاقية الحج، وبالتالي لم تمنح السلطات القطرية الفرصة لشركات الحج القطرية من القدوم للاتفاق مع مقدمي خدمات الحجاج في المملكة».
واستطرد مشاط «في ظل تعنت السلطات القطرية وعدم استجابتها لدعوة المملكة الجهات المعنية بالحجاج القطريين بدولة قطر إلى تسهيل قدوم الأشقاء القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج، قامت وزارة الحج والعمرة انطلاقا من مبادئ المملكة الراسخة بتسهيل وصول المسلمين من جميع أنحاء العالم، باختلاف انتماءاتهم وثقافاتهم ولغاتهم، بتخصيص رابط لتمكين الراغبين بأداء فريضة الحج من الأشقاء القطريين من تسجيل بياناتهم واختيار الخدمات التي تتناسب مع احتياجاتهم حيث أنهت وزارة الحج والعمرة كافة الترتيبات اللازمة لخدمتهم».
تقنيات الحرارة
كشف الدكتور مشاط عن قيام وزارة الحج والعمرة بالتعاون مع أمانة العاصمة المقدسة بمبادرة للتخفيف من وطأة الحرارة المرتفعة بالمشاعر المقدسة، وذلك بتنفيذ مشروع طلاء الأسفلت الخافض للحرارة بطرق المشاة حيث يساهم ذلك في تخفيض درجة الحرارة من ١٥ إلى ٢٠ درجة مئوية، وجرى تغطية ٣٥٠٠ متر مربع، منوهاً أنه سيتم تغطية مواقع أخرى خلال العام المقبل، وتابع بأن المشروع يتضمن قياس درجة الحرارة كل ١٠ ثوان من خلال حساسات تم وضعها تحت الأسفلت، كما ذكّر بوجود عدد من المستشفيات بالمشاعر المقدسة إضافة إلى العيادات المتنقلة الجاهزة والفرق الطبية الميدانية على مدار الساعة لخدمة ضيوف الرحمن ومعالجة أعراض الإعياء والإجهاد الحراري بالإضافة إلى توزيع مظلات واقية من الشمس وتوفير المياه الباردة، وغيرها من الوسائل التي من شأنها التقليل من التعرض لارتفاع بدرجات الحرارة.
كما أكد عدم صدور أي قرار رسمي بإنشاء مخيمات ذات دورين وما أنشئ كان لأغراض خاصة بإحدى مؤسسات أرباب الطوائف كمبنى مخصص لأغراض إدارية، وموضوع المخيمات بطابقين هو تحت الدراسة من الجهات المعنية ولم يتخذ أي قرار بشأنه.
الحجاج المخالفون
تخلف بعض الحجاج لم يعد ظاهرة، وفق النائب، الذي قال «إن الحجاج القادمين إلى المملكة على وعي بأنظمة وتعليمات الحج، وهذا بفضل الله ثم التنسيق المبكر مع بعثات مكاتب شؤون الحج، وتعمل الوزارة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة على ضبط تخلف أعداد الحجاج من خلال فرض غرامات على مؤسسات الطوافة والتشديد بالتزامها بعودة حجاجها في الوقت المحدد حسب جدول الرحلات». وتوقع أن تتضاعف أعداد المعتمرين خلال السنوات المقبلة قياساً بالمعطيات الموجودة على الأرض وما يجري توفيره من خدمات، متوقعاً أن تستقبل السعودية 15 مليون معتمر خلال العام المقبل 2020.


مقالات ذات صلة

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

الخليج الأمير سعود بن مشعل أكد ضرورة تكثيف التنسيق بين كافة القطاعات لتهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

نحو تهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات وتسهيل طرق الحصول عليها وتحسين المرافق التي تحتضن هذه الشعيرة العظيمة، أعلنت السعودية عن بدء التخطيط الزمني لحج 1446هـ.

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا الحجاج المصريون النظاميون يؤدون مناسك الحج (أرشيفية - وزارة التضامن الاجتماعي)

مصر تلغي تراخيص شركات سياحية «متورطة» في تسفير حجاج «غير نظاميين»

ألغت وزارة السياحة والآثار المصرية تراخيص 36 شركة سياحة، على خلفية تورطها في تسفير حجاج «غير نظاميين» إلى السعودية.

أحمد عدلي (القاهرة)
الخليج 7700 رحلة جوية عبر 6 مطارات نقلت حجاج الخارج إلى السعودية لأداء فريضة الحج (واس)

السعودية تودّع آخر طلائع الحجاج عبر مطار المدينة المنورة

غادر أراضي السعودية، الأحد، آخر فوج من حجاج العام الهجري المنصرم 1445هـ، على «الخطوط السعودية» من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة للطرفين عقب توقيع الاتفاقية (مجموعة السعودية)

«مجموعة السعودية» توقّع صفقة لشراء 100 طائرة كهربائية

وقّعت «مجموعة السعودية» مع شركة «ليليوم» الألمانية، المتخصصة في صناعة «التاكسي الطائر»، صفقة لشراء 100 مركبة طائرة كهربائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الثوب الأغلى في العالم بحلته الجديدة يكسو الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة (هيئة العناية بشؤون الحرمين)

«الكعبة المشرفة» تتزين بالثوب الأنفس في العالم بحلته الجديدة

ارتدت الكعبة المشرفة ثوبها الجديد، الأحد، جرياً على العادة السنوية من كل عام هجري على يد 159 صانعاً وحرفياً سعودياً مدربين ومؤهلين علمياً وعملياً.

إبراهيم القرشي (جدة)

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
TT

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)

أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.

وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.

وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء البريطاني خلال جلسة مباحثات رسمية في الرياض (واس)

وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).

وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.

وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».

وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.

جانب من جلسة المباحثات بين الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر (واس)

كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».

وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.

ولي العهد السعودي يصافح رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى قصر اليمامة (واس)

ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.

واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.

وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء البريطاني (واس)

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.

وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.

واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.

الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر قبيل جلسة المباحثات في قصر اليمامة (واس)

وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.

وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.

وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.

وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.

ولي العهد السعودي يصافح الوفد المرافق لرئيس الوزراء البريطاني (واس)

وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.

وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.

ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني في قصر اليمامة بالرياض (واس)