شرطة البنجاب تعيد اعتقال حافظ سعيد بتهمة تمويل الإرهاب

حافظ سعيد خلال إحدى جلسات محاكمته
حافظ سعيد خلال إحدى جلسات محاكمته
TT

شرطة البنجاب تعيد اعتقال حافظ سعيد بتهمة تمويل الإرهاب

حافظ سعيد خلال إحدى جلسات محاكمته
حافظ سعيد خلال إحدى جلسات محاكمته

بعيد إطلاق سراحه من قبل محكمة إقليم البنجاب العليا، أعادت وكالة مكافحة الإرهاب في الإقليم اعتقال حافظ محمد سعيد، رئيس جماعة «الدعوة» الباكستانية، التنظيم الأم لـ«لشكر طيبة»، بالقرب من مدينة كوجرانوالا، التي تبعد 65 كيلومتراً عن مدينة لاهور.
وأكد الناطق باسم حكومة البنجاب، شهباز جيل، عملية الاعتقال بالقول إن التهمة الرئيسية لحافظ محمد سعيد هي جمع الأموال لمنظمات محظورة وغير قانونية.
وحسب مسؤولين في وكالة مكافحة الإرهاب في إقليم البنجاب، فإن حافظ سعيد كان في طريقه إلى جلسة محكمة خاصة بالقضايا الإرهابية في مدينة كوجرانوالا، لطلب الإفراج عنه بكفالة، وتم اعتقاله داخل حدود المدينة، ونقل إلى جهة غير معلومة. وأكد مسؤولون في جماعة «الدعوة» عملية الاعتقال.
وكانت السلطات الباكستانية قد اعتقلت قبل أسبوعين 13 من قيادات جماعة «الدعوة»، وفي مقدمهم حافظ سعيد، ووجهت إليهم كثيراً من التهم التي تتعلق بجمع الأموال لتمويل جهات محظورة، وغسل الأموال، كما قالت حكومة البنجاب.
وأعلنت وكالة مكافحة الإرهاب توجيه عدد من التهم لحافظ سعيد، بتمويل الإرهاب من خلال التبرعات الضخمة التي جمعها عبر مؤسسة «الأنفال»، و«دعوة الإرشاد»، ومؤسسة «معاذ بن جبل» الخيرية. وكانت حكومة باكستان قد حظرت هذه الجمعيات الخيرية في أبريل (نيسان) الماضي، بادعاء أن لها صلات مالية وتنظيمية مع قيادة جماعة «الدعوة» التي حظرتها حكومة عمران خان أوائل السنة الحالية، بتهمة تقديم دعم مالي لجماعات محظورة في باكستان، والحصول على تمويل ضخم عبر جمع التبرعات من المواطنين الباكستانيين.
وكانت محكمة إقليم البنجاب العليا قد أطلقت سراح حافظ محمد سعيد قبل عشر سنوات، وبرأته من أي صلة بتنظيم «لشكر طيبة» المحظور في باكستان، والذي تتهمه الهند والولايات المتحدة بالمسؤولية عن الهجوم على مدينة مومباي الهندية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، مما أدى إلى مقتل 168 شخصاً، بينهم عدد من الأميركيين.
كما أثبتت المحكمة العليا في البنجاب في قرارها عام 2009، أن حافظ سعيد تخلى عن أي علاقة مع تنظيم «لشكر طيبة» عام 2001، بينما تم حظر التنظيم رسمياً في باكستان عام 2002، وهو ما يجعله غير مسؤول عن أي عمل يقوم به التنظيم بعد تخليه عنه.
وكانت مجموعة العمل الدولية لمراقبة تمويل الإرهاب، ومقرها باريس، طلبت من باكستان أكثر من مرة تقديم أدلة قاطعة على عدم وجود أي جهات داخل باكستان لها علاقات بتمويل الجماعات المحظورة داخل باكستان، والمتهمة بالإرهاب في الخارج، وأدت الضغوط التي مارستها المجموعة الدولية على باكستان إلى إعاقة حصول الأخيرة على كثير من القروض الدولية، وحذر الشركات العالمية من الاستثمار في باكستان.
ويأتي اعتقال حافظ سعيد متزامناً مع يوم إعلان محكمة العدل الدولية في لاهاي حكمها في قضية الجاسوس الهندي كلبوشان ياداف، الذي اعتقله الجيش الباكستاني في مارس (آذار) 2016 في إقليم بلوشستان، بعد قول باكستان إن كلبوشان الذي كان ضابطاً في الاستخبارات الهندية ويعمل في مدينة تشابهار الإيرانية، تسلل إلى باكستان بصورة غير قانونية، وكون خلايا تعمل لصالح الاستخبارات الهندية، وقام بعمليات نسف وتفجير لعدد من المواقع الباكستانية.
ونشر الجيش الباكستاني شريطاً قال إنه اعتراف من الجاسوس الهندي بما جند لأجله، والعمليات التي قام بها لصالح المخابرات الهندية. كما حكمت عليه محكمة عسكرية عرفية باكستانية بالإعدام، وهو ما دفع الحكومة الهندية لنقل قضيته إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي.
وتتوقع الحكومة الباكستانية أن يصدر قرار محكمة العدل الدولية لصالحها في مسألة كلبوشان ياداف، مما يعزز وجهة النظر الباكستانية في مواجهة الهند.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».