أحزاب مصرية تتجاوز الشكوى وتدعو للإضراب عن الطعام تضامنا مع نشطاء محبوسين

طالبت بإسقاط «قانون التظاهر» وعدت تصعيدها ردا على تجاهل السلطات

أحزاب مصرية تتجاوز الشكوى وتدعو للإضراب عن الطعام تضامنا مع نشطاء محبوسين
TT

أحزاب مصرية تتجاوز الشكوى وتدعو للإضراب عن الطعام تضامنا مع نشطاء محبوسين

أحزاب مصرية تتجاوز الشكوى وتدعو للإضراب عن الطعام تضامنا مع نشطاء محبوسين

في أول تحرك احتجاجي لأحزاب مدنية مصرية ضد السلطات الحالية، منذ ثورة 30 يونيو (حزيران) التي أنهت حكم جماعة الإخوان المسلمين قبل ما يزيد عن العام، دعت 7 أحزاب شاركت في إسقاط الجماعة، أعضاءها إلى إضراب جزئي عن الطعام اليوم (السبت)، في مسعى للضغط من أجل إسقاط قانون التظاهر، والتضامن مع نشطاء مضربين داخل السجون متهمين في قضايا تتعلق بخرق القانون المثير للجدل.
ودأب قادة أحزاب: الدستور، والمصري الديمقراطي الاجتماعي، والتحالف الشعبي الاشتراكي، والكرامة، والتيار الشعبي، والعيش والحرية، ومصر الحرية، على رفع أصواتهم اعتراضا على القانون منذ إقراره نهاية العام الماضي، وتقدموا بمذكرات تتضمن مقترحات بتعديله للرئيس عبد الفتاح السيسي، لكن دعوة قيادات تلك الأحزاب للإضراب عن الطعام تعكس نفاد صبرهم على ما يبدو.
وقال بيان مقتضب لحزب الدستور، الذي أسسه الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، إن الأحزاب السبعة قررت تصعيد حملة «الأمعاء الخاوية» الداعية لـ«إطلاق سراح كل معتقلي الرأي والمحبوسين على ذمة قانون التظاهر»، وضرورة تعديل هذا القانون الذي عدته مخلا «بحقوق أساسية وردت في الدستور، ويناقض ما حققه الشعب المصري من إنجازات في أعقاب ثورة 25 يناير عام 2011».
ودعا البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أعضاء تلك الأحزاب إلى «فتح مقراتها والمشاركة في الإضراب عن الطعام للتأكيد على ما أسمته عدالة مطالبها»، بعد أن «صممت السلطات المعنية على تجاهلها على مدى الشهور الماضية»، بحسب البيان.
وكان نشطاء مصريون يقضي بعضهم عقوبة السجن لإدانتهم بخرق قانون التظاهر، بينما يحتجز الآخرون على ذمة اتهامات بخرق القانون، قد أعلنوا إضرابا عن الطعام، سرعان ما انضم إليه معظم النشطاء داخل السجون، والتحق بهم نشطاء وشخصيات عامة خارج السجن، في أوسع حركة تمرد على السلطات.
وتتزامن دعوة الأحزاب للإضراب عن الطعام مع دعوة مماثلة لصحافيين، أعلنوا أيضا دخولهم في إضراب عن الطعام اليوم في مقر نقابة الصحافيين بوسط القاهرة، للمطالبة بالإفراج عن النشطاء الشباب المحبوسين وتعديل قانون التظاهر.
وزار وفد من أعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان شبه الحكومي، عددا من النشطاء المضربين، وعلى رأسهم المدون والناشط علاء عبد الفتاح، وأحمد عبد الرحمن، المحكوم عليهما بـ15 عاما لإدانتيهما بخرق قانون التظاهر، والناشط أحمد دومة الذي يقضي عقوبة السجن 3 سنوات بالتهمة نفسها، وأوصى وفد المجلس بإخضاعهم لإشراف طبي خارجي بعد تردي حالتهم الصحية.
وأعلن نشطاء قبل أسبوع إضرابا عن الطعام في مقر المجلس القومي لحقوق الإنسان للضغط على أعضاء المجلس والسلطات للإفراج عمن يصفونهم بـ«سجناء الرأي»، وقال أعضاء في المجلس وقادة أحزاب شاركوا في كتابة دستور البلاد الجديد، إن قانون التظاهر «غير دستوري».
وقال مسؤول رسمي إن «لجنة شكلها الرئيس السيسي لإعادة النظر في التشريعات القائمة، ستنظر في قانون تنظيم الحق في التظاهر، ضمن حزمة التشريعات التي تراجعها»، لكنه أكد أن الأولوية للقوانين ذات الصلة بالملف الاقتصادي.
وسن الرئيس السابق، عدلي منصور، قانون التظاهر نهاية العام الماضي، في مواجهة تحديات أمنية فرضها صراع السلطات مع جماعة الإخوان التي رفضت الاعتراف بالمسار السياسي في أعقاب عزل مرسي، لكن السلطات استخدمت القانون ضد نشطاء شاركوا في إسقاط حكمه.



المجاعة تهدد أطفال غزة وأمهات يبحثن عن الحليب

توفي منذ اندلاع الحرب في غزة 32 شخصاً بسبب سوء التغذية (أ.ف.ب)
توفي منذ اندلاع الحرب في غزة 32 شخصاً بسبب سوء التغذية (أ.ف.ب)
TT

المجاعة تهدد أطفال غزة وأمهات يبحثن عن الحليب

توفي منذ اندلاع الحرب في غزة 32 شخصاً بسبب سوء التغذية (أ.ف.ب)
توفي منذ اندلاع الحرب في غزة 32 شخصاً بسبب سوء التغذية (أ.ف.ب)

تبحث أميرة الطويل في صيدليات قطاع غزة عن حليب لإطعام طفلها يوسف، الذي يحتاج إلى علاج وغذاء، لكن كل محاولاتها لتأمينه باءت بالفشل. يستلقي يوسف بجسده النحيل على السرير في مستشفى الأقصى في دير البلح وقد ربطت رجله بحقن وريدية.

تقول الطويل لوكالة الصحافة الفرنسية: «يوسف يحتاج إلى علاج وغذاء جيد، الحليب غير متوفر نهائياً». وتضيف الأم: «أُطعمه حالياً بعض القمح، لكن لا حليب. هذا ما يجعله يعاني من الانتفاخ، طلبوا مني أن أجري له فحصاً لحساسية القمح».

توفي منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 32 شخصاً بسبب سوء التغذية.

وقالت «منظمة الصحة العالمية»، السبت، إن أكثر من 4 من أصل 5 أطفال أمضوا يوماً كاملاً من دون تناول الطعام مرة واحدة على الأقل خلال 3 أيام.

وقالت المتحدثة باسم «منظمة الصحة العالمية» مارغريت هاريس، في بيان، إن «الأطفال يتضورون جوعاً».

وبحسب منظمات الإغاثة، فإن ارتفاع معدلات سوء التغذية بين أطفال غزة دون الخامسة سببه عدم وصول المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة إلى من يحتاجون إليها.

إغلاق المعابر

بدأت الحرب في قطاع غزة مع شنّ «حماس» هجوماً غير مسبوق على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر تسبّب بمقتل 1189 شخصاً، معظمهم مدنيون.

وردّت إسرائيل متوعدة بـ«القضاء» على «حماس»، وهي تشنّ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمر على قطاع غزة، تترافق مع عمليات برية، ما تسبب بسقوط 36439 قتيلاً، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».

بعد فحص أجراه مكتب «الأمم المتحدة» لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) لأكثر من 93400 طفل دون الخامسة في غزة للتأكد من سوء التغذية، خلصت النتائج إلى أن 7280 منهم يعانون سوء تغذية حاداً.

وينتشر سوء التغذية في شمال قطاع غزة بشكل خاص حيث لم يتلقَّ من بقوا هناك من السكان سوى قليل من المساعدات في الأشهر الأولى من الحرب.

في الأسابيع الأخيرة تم تحويل جزء كبير من المساعدات الغذائية عبر المعابر، وذلك بعد تحذيرات من مجاعة وشيكة.

أما الطفل سيف فقد بدا منهكاً للغاية وبالكاد يستطيع التنفس.

وتقول والدته نهى الخالدي: «طوال الليل وهو يتألم ويعاني المغص والانتفاخ، تم تأجيل العملية التي كانت مقررة له، وهذا يمكن أن يسبب له انفجاراً في الأمعاء».

وتضيف الأم: «نعتمد على ما يأتي من مساعدات لإعطاء الأولاد، وهذا يؤثر كثيراً على صحتهم لأنهم اعتادوا على حليب يتناسب مع أجسادهم».

لكنها تتدارك وهي تحاول حبس دموعها «لا يتوفر أي نوع حليب في الأسواق».

ويؤكد طبيب الأطفال في مستشفى الأقصى، حازم مصطفى، أن إغلاق إسرائيل للمعابر أدى إلى تفاقم الوضع.

ويعدّ معبر رفح المنفذ الرئيسي لدخول المساعدات إلى قطاع غزة من مصر، قبل أن تقوم إسرائيل في 7 مايو (أيار) المنصرم بعملية برية وتسيطر على المعبر الحدودي.

ومنذ ذلك الوقت، لم تسمح إسرائيل بدخول أي مساعدات إلى قطاع غزة، كما لم يتمكن أي من الجرحى والمرضى من الخروج للعلاج.

ويقول الطبيب مصطفى، وخلفه على شاشة الحاسوب صورة أشعة لقفص صدري لأحد المرضى، إن الأخير يعاني «ضعفاً شديداً في جسمه وسوء نمو بسبب منع الاحتلال دخول الأغذية، وخصوصاً الحليب للأطفال».

ويطالب بـ«إدخال كميات وافرة من الحليب حتى تتمكن الأمهات من إعطاء أطفالهن الغذاء المناسب ليكونوا بصحة جيدة».