ابتكار فحص دم لتشخيص التهاب الأمعاء

بديلاً للاختبار التقليدي بالمنظار

ابتكار فحص دم لتشخيص التهاب الأمعاء
TT

ابتكار فحص دم لتشخيص التهاب الأمعاء

ابتكار فحص دم لتشخيص التهاب الأمعاء

كشفت دراسة لباحثين من بولندا، نشرتها أول من أمس دورية الجمعية الفسيولوجية «Physiological Society»، عن فحص دم يمكن من خلاله تشخيص مرض التهاب الأمعاء لأول مرة. وتعتمد الاستراتيجية المعتادة لتشخيص هذا المرض على تنظير القولون بالمنظار، وهو فحص طبي يدخل الطبيب من خلاله أنبوباً إلى الجسم مزوداً في طرفه بكاميرا وإضاءة، ليقوم المنظار بالتصوير داخل الجسم، ويرسل الصور مباشرة إلى شاشة التلفزيون أمام الطبيب.
وتبحث هذه الطريقة عن مشكلات واضحة سببتها التهابات الأمعاء، لذلك فهي تقوم بالتشخيص بعد حدوث المرض، ولكن الفحص الجديد المقترح يقوم بالتشخيص قبل حدوث مشكلة واضحة، وبالتالي فهو يسمح للأطباء بالكشف المبكر عن المرض.
وتقوم فكرة الفحص الجديد على حقيقة أن التهابات الأمعاء تؤثر على حاجز الدم الهضمي وتؤثر على أدائه وظيفته في منع انتقال البكتيريا من داخل الأمعاء إلى مجرى الدم.
وهذا الحاجز نظام متعدد الطبقات يتحكم بدقة في مرور العناصر الغذائية ويمنع انتقال البكتيريا من داخل الأمعاء إلى مجرى الدم، ولكن لدى أولئك الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء (IBD) والأمراض المعوية الأخرى، يكون ضعيفاً أشبه بمنخل ممزق، مما يسمح بمرور مزيد من المنتجات البكتيرية من الأمعاء إلى الدم. ويقول الدكتور مارسين أوفنال، الأستاذ بقسم الفسيولوجيا التجريبية وعلم وظائف الأعضاء بجامعة وارسو الطبية، والباحث الرئيسي في الدراسة، في تصريحات خاصة عبر البريد الإلكتروني لـ«الشرق الأوسط»: «الفحص الجديد يبحث في الدم عن الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي تنتجها معظم البكتيريا المعوية، والتي تصنف في الغالب على أنها من عائلتي (Ruminococcaceae) و(Eubacterium)، وهو ما يوفر طريقة أسهل وأرخص ومن دون ألم للكشف عن مرض التهابات الأمعاء، فضلاً عن أنه يكتشفه بشكل مبكر قبل أن تكون هناك تأثيرات واضحة له».
وأصبح هذا المرض، وفق الإحصاءات التي ذكرتها الدراسة، منتشراً بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم، خصوصاً في البلدان الصناعية، حيث تم في عام 2015 وحده تشخيص 250 ألف إصابة في المملكة المتحدة، و3 ملايين في الولايات المتحدة الأميركية، وتشمل الأعراض ألماً وتورماً في المعدة، وإسهالاً دموياً، وفقدان الوزن والإرهاق الشديد. وفي حين لا يوجد علاج لهذا المرض، فإنه يمكن السيطرة عليه، حيث سيمكّن التشخيص المبكر الذي يوفره هذا الاختبار من السيطرة على الأعراض قبل أن تصبح شديدة، مما يحسن من نوعية حياة المرضى، كما يؤكد أوفنال. ويضيف أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث قبل أن يتم اعتماد هذا الفحص تجارياً، الذي من المتوقع أن تكون تكلفته بسيطة.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.