الأمم المتحدة ترصد 56% زيادة في عدد متعاطي الأفيون

أكثر من 585 ألف ضحية للمخدرات في 2017

الأمم المتحدة ترصد 56% زيادة في عدد متعاطي الأفيون
TT

الأمم المتحدة ترصد 56% زيادة في عدد متعاطي الأفيون

الأمم المتحدة ترصد 56% زيادة في عدد متعاطي الأفيون

ذكر مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة أمس، في تقرير ألقى الضوء على عدد من الاتجاهات السلبية، أنّ العدد الإجمالي للأشخاص الذين يتعاطون الأفيون أعلى من 56 في المائة عن تقديرات سابقة. وأضاف المكتب ومقره فيينا في تقريره السنوي أن عدد الوفيات المتعلقة بالمخدرات بلغ 585 ألفاً في عام 2017، وقفز إنتاج الكوكايين إلى رقم قياسي جديد ذلك العام.
وتأتي التقديرات الأعلى لعام 2017 نتيجة لتحسين المعرفة بمدى تعاطي المخدرات، التي أفادت بها دراسات استقصائية أُجريت في الهند ونيجيريا، وكلاهما من بين بلدان العالم العشرة الأكثر سكاناً.
من جانبه، قال يوري فيدوتوف، المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، إنّ «نتائج التقرير العالمي للمخدرات لهذا العام تملأ وتزيد من تعقيد الصورة العالمية للتحديات المتصلة بالمخدرات، ما يؤكد الحاجة إلى التعاون الدولي من أجل النهوض باستجابات متوازنة ومتكاملة من جهة الصحة والعدالة الجنائية فيما يتعلق بالعرض والطلب».
وتظهر البيانات الآن، مستوى أعلى من انتشار تعاطي المواد الأفيونية في أفريقيا وآسيا وأوروبا وأميركا الشمالية وتعاطي القنب في أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية وآسيا، مقارنة بعام 2009.
وفي 2017، بلغ التصنيع العالمي غير المشروع للكوكايين أعلى مستوى له على الإطلاق، مسجلاً 1976 طناً، بزيادة قدرها 25 في المائة عن العام السابق. في الوقت نفسه، زادت الكمية العالمية المضبوطة للكوكايين عام 2017 بنسبة 13 في المائة، لتصل إلى 1275 طناً، وهي أكبر كمية أُبلغ عنها على الإطلاق.
وقد وصلت أزمة الجرعات المفرطة من الأفيونيات الصّناعية في أميركا الشمالية إلى مستويات عالية جديدة في عام 2017، مع تسجيل أكثر من 47000 حالة وفاة مرتبطة بتعاطي جرعات مفرطة من المواد الأفيونية في الولايات المتحدة، بزيادة قدرها 13 في المائة عن العام السابق، و4000 حالة وفاة متّصلة بالمواد الأفيونية في كندا، بزيادة 33 في المائة عن عام 2016.
وفي حين بقي «الفنتانيل» ونظائره المشكلة الرئيسية في أزمة المواد الأفيونية الصّناعية في أميركا الشمالية، فإنّ مناطق غرب ووسط وشمال أفريقيا تشهد أزمة أفيونية صناعية أخرى، هي «الترامادول»؛ حيث قفزت مضبوطاته العالمية من أقل من 10 كغم في عام 2010 إلى ما يقرب من 9 أطنان في عام 2013. ووصلت لرقم قياسي بلغ 125 طناً في عام 2017.
ولا يزال «القنب» أكثر المخدرات المستخدمة على نطاق واسع في العالم، إذ يقدر عدد الأشخاص الذين تعاطوه بنحو 188 مليون شخص عام 2016.
ويُظهر التقرير مجالاً حقق فيه المجتمع الدولي درجة من النجاح، وهو معالجة المواد ذات التأثير النفساني الجديد (NPS)، كما يتضح من انخفاض عدد المؤثرات النفسانية الجديدة التي حُدّدت وأبلغ مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بها لأول مرة. ولم يجر الإقبال عليها في السوق إلى المدى الذي كان يُخشى قبل بضع سنوات، وتفاعل المجتمع الدولي مع الأمر في التوقيت المناسب لتقييم الأضرار الناجمة عن المؤثرات النفسانية الجديدة وجدولة تلك التي تستدعي السيطرة الدولية.
لا تزال الوقاية والعلاج دون المستوى المطلوب في كثير من أنحاء العالم، إذ يتلقى العلاج سنويا واحد فقط من كل 7 أشخاص ممن يعانون اضطرابات تتصل بتعاطي المخدرات.
ويتجلى هذا بشكل خاص في السجون. ويُقدم تقرير العام الحالي تحليلاً متعمقاً لتعاطي المخدرات وعواقبه الصحية الوخيمة في السجون، ما يوحي بأن انتشار أمراض مُعدية مثل فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد الوبائي والسل النشط، والمخاطر ذات الصلة، أعلى بين نزلاء السجون منها بين عموم السكان؛ خصوصاً بين أولئك الذين يتعاطون المخدرات بالحقن.
وأفادت 56 دولة بتوفير العلاج البديل للمواد الأفيونية في سجن واحد على الأقل في عام 2017، بينما أبلغت 46 دولة عن عدم توفر مثل هذا الخيار العلاجي في السجون. أما برامج توفير المحاقن والإبر فأقل بكثير في السجون. فبينما أفادت 11 دولة بتوافرها في سجن واحد على الأقل، تأكد غياب مثل هذه البرامج في 83 دولة.ويقدم تقرير المخدرات العالمي لعام 2019 نظرة عامة على العرض والطلب على المواد الأفيونية والكوكايين والقنب والمنشطات الأمفيتامينية والمواد ذات التأثير النفساني الجديد (NPS)، وكذلك تأثيراتها على الصحة. كما يبرز من خلال الأبحاث المحسنة والبيانات الأكثر دقة أن الآثار السلبية الصحية لتعاطي المخدرات هي أكثر انتشاراً مما كان يُعتقد سابقاً.


مقالات ذات صلة

دبي تقبض على بلجيكي مطلوب دولياً في قضايا اتجار بالمخدرات

الخليج البلجيكي عثمان البلوطي الذي يُعد أحد أبرز المطلوبين دولياً للسلطات البلجيكية والصادر بحقه نشرة دولية حمراء (الشرق الأوسط)

دبي تقبض على بلجيكي مطلوب دولياً في قضايا اتجار بالمخدرات

أعلنت القيادة العامة لشرطة دبي إلقاء فرقها القبض على عثمان البلوطي، بلجيكي الجنسية، الذي يُعد أحد أبرز المطلوبين دولياً للسلطات البلجيكية.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
العالم تتلقى امرأة المساعدة عندما أحرق مدنيون غاضبون جثث أفراد عصابة مشتبه بهم في هايتي (رويترز)

العالم يخسر المعركة ضد الجريمة المنظمة

العصابات الدولية تعيد تشكيل خريطة الجريمة باستخدام التكنولوجيا والمخدرات، في وقت تبدو فيه الحكومات متأخرة عن مواكبة هذا التطور.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «البلوغر» والمذيعة المصرية داليا فؤاد بقبضة الشرطة (صفحتها في «فيسبوك»)

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

جدَّدت واقعة توقيف «بلوغر» أزمات صانعات المحتوى في مصر، وتصدَّرت أنباء القبض على داليا فؤاد «التريند» عبر «غوغل» و«إكس».

محمد الكفراوي (القاهرة )
أوروبا ساحة بلازا دي كولون في إسبانيا (رويترز)

إسبانيا: العثور على 20 مليون يورو مخبأة بجدران منزل رئيس مكافحة الاحتيال السابق

اعتقلت السلطات الإسبانية الرئيس السابق لقسم مكافحة الاحتيال وغسل الأموال في الشرطة الوطنية الإسبانية، بعد العثور على 20 مليون يورو مخبَّأة داخل جدران منزله.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أوروبا الأميركي روبرت وودلاند داخل قفص المحكمة (أ.ب)

رفض استئناف أميركي مدان بتهريب المخدرات في روسيا

تتهم واشنطن موسكو باستهداف مواطنيها واستخدامهم أوراق مساومة سياسية، بيد أن المسؤولين الروس يصرون على أن هؤلاء جميعاً انتهكوا القانون.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.