رحلة مع وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم: باريس نقطة ضعفي

في أسوان
في أسوان
TT

رحلة مع وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم: باريس نقطة ضعفي

في أسوان
في أسوان


السفر في الصغر جزء من التعليم، وفي الكبر جزء من الخبرة، هكذا أكد الفيلسوف البريطاني فرانسيس بيكون، وهكذا تعتقد الفنانة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية. زارت العديد من دول العالم لتعزف ألحاناً على آلتها المحببة «الفلوت»، ولها ذكريات جميلة في قاعات الموسيقى ومسارح الأوبرا، لكن تبقى لفرنسا مكانة خاصة في قلبها، لأن فيها عاشت لفترة، واستكملت دراستها الموسيقية.
> السفر بعيداً عن الروتين وضغوط العمل، ولو ليوم واحد، فرصة لتجديد طاقة الإنسان، يعود بعدها أكثر نشاطاً وحيوية. لكن لا ينطبق هذا الأمر عليَّ دائماً، لأني حتى في الإجازات أفكر فيما سأنجزه غداً، وما ينتظرني من زيارات وارتباطات وغيرها، بحيث أنسى أنني في إجازة.
> الإجازة بالنسبة لي هي فرصة للتجمع الأسري وقضاء وقت أطول معهم. لهذا عندما يسمح وقتي بأخذ إجازة بعيداً عن العمل فهي تكون بالطبع مع أسرتي، وفي أي مكان داخل مصر، على شرط أن يطل على البحر. فالبحر يمنحني إحساساً بالراحة والبهجة والسكينة.
> العاصمة الفرنسية باريس، هي نقطة ضعفي، وأكثر المدن التي أحبها على مستوى العالم، فقد سافرت إليها بعد حصولي على البكالوريوس في الموسيقى من «معهد الكونسرفتوار»، وحصلت فيها على الماجستير والدكتوراه من المدرسة العليا للموسيقى. فيها أيضاً تزوجت وأنجبت ابنتي فيروز وابني شادي، وأقمت هناك على مدى 15 عاماً، ما جعلني أحفظ شوارعها ومبانيها ومتاحفها، وبالطبع قاعات الموسيقى بها، عن ظهر قلب. ويمكنني القول إني عشت فيها مرحلة طموحي وبداياتي ومرحلة إثبات الذات ونجاحاتي.
كما أن لي ذكريات جميلة فيها، تحديداً في الحي اللاتيني، الذي لم يكن يبعد كثيراً عن مكان سكني، وكنت أمر عليه في طريقي إلى «المركز الثقافي المصري» في سان ميشيل، طوال سنوات الدراسة لحضور الأنشطة الثقافية به.
> العاصمة الإيطالية روما تحتل المرتبة الثانية بالنسبة لي. قدمت فيها حفلات عديدة، وبهرتني بثقافتها الفنية والحضارية على حد سواء. طبعاً هناك أيضاً العديد من الدول العربية، التي كلما زرتها أشعرتني بأنني في بلدي مصر.
* ليست لي تجارب سيئة في السفر، وأحمد الله أن كل ذكرياتي سعيدة، ربما لأنها ترتبط بنجاحات، إما نتيجة حصولي على درجات علمية، أو إحيائي لحفلات عالمية. فمعظم رحلاتي خارج مصر تكون لدواعي العمل. ولا بد أن أذكر هنا أن فخامة الأماكن والفنادق لا تُبهرني لأني أميل إلى البساطة بطبعي. المهم أن تكون مريحة وتتوفر على الأساسيات.
- لا أميل إلى التسوق في السفر، ولا يخطر ببالي أن أدرجه في برنامجي. والسبب أن وقتي لا يسمح، نظراً لارتباطاتي بالحفلات وببرامج محددة، وأيضاً لأني أفضل أن أستغل أي فرصة تسنح لي لزيارة قاعات الموسيقى والأوبرا.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».