نزل الدولار الأميركي لأقل مستوى في ثلاثة أسابيع أمس (الثلاثاء)، مع تصاعد المراهنات على خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة بينما دفعت مخاوف بصفة عامة بشأن النمو العالمي المستثمرين إلى شراء الين الذي يُعد ملاذاً آمناً.
كان أحد أعضاء مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأميركي، قد قال إن خفض سعر الفائدة الأميركية قد يصبح حتمياً في وقت قريب، في ظل المخاطر التي تواجه النمو الاقتصادي نتيجة الحروب التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى جانب انخفاض معدل التضخم في الولايات المتحدة.
وقال جيمس بولارد رئيس مجلس احتياط سان لويس، إن مجلس الاحتياط «يواجه اقتصاداً قد ينمو بصورة أشد تباطؤاً في الفترة المقبلة، مع احتمال أن يكون بعض المخاطر أشد مما كان متوقعاً في ظل استمرار الغموض الذي يحيط بالنظام التجاري العالمي». وتأتي هذه التصريحات بعد تحليل اقتصادي مهم حذّر من دخول الاقتصاد الأميركي دائرة الركود. وحسب التحليل الذي أعده شيتان أهيا كبير المحللين في بنك الاستثمار الأميركي «مورغان ستانلي» فإن «الدورة العالمية (للاقتصاد) ستواجه الخطر... يمكن أن نصل إلى حالة ركود خلال 3 فصول».
كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد دعا مجلس الاحتياط الاتحادي الأميركي إلى الانضمام للإدارة الأميركية في نزاعها التجاري مع الصين. وطالب ترمب المجلس بالرد على ما ستقوم به الصين لتخفيف الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن الرسوم الأميركية على السلع الصينية. وكتب الرئيس ترمب تغريدة منتصف الشهر الماضي، أن «الصين ستضخ أموالاً إلى نظامها المالي وربما تخفض أسعار الفائدة كما هو الحال دائماً لمساعدة الشركات، وستخسر» هذه المحاولة أيضاً.
وأضاف: «إذا تصرف مجلس الاحتياط الاتحادي بالمثل، ستنتهي اللعبة وسنكسب (النزاع). في كل الأحوال الصين تريد اتفاقاً (تجارياً)».
ودعوة ترمب لإشراك مجلس الاحتياط في الحرب التجارية مع الصين تمثل تصعيداً واضحاً في جهود الرئيس الأميركي المتكررة للضغط على البنك المركزي من أجل تحفيز الاقتصاد الأميركي رغم تحسن معدل النمو وانخفاض معدل البطالة إلى أقل مستوى له منذ نحو 49 عاماً. وإذا ما دخل «المركزي» الأميركي كطرف في الحرب التجارية، فإن ذلك سيساعد ترمب في إلقاء المسؤولية على مجلس الاحتياط الاتحادي إذا أدى تصاعد النزاع التجاري مع الصين إلى تأثيرات سلبية على الاقتصاد الأميركي، في الوقت الذي يسعى فيه إلى الفوز بفترة رئاسة ثانية في انتخابات عام 2020.
كان الرئيس الأميركي قد أعرب سابقاً عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى اتفاق في النزاع التجاري مع الصين وذلك على الرغم من التصعيد الأخير. وقال ترمب: «لدينا في الوقت الراهن نزاع محدود مع الصين، وإذا أرادوا عمل اتفاق، فإن هذا ممكن تماماً».
وأعرب ترمب عن إصراره على موقفه الذي يرى أن الولايات المتحدة في وضع أفضل في الصراع الذي اتسم بفرض متبادل لرسوم جمارك خاصة، «فنحن لدينا اقتصاد أكبر كثيراً من الصين»، وأضاف: «هذه عوالم مختلفة». وكان الين الياباني المستفيد الرئيسي، أمس، من التحول تجاه أصول يعتبرها المستثمرون آمنة. وارتفعت العملة اليابانية 0.2% إلى 107.845 ين مقابل الدولار وهو أعلى مستوى منذ منتصف يناير (كانون الثاني).
وأضر ذلك بالدولار الذي فقد 0.1% مقابل سلة من العملات لأقل مستوى في ثلاثة أسابيع لينزل عن 97 لأول مرة منذ 18 أبريل (نيسان). وارتفع اليورو 0.3% إلى 1.1274 دولار وهو أعلى مستوى منذ 18 أبريل بفضل ضعف الدولار. ولم يطرأ تغير يُذكر على سعر الدولار الأسترالي بعدما خفض بنك الاحتياطي الأسترالي (البنك المركزي) أسعار الفائدة إلى مستوى قياسي منخفض عند 1.25% كما هو متوقع.
وزاد الجنيه الإسترليني 0.2% إلى 1.2684 دولار ارتفاعاً من أقل مستوى في خمسة أشهر عند 1.2560 دولار الذي سجله يوم الجمعة.
الدولار يتراجع لأقل مستوى في 3 أسابيع
بعد تصريحات عضو بـ«المركزي الأميركي» عن خفض سعر الفائدة
الدولار يتراجع لأقل مستوى في 3 أسابيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة